هذا العدد

العدد التاسع من (رواق ميسلون)الثورة السوريّة؛ هُزمت أم ما زالت مستمرّة؟

يتناول العدد التاسع من مجلة (رواق ميسلون) موضوع الثورة السوريّة، والربيع العربي عمومًا، من جانب قراءة المآلات والحصائل في الواقع، ويبحث المشاركون فيه في وضعيتها الراهنة ومساراتها المستقبليّة،

الافتتاحية

انطلقت الثورة السوريّة بصورةٍ عفويّةٍ، في آذار/ مارس 2011، لكن بالتجاوب مع سياق عربيّ دافع باتجاه التحركات الشعبيّة، فلولا ما حدث في تونس ومصر ما كان، على الأرجح، يُتوقَّع أن تكون هناك تظاهرات على الساحة السوريّة،

دراسات محكّمة

في المجتمعات، كما في المادة، لا شيء يفنى. لا يبقى المجتمع، بعد أي حركة احتجاج اجتماعية، كما كان قبلها، سواء أنجحت الحركة في بلوغ ما خرجت إليه أم لا. في كل حال تودِع الثورة في المجتمع حمولة مفيدة للمستقبل. الكلام عن فشل أو نجاح الثورة فيه قدر من التعسف، فقد تكمن في النجاح بذور فشل تتكشف خلال وقت قصير،
شهدت سورية حوادث عاصفة خلال العقد الثاني المنصرم، أدت إلى زعزعة استقرارها على الصُعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإيكولوجية …إلخ. ما عرّض المجتمع وتكويناته المختلفة للأذى الشديد، حيث نمت عوامل الفُرقة والتعصب والعداوة بين مختلف أبنائه،
تكاد التحولات التي عاشتها الثورة السورية بأرقامها ومعطياتها أن تتجاوز معايير بحثية عدة تحدد نجاح أو فشل الثورات. يمكن في المعايير العامة تقصي مجريات الواقع السوري بمتغيراته المتعددة من حيث الامتداد السلمي الواسع، والتحول إلى حالة عنفية متداخلة مع السلمية،
بدأت الثورة السورية عام 2011 وتمثلت بسلسلة من التظاهرات السياسية، شارك فيها السوريون من جميع الطوائف والقوميات، ومن ضمنهم العلويون والدروز والأكراد وغيرهم من أبناء الأقليات، بنسب مشاركة متفاوتة،
هل هُزمت ثورات «الربيع العربي»؟ وإذا لم تُهزم، لماذا فشلت في الوصول إلى مبتغاها؟ أين نحن الآن من شعارات «شغل، حرية، كرامة، عدالة اجتماعية» التي رفعها المحتجون في بداية الانتفاضات وهزّوا بها أركان أنظمة الاستبداد العربية؟

مقالات رأي

منذ خروج الاستعمار الغربي من منطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة، تحاول أميركا التي أصبحت زعيمة (العالم الحر) والقطب الأقوى في عالم ثنائي القطبية، العودة إلى المنطقة بشتى الوسائل وبمختلف الحجج، تارة باسم ملء الفراغ،
قبل الدخول في صلب الحديث، ومحاولات الإجابة عن الأسئلة المطروحة في ملف “الثورة السورية: قراءة في أسباب الهزيمة وما بعدها”، سيقدّم كاتب هذه المقالة ملاحظتين تحملان دلالة وظيفية، وربما تصلحان لأن تكونا مدخلًا لمساهمته في هذا الملف.
أنتج الواقع مهمتين مستحيلتين أمام قوى “ثورة الحرية والكرامة” السورية: الأولى هي مهمة إسقاط نظام الاستبداد؛ أمّا الثانية فهي تجاوز عقليته وأيديولوجيته وممارساته في أثناء وبعد سقوطه. وبهاتين النقطتين تتعيّن هزيمة قوى الثورة. في الحقيقة، إن المهمتين متداخلتان،

رؤى وتجارب نسوية

تمارس النساء الثورة كفعل يومي، يتمرَّدن على حبة شباب بزغت على الجبين أو الخد، يغيِّرن ألوان شعرهن معاندات للزمن، يحتلن على قرارات المنع من الخروج بمكالمات طويلة على الهواتف الجوالة، يتظاهرن في الساحات، يرتِّبن مواعيد للحب، يطالبن بالطلاق، يتزوَّجن أحبتهنّ رغمًا عن الأهل والتقاليد،
هذه العبارة التي كُتبت على شاهدة قبر إحدى ضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير الماضي من أقسى العبارات التي يمكن أن تُكتب لتدلّ على رُفات إنسان، إلا أنّها قد تكون التّوصيف الأكثر مقاربةً للثورة السورية. تأخّرت نجدتها، فسُلِبت منها الحياة،
تتواكب بداية السنة الثانية عشرة للثورة السورية مع إعادة بعض الدول العربية علاقاتها مع النظام الحاكم في سوريا، لتتكاثفَ نتائجُ الثورة السورية، كهزيمةٍ عربيةٍ جديدة، تُذكرنا بهزيمة “الخمسة أيام التي غيرت وجه الشرق الأوسط”، دلالةً على هزيمةِ الخامس من حزيران من العام 1967، التي لم يعد الشرق الأوسط بعدها كما كان قبلها،

حوارات العدد

11

أجرى الحوار :

أظهرتِ في كتابك “لعبة الانتظار” عن السياسة الخارجيَّة السوريَّة كيف أنَّ السلطة الحاكمة في سورية قد نجت من تقلبات السياسة الدوليَّة على مدى العقدين الماضيين، بالاعتماد على إستراتيجيَّة الجمود بصورة رئيسة. وقد كان التغيُّر المنتظم في قيادات تلك الدول التي تشكل ضغطًا متزايدًا على سورية،
22

أجرى الحوار :

كنتَ من أوائل الفنانين السوريين المشاركين في الثورة ضد السلطة السورية، وكانت أغنيتك “يا حيف” التي أطلقتها في أواخر آذار/ مارس 2011 علامة فارقة في الحراك السوري، لخَّصتَ فيها أبرز عناصر المفارقة السورية بين نظام ممانع يطلق النيران على شعبه،

شخصية العدد

لا شيء حتمي، على الإطلاق. أو: وحده محتوم الواقع. وحده حتميٌّ ما وقعَ. ما لم يقع فهو غير محتوم. متى يوجد شيء من الأشياء؟ متى يقع واقع؟ الجواب: حين تكتمل شروط الشيء المعنيّ، حين تكتمل تعيّنات الواقع المعيّن. ما لم تكتمل فهو ليس. إذا توفّرت 99% من شروطه، فهو عينه ليس بعد.
حَبُل القرن التاسع عشر، الزمن الذي هو بمنزلة مؤشر كثيف الدلالات بالنسبة للعرب وتموضعهم الحضاري المأزوم، بإشكاليات كثيرة ومتفرعة ومتشابكة ومعقّدة لمّا تزل إرهاصاتها مستمرّة حتى لحظتنا الراهنة. طبعا مثارات الإشكال النظري والإبهام الفكري التي تلفّ معضلة الأزمة
ظلَّ مفهوم المُعاصرة من المفهومات التي لها قدرة عجيبة على الإفلات من التحديد، ومع أن الكلمة تُستخدَم على نطاقٍ واسع، إلا أنها انتمت إلى حزمةٍ المعاني البديهية في أغلب الحالات، وأوّل فعلٍ تقوم به هذه الدراسة لتسوِّغ وجودها هو مساءلة هذه البداهة. وتكاد الأدبيات العربية التي تناولت هذا المفهوم بصورة مباشرة

دراسات ثقافية

فتحت الثورات والاحتجاجات التي عرفتها أغلب البلدان العربية، نوافذ معرفية جديدة على كل ما يتعلق بسياقات هذه الثورات ومساراتها. خاصة ما يتعلق بأدوار المثقف العربي ووظائفه عامة، مع التطلع نحو تجديد التساؤل والنظر في ماهية الدور المطلوب في المراحل الانتقالية،
تدرس هذه المقالة فاعلية الجماعة الدينية النسائية السورية المسماة القبيسيات، إلى جانب مساوماتها مع النظام وعلماء السنّة كي يتاح لها التبشير والتعلم والتعليم والعمل.
يحظى موضوع العنف براهنية كبيرة، في ظل تنامي هذه الظاهرة، وتهديدها لقيم الإنسان ومستقبله ووجوده، بما يبعث على القلق، وهي ظاهرة معقدة يتداخل فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني والثقافي. لذا، حظي موضوع العنف باهتمام مجموعة من العلوم

إبداعات ونقد أدبي​

لقلبي ذيلٌ لا ينامُ دلَّني عليكَ ذاتَ يومٍ …. كمثلِ هذه الأيّام منتصفَ الظُّهرِ خبّأتُ مسامات جلدي فصارَ العَرَقُ يتصبّبُ من مقلتيَّ كدتُ أُطبقُ عليهما ولم أفعلْ! قلتَ: ” تعالي نحتسيها معًا ونسقي بها الزّنزلخت”. كمثلِ هذه الأيّام في موسم النّمل التقينا “شفتاكَ مزرقّتان وعظامكَ جافّةٌ
سبقتُها إلى محطةِ الحافلاتِ، حاذرتُ التزحلق ببقايا الثلج، ركنتُ ما اشتريته لغداء هذا اليوم جانبًا، أزلتُ قبعتي وحرّرتُ كفي من جيبي علّي أخفف غموضَ هيئتي لو صافحتها، أخذت نفسًا عميقًا بعد إحساسي بنظرتها تثقب ظهري، استدرت، لا أحد. ترصدت المنطقةَ بنظرات عشوائية، الرياح شمالية والوجوهُ بالكاد مكشوفة،
تَرنو عينايَ إلى البعيدِ، أتعبدُ بها اللهَ بتأملِ ما خلقَ، أُخزنُ ببطءٍ كُلَّ المشاهدِ في رأسي كما يفعلُ النملُ مع حباتِ القمحِ، لكن عندما أعارني ابنُ عمي آلةَ التصويرِ خاصتَه، حملتني السعادةُ التي أحاطتْ بي، كأنّي أركضُ خلفَ المشاهدِ لأمسكَها، لا لأصورَها؛ أكتبُها بالضوءِ، ثُمَّ أقلبُ الصفحةَ بضغطةٍ زر،
(خيط البندول) عنوان استعاري يشكّل مع تصميم الغلاف عتبةً نصية دلالية وترويجية لرواية وكتاب في آن واحد. فحين ينبثق العنوان من بؤرة سردية ميتافيزيقية، نرى في منظور لوحة الغلاف مهد طفولة ورديًا (مدمىً) فارغًا، ينتصب بتحد وعناد على مساحة صامتة موشاة بغبش فجري حيادي،

ترجمات

في شهر آذار/ مارس 2011، تحدى المواطنون السوريون حكومتهم بالاحتجاج في الشوارع، ومؤخرًا بالمواجهات المسلحة. تعود جذور حركة الاحتجاج واستجابة الحكومة لها إلى الماضي القريب. تتناول هذه المقالة ملامح العقد الماضي، والحوادث في سورية منذ عام 2011، لفهم جذور الاحتجاج الشعبي وأصول رد الحكومة السورية العسكري

مراجعات وعروض الكتب

جاء في الأثر: نزلتُ في بعض القرى وخرجتُ في الليل لحاجة، فإذا بأعمى على عاتقه جرة ومعه سراج. فقلتُ له: يا هذا أنت الليل والنهار عندك سواء، فما معنى السراج؟ فقال: يا أحمق حملته معي لأعمى البصيرة مثلك يستضيء به فلا يعثر بي فأقع أنا وتنكسر الجرَّة.

وثائق

مثّلت الثورة السورية -ثورة الحرية والكرامة، التي انطلقت في 18 آذار/ مارس 2011- حراكًا شعبيًا عظيمًا في سعته وتنوعه وعدالة مطالبه، وقد جاءت هذه الثورة في سياق ثورات الربيع العربي في موجتها الأولى، والتي بدأت من تونس نهاية العام 2010، ثم امتدت إلى ليبيا ومصر واليمن فسورية؛
2
بعد خروج العثمانيّين من سوريا، وتنصيب فيصل بن الحسين ملكًا عليها، تم انتخاب المؤتمر السوري الأول الذي تكوّن من خمسة وثمانين عضوًا يمثِّلون جميع مناطق بلاد الشام. انتخب المؤتمر في أول جلسة عقدها، محمد فوزي باشا العظم رئيسًا ويوسف حكيم نائبًا للرئيس،