صور اللاجئين السّوريين في السّرد السّائد: دراسة حالة لبنان

أحمد بركات

ترجمة ورد العيسى

الخلاصة

تعيد هذه الورقة النّظر في الصور التي ارتبطت بأزمة اللاجئين السوريين بين عامي 2015-2018 من خلال دراسة حالة تبحث في صور السّرد السّائد. تتمثّل المساهمة الرئيسة للورقة في إقامة صلة بين السرد السائد والصور السلبية للاجئين السوريين، وإيجاد أوجه التشابه بين الخطابين الإعلامي والسياسي المحيطَين بهذا الموضوع. الحجة الرئيسة هي أنّ السرد السائد قد ساهم بشكلٍ كبيرٍ في إيصال صورةٍ سلبيةٍ عن اللاجئين السوريين للمجتمعات المضيفة لهم من خلال تنميطٍ مبتذلٍ. فاقم السرد السائد الصورة السلبية للاجئين السوريين من خلال المبالغة في ردّ الفعل والذعر والتركيز على المشاكل الأكثر حساسية وإثارةً للجدل في المجتمعات المضيفة، مثل: الديموغرافيا والبطالة والأمن.

المقدمة

زاد التوتر وطول أمد الأزمة السوريّة من الصور السلبيّة للاجئين السوريين إقليميًا ودوليًا. تنبع أهمية هذه الورقة من حقيقة أنّها تتناول أزمة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945). نزح 13 مليون شخص منذ اندلاع الصراع في عام 2011، وهو ما يمثل حوالي 60٪ من السكان قبل الحرب، موزعين بشكلٍ أساسيٍّ في البلدان المجاورة، وشمال إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. [1] أكثر من 5 ملايين طلبوا اللجوء في البلدان المجاورة: تركيا (3.4 مليون)، لبنان (1 مليون)، الأردن (660.000)، العراق (250.000). يعيش أكثر من 150.000 شخصٍ في دول شمال إفريقيا مثل مصر (130.000) وليبيا. يعيش حوالي مليون لاجئ أو طالب لجوء في أوروبا: ألمانيا (530،000 يمثلون خامس أكبر تجمع للاجئين في العالم)، السويد (110،000) والنمسا (50،000). هناك ما يقرب من 100،000 لاجئ في أمريكا الشمالية يمثلون أقل من 1 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم. [2]

تهدف هذه الدراسة لتحليل الصور السلبيّة التي ارتبطت باللاجئين السوريين منذ اندلاع الحرب الأهليّة في عام 2011 من خلال دراسة حالة السرد السائد في لبنان. الحجّة الرئيسة هي أنّ السرد السائد قد ساهم بشكلٍ كبيرٍ في إيصال صورةٍ سلبيةٍ عن اللاجئين السوريين من خلال المبالغة في ردّة الفعل والذعر. تجادل الورقة بأنّ السرد السائد أنشأ صورةً نمطيةً للاجئين السوريين على أنّهم همجٌ خطيرون. إنهم يشكّلون خطرًا على سلامة المجتمعات المضيفة ورفاهها السياسيّ والاقتصاديّ وهم غير متوافقين مع ثقافتها. كما تظهر الصورة النمطية أنّ اللاجئين بمعظمهم من الرجال مع غياب للنساء والأطفال. وقد نقل السرد السائد صورةً عن النساء كضحايا للعنف المنزليّ، أو المجتمع، أو ضحايا للاتجار بالبشر، أو ضحايا لعقليّة ذكوريّة سائدة.

يناقش قسم المنهجيّة طريقة البحث الاجتماعيّ المستخدمة في البحث للحصول على البيانات وتحليلها. ويقدم قسم السياق الاجتماعيّ والسياسيّ نظرةً عامةً واسعة النطاق على السياق الاجتماعّي والسياسيّ في لبنان، والعلاقات بين سوريا ولبنان واندلاع الحرب الأهليّة في سوريا في عام 2011. ويحلّل قسم مراجعة الأدبيّات المصادر الثانويّة وحجج المؤلفين الأكاديميين حول سؤال البحث. يضع قسم الإطار النظريّ النظريّة ضمن الإطار العريض للتشييديّة الاجتماعيّة. ويقدّم القسم الخاص بالسرد السائد صورًا للاجئين السوريين في وسائل الإعلام اللبنانية الرئيسة، بدءًا من كونهم ضحايا مثيرين للشفقة وانتهاءً بداعش. ويحلّل القسم اللاحق، الذي يبحث في أوجه الشبه بين الخطاب الإعلاميّ والخطاب السياسيّ، العلاقة المتبادلة بين وسائل الإعلام من جهة والقوى السياسيّة والعائلات الثريّة من جهة أخرى. ثمّ يعيد الاستنتاج التأكيد على النتيجة الرئيسة حول هيمنة رواية سائدة واحدة تحمل صورة سلبيّة عن اللاجئين السوريين، وغياب السرد المضادّ لهذه الرواية.

المقال الاصلي
https://rowaq.maysaloon.fr/wp-content/uploads/2021/12/The-Images-of-Syrian-Refugees.pdf

مشاركة: