مقاطع شعرية من مجموعة “قدر الصرخة”

I.

ما الذي يحدثُ في وسادتكَ المثقوبةِ؟

ما هو السقفُ الذي سمّوهُ وطناً؟

لقد أعلنوا موتكَ حين رأيتَ الشمس.‏

سَواءَ تكلمتَ أو صمتَّ،

لا أحد سيعلم.‏

البسْ جدرانكَ واحملْ أرضَ الملحِ الأحمرِ على كتفيك،

مطارداً بسكاكين إخوتكَ ولعناتِ أصدقائك..‏

الماءُ خنجرٌ      

الهواءُ خنجرٌ

والحجرُ يشعلُ الحجرْ.‏

ليستْ سوى قدمٍ عاريةٍ مُشرّدةٍ على حدود الوطن

ستخْلُق وطناً.‏

II.

بيتُكَ،

لمْ يعد غرفةً، سريراً، كرسيّاً، طاولةً، أوراقاً، طعاماً، ثياباً

 وتذكارات …

لقد حوّلهُ البرميل الطائر

إلى موقد،ٍ

وصورةٍ في جريدة.

بين بندقيّتِك وبيتِك

المسافةُ لا تُختَصرْ،

بل تأكلُ أرضها..

III.

جِلدُكَ مقبرةٌ،

القصائدُ التي لا تقولُها تتعفنُ

وتسقطُ.

الكلماتُ التي تبتلِعها تنتصبُ كشاهدةٍ.

الأغاني المكتومةُ تعصفُ بالتراب تحت أظافرك

لتحكُّ الذاكرة.

الصورُ التي تُديرُ عينكَ عنها،

تنغرزُ فيكَ كفزّاعات.

الجثّة التي بقيت منك،

عالقةٌ كشوكة.

وحدها جراحك لا تتفسّخ..

IV.

ظِلّكَ يتهرّبُ من جثّتك،

دمُكَ يغادر لحمكَ راكضاً،

روحكَ يختفي …

لقد خذلوك جميعاً،

حتى قلبكَ.

لم يكن لموتك أن يكون أكثر أناقةً..

النارُ تأكلُ النارَ،

والحديدُ يطحنُ الحديدَ،

والزهورُ التي تنبتُ بين الصخرِ المهشّم

مَحضُ صدفةٍ

أو رغبةٍ.

V.

الصرخةُ التي ارتدت ثوبَ أغنيةٍ في حنجرتكَ،

الدمعةُ التي تنكرت بلونِ الوردةِ في يديكَ،

الرغبةُ التي خرجت بهيئةِ لافتةٍ.

كان لابدّ لمطحنةِ الحربِ أن تحولهم جميعاً

لغصّةٍ مكتومةٍ في رصاصةٍ،

لقنبلةٍ فوقَ السرير.

VI.

الشريطةُ السوداءُ في زاويةِ صورتك،

ليست خبراً للذاكرة،

ولا دعوةً للبقاء.‏

إنها قدرُ الخطوةِ الواسعةِ.‏

منشورات دار سيغنوم les Édition Signum – باريس 2017.

مشاركة: