في الذكرى العاشرة لاعتقال عبد العزيز الخيّر

في العشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي (2022) مضت عشر سنوات على اعتقال الدكتور عبد العزيز الخيّر، وقد بلغ هذه السنة واحدًا وسبعين عامًا، أمضى منها أكثر من عشرين عامًا في السجون.
ولد الدكتور الخيّر في مدينة القرداحة عام 1951، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية في محافظة درعا، وأنهى دراسته الثانوية في حمص، وتخرج من كلية الطب في جامعة دمشق عام 1976.
ينتمي إلى أسرة متوسطة الحال من بلدة القرداحة، كان لها تاريخ عريق فيها.
بدأ نشاطه السياسي مع حزب البعث الديمقراطي (جماعة إبراهيم ماخوس)، وسرعان ما أصبح من الطلبة القادة في الحزب، عندما كان طالبًا في جامعة دمشق؛ لكنه انتقل بعد سنوات قليلة إلى صفوف حزب العمل الشيوعي، وحضر المؤتمر الوحيد للحزب الذي عُقد في لبنان (بلدة شحيم) في العام 1981، وانتُخب في اللجنة المركزية، وعضوًا في المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي في آب/ أغسطس من ذلك العام.

سنوات الحزب والملاحقة
مع حملة الاعتقالات عام 1982، التي اعتقل فيها أبرز مؤسسي الحزب فاتح جاموس وعدد من أعضاء الحزب واللجنة المركزية، استدعى الأمن العسكري في دمشق واللاذقية عبد العزيز الخيّر مع عدد من أعضاء المكتب السياسي والأعضاء الحزبيين، فاختبأ عن أعين الأمن السوري، وطالت مدة تخفيه حوالى 11 عامًا، باسم حركي (أبو أحمد).
وعلى الرغم من حياة التخفي والملاحقة “ساهم الدكتور عبد العزيز بشكل كبير في الإعداد لوثائق المؤتمر الثاني لحزب العمل الشيوعي الذي لم يُعقد بسبب حملة الاعتقالات التي بدأت في العام 1986، واستمرّت حتى نهاية العام 1988، وجرت فيها اعتقالات كثيرة كان التركيز فيها على أبو المجد عبد العزيز الخير، بعد اعتقال أكرم البني، ووجيه غانم في شهر آب/ أغسطس 1987، حيث وجد العقل الأمني للنظام الفرصة سانحةً لتصفية حزب العمل الشيوعي بالمعنى التنظيمي، وأطلق حملةً كبيرةً لاعتقال الخيّر.” لكن الحملة فشلت، واستمر حزب العمل في الوجود بفضل الخير، وأدى دورًا رئيسًا في الحزب بين عامي 1982 و1992. وخلال سنوات الملاحقة والتخفي رأس الخيّر تحرير “النداء الشعبي”، وكان محررًا في جريدة “الراية الحمراء”.

النضال في صفوف الفلسطينيين
متابعة الخيّر نضاله في صفوف حزب العمل الشيوعي، لم تمنعه من أن يصطف إلى جانب القوى السياسية السورية والفلسطينية، حيث ساهم في النقاشات والمواقف السياسية من عملية التسوية السياسية على الساحة السياسية الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات، والحراك السياسي والتنظيمي ضد رؤية التسوية التفاوضية في تلك المرحلة، وانحاز إلى جانب (حراك فتح)، وحراك (جبهة التحرير الفلسطينية).
وكان يناضل أيضًا ضد التطبيع مع إسرائيل، إذ قاد الدعوة إلى رفض حضور مؤتمر مدريد “التسوية الدولية لقضية الشرق الأوسط (فلسطين)”، في نهاية العام 1991، وبداية 1992.

تظاهرة تاريخية أمام القصر الجمهوري في دمشق
في مطلع عام 1990 اجتهدت الكوادر القليلة المتبقية من حزب العمل في تجميع أمهات المعتقلين من المدن السورية كلها، وترتيب خروجهن في تظاهرة أمام القصر الجمهوري تطالب بالإفراج عن أبنائهن المعتقلين. وفي 21 آذار/ مارس من ذلك العام استطاعت، بالفعل، عشرات الأمهات الوصول إلى أمام القصر والتظاهر للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن، ما مثّل حدثًا صادمًا للسوريين المفروض عليهم جو من الصمت والرعب. خضّت التظاهرة رأس النظام وأجهزة أمنه التي تجهد في عد أنفاس السوريين، وكان لعبد العزيز الخير دور مهم في التخطيط وتنفيذ الاعتصام مع غادة غيبور وخديجة ديب.
نجحت مجموعة أمنية -متخصِّصة باعتقاله- في اعتقال زوجته لأربع سنوات كرهينة:
“وبسبب دوره الفعّال في فضح الممارسات القمعية للسلطة، والكفاح من أجل الديمقراطية، كرّست الاستخبارات العسكرية السورية مجموعة “متخصصة” من ضباطها وعناصرها برئاسة المقدم عبد الكريم الديري، وفرّغتها بشكل شبه كامل لتعقبه ومطاردته. وحين فشلت عدة مرات في اعتقاله، بفعل مواهبه التنظيمية واحتضان الناس ومحبتهم له، اعتقلت اجهزة الأمن بعض إخوته وأقاربه واعتدت عليهم بالضرب في الأماكن العامة بغرض الضغط عليه وابتزازه. فقد اعتدي على شقيقته (الأستاذة الجامعية سلمى) بالضرب وسط الشارع العام في مدينة اللاذقية، واعتقل شقيقه النقابي والأستاذ الجامعي هارون، وشقيقته ندى، وابن عمه وزوجته المدرّسة منى صقر الأحمد التي اعتقلت (وهي أم لطفل في السابعة من عمره آنذاك) كـ رهينة لأكثر من أربع سنوات من آب/ أغسطس 1987 إلى كانون الأول/ ديسمبر 1991، حيث أطلق سراحها بسبب وضعها الصحي السيء”. خلال الأحد عشر عامًا التي أمضاها عبد العزيز الخير باسمه المستعار “أبو أحمد”، لم يغادر دمشق أبدًا إلا مرةً واحدةً ربما، ولمدة لم تتجاوز عدة أيام، كان يتنقل، وهو المطارَد ليلًا نهارًا، بكل حرية.

إطلاق رصاص في فرع فلسطين بسبب اعتقاله، وترقية الضابط
عند اعتقاله في شهر شباط/ فبراير من العام 1992، في فرع فلسطين الذي عمّت الفرحة فيه لأنهم كانوا يعدّون الخيّر المطلوب رقم واحد، حيث أطلقوا الرصاص في الهواء لحظة وصوله إلى الفرع، وورُقِّيَ الضابط الذي قاد عملية الاعتقال.
جرى تحويله بعدها إلى سجن صيدنايا في عزلٍ انفراديٍ فترة زمنية، وبعدها ضُمَّ إلى رفاقه ليصار إلى المحاكمة الجماعية في محكمة أمن الدولة، بقيادة القاضي المخابراتي فايز النوري. حكمت عليه المحكمة الحد الأعلى للسجن (22 عامًا)، بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية محظورة، والقيام بنشاط مناهض للنظام الاشتراكي للدولة، ونشر أخبار كاذبة من شأنها زعزعة ثقة الجماهير بالثورة والنظام الاشتراكي.
وعندما أفرج النظام عن قيادة حزب العمل الشيوعي في العام 2001 استثناه من ذلك، على الرغم من كل المناشدات التي وجهتها منظمات إقليمية ودولية لإطلاق سراحه، إلا أنّ النظام صم أذنيه عن سماعها، وضرب بها عرض الحائط.

تأسيس عيادة في سجن صيدنايا: تآخٍ شيوعي إسلامي
“حين اعتُقل وانتهى التحقيق معه، ونُقل إلى سجن صيدنايا العسكري لم يتغير الكثير في حياته المهنية، كطبيب يعيش طوال اليوم في حالة استنفار وجاهزية كاملة لتلبية نداء الواجب. فباتت حيوات مئات السجناء الذين دمرت سنوات الاعتقال الطويلة أجسادهم، والمعاملة البهيمية الوحشية التي تعرضوا لها في سجن تدمر الصحراوي وأفرع المخابرات، أمانة في عنقه، فلا طبيب في السجن إلا السجين الطبيب.
هناك، في تلك الغرفة المطِرفة من الجناح (أ) يمين، في الطابق الأول، نجح عبد العزيز الخيّر بمساعدة رفيقه المهندس نزار مرادني في إنشاء عيادة “ميدانية” بما توافر من أدوات طبية استقدمها من عيادته الخاصة في أثناء زيارات أهله، وبما وقع في اليد من صناديق خشبية مخصصة لتعبئة الخضار. وفوق هذا: نجاحه في وضع جدول منتظم لزيارة وعيادة المرضى من المعتقلين. ولم يكن هذا إلا بعد أن فرض بقوة إرادته ومنطقه وحجته على إدارة السجن أن تتعامل مع “عيادته” وروّادها من السجناء كعيادة مرضى، لا كإسطبل للحيوانات. وفي هذه العيادة، وبمعداتها البسيطة، استطاع أن ينقذ أرواحًا”.
كان في السجن طبيبًا للجميع، من دون تمييز بين شيوعي أو إسلامي أو كردي أو عربي، وكان في أيام كثيرة لا ينام الليل، وقد أنشأ أول عيادة طبية في سجن صيدنايا بمساعدة السجناء الإسلاميين، وبضغوط على إدارة السجن.”

متابعة النضال بعد السجن
وبعد خروجه من المعتقل الأول في سجن صيدنايا العسكري في نهاية العام 2005، عاد إلى العمل السياسي في صفوف الحزب والحركة الوطنية السورية، فحضر أول اجتماع للمكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي في نهاية الشهر الثاني من العام 2006، في مدينة حمص. وعادت مساهمته الصحافية الكبيرة في جريدة (الآن).
وفي العام 2009، في أثناء التحضير لعقد مؤتمر لحزب العمل، داهم الأمن اجتماع الصبوّرة، فهرب الدكتور الخيّر من الاعتقال مع عدد من الذين كانوا حاضرين في الاجتماع.

الثورة وهيئة التنسيق ومؤتمر القاهرة ودور عبد العزيز الخيّر
تفرّغ الدكتور الخيّر للعمل التحالفي والدبلوماسي، حيث ساهم في مناقشة الوثائق الرئيسة لهيئة التنسيق الوطنية، وحضر مؤتمرها الأول في أيلول/ سبتمبر 2011، وأصبح من قادتها، ثم شارك في حوارات القاهرة ( مؤتمر قوى الثورة والمعارضة السورية في 2 و3 تموز/ يوليو 2012 برعاية الجامعة العربية) في مناقشة الوثائق التي أُقرّت في المؤتمر، في محاولة بناء رؤية وموقف سياسي وطني مساند لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والانتقال من نظام الأسد الاستبدادي إلى نظام وطني ديمقراطي، كان تاريخ الدكتور الخيّر النضالي الطويل في محاربة الاستبداد حاضرًا، وكذلك رؤيته الوطنية الديمقراطية في تلك الحوارات التي نتج عنها ما يعدّه طيف واسع من السوريين أنضج وثائق سياسية صدرت عن المعارضة السورية، والتي كان من المفترض أن تؤسس لعمل وطني برؤية موحدة، لكن للأسف حالت الحسابات الضيقة والأوهام دون ذلك.
حاول الدكتور الخير تقريب وجهات النظر بين المجلس الوطني السوري (والائتلاف الوطني لاحقًا) وهيئة التنسيق الوطنية للتوافق على بناء معارضة موحّدة، لكنه لم ينجح مثل غيره من المعارضين في تلك المرحلة.
وتعرّض في قبل ذلك كله، في أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، لهجمة البيض والبندورة مع رفاقه في القاهرة من بعض المعارضين المتشددين آنذاك، لكنه لم يأخذ موقفًا معاديًا من هذه الجهة من المعارضة، حيث أوضح أنه يجب الحوار معها لأنها ستكون شريكة في الوطن والعمل السياسي.

الإصرار على سلمية الثورة
جوابًا عن سؤال: هل من المنطقي استمرار السلمية في وقت ينحو النظام الى مواجهة الثورة بالسلاح والقتل والاعتقال، يقول أبو مجد: “السياسة ليست منطقية، فالسياسة حياة، والحياة ليست منطقية دائمًا، وليست عادلةً كذلك دائمًا”، ويتابع “أشدّد في الطلب من السوريين المناضلين الثائرين كلهم ألا يكونوا في ردات الفعل والغضب مثل النظام الوحشي، لأنهم بذلك يطلقون النار على الثورة. كل إنسان يفهم الضغط الهائل على إنسان يرى أخاه أو صديقه يقتل أمامه، أو يشاهد الأعمال الفظيعة التي يرتكبها النظام، إذ سيرغب بدافعٍ غريزي في حل المسألة ويخطر في باله حمل السلاح”. ويوكّد على أن “حمل السلاح مناقض لمصلحة الثورة”.
بهذا يوكّد الدكتور الخيّر على أن ما ينصر الثورة سلميتها، لكنه يشترط لذلك بلورة هيئة قيادية تنظيمية ذات تمثيل حقيقي لحراك الشارع، وقادرة على التعامل مع إشكالات ومناورات النظام والوضع الإقليمي والدوليّ المعقّدَين.

هواجس التدخل العسكري والطائفية والعسكرة
يقول غسان المفلح: “كان لعبد العزيز هاجسان أكبر من كل شيء: التدخل العسكري الأميركي في سورية، وموضوع التطييف والعسكرة، فهو القائل عن الثورة: “إذا تعسكرت تطيفت”؛ وهذا من بين أسباب اعتقاله، وفيما حاول الروس والإيرانيون احتواء هواجسه، بقي الخيّر من النوع الذي ﻻ يمكن احتواؤه، سواء اختلفنا أو اتفقنا معه سياسيًا.
ومن متابعتي له، كان عبد العزيز يحاول أن يرى في الروس وسيطًا، وهذا هو الوهم الذي لم يكن خاصًا به، بل بكثيرين من المعارضة ومؤسساتها.”

اعتقاله واتهامات لروسيا والمخابرات الجوية
وقبيل زيارته إلى الصين، دُعي الخيّر إلى الحوار مع النظام وحلفائه الداعمين من أجل عمل سياسي يجنّب البلاد حمام الدم والحرب والدمار، لكن لم يسعفه الزمن للعمل على تحقيق ذلك، حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله عند عودته من الصين في 20 أيلول/ سبتمبر 2012، قبيل مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي شارك في إعداد وثائقه.
تقول زوجته “عُقِد المؤتمر وحضره السفير الروسي وكنتُ موجودةً، فقلتُ له إني أحمّلك مسؤولية اعتقال عبد العزيز وماهر وإياس، وكانت إجابته أنهم سيعملون على إخراجه من المعتقل، إلا أن وزير إعلام النظام عمران الزعبي قال عقب المؤتمر إن الثلاثة غير موجودين لدى اجهزة أمن النظام، وإن الجماعات الإسلامية هي من اختطفتهم”.
وأكدت زوجة الخيّر أنه “كان طريق مطار دمشق في ذلك التاريخ تحت سيطرة النظام والمخابرات الجوية تحديدًا؛ وعلى الرغم من ذلك تمكّنتْ من التواصل عن طريق بعض الجهات مع فصائل المعارضة والفصائل الإسلامية، والتي أكدت لها أن عبد العزيز الخير ليس موجودًا لديها، وأنه لا يمكنهم أن يعتقلوا شخصًا مثله”.
وقالت: “ذهبتُ إلى السفارة الروسية وقابلتُ السفير الروسي وكان يكتفي بقول: أشاطرك القلق”.
عندما وصل خبر اعتقاله الى القرداحة مسقط رأسه، خرجت تظاهرة طالبت بالإفراج عنه على الرغم من حساسية المكان بوصفه مسقط رأس بشار الأسد وعائلة الأسد.

لماذا اعتُقل عبد العزيز الخيّر؟
اعتُقل الدكتور عبد العزيز الخيّر، ربما لأنه حاول تنظيم قيادة سياسية للثورة تحوز شرعية الشعب، وتكون مقبولة دوليًا، لا طائفية، وغير تابعة، وهذا أمر خطر جدًا، ويمسّ الثوابت الأساس للنظام وإيران وحلفائهما من جهةٍ، ويناقض من جهة مقابلة توجهات أنظمة الخليج وأجهزتها، وحلفائها.
كان توجّه الخيّر يناقض توجّه تيار التبعية لمشايخ الخليج وتركيا وغرفة الموك، والحرب الطائفية والحرب المذهبية، ولأن هذا كله يصبّ في مطحنة نظام العصابة الأسدية.
يقول غسان المفلح: “كان لدى الأسد هاجس وجود شخصية محترمة وذات تاريخ نضالي ضد الأسدية، ينحدر من الطائفة العلوية.”
وحول الأسباب التي دفعت إلى اعتقال الخيّر تقول زوجته: “لا يؤمن النظام بالحل السلميّ السياسيّ، وعبد العزيز يؤمن بالحل السياسي، ولا يؤمن بالحل العسكري”، ولكنها لم تستبعد أن يكون سبب إخفاء الخيّر حتى لا يكون الشخصية العلوية ذات التأثير القويّ والتي ربما تستقطب العديد من أبناء الطائفة العلوية، فضلًا عن أنه شخصية توافقية، فكان ممكنًا أن يتوافق الناس حولها”؛ كما لم تستبعد “أن يكون النظام قد ساوم زوجها في المعتقل على تغيير موقفه، وهذا ما دفعه لعدم إطلاق سراحه”.
وحمّلت فدوى محمود التي اعتُقلت كذلك في تسعينيات القرن الماضي، الروس والإيرانيين المسؤولية في اختفاء الخيّر كونهم كانوا الضامنين بشكل مباشر.
يقول رفيقه في الحزب غسان المفلح: “لقد طالبنا بتدخل روسي من أجل إطلاق سراح الخيّر، لكن لا حياة لمن تنادي. فقد بدى أن الروس يريدون استمرار اعتقاله.”
وعبد العزيز الذي كان يرفض كل تدخل أميركي أو دولي لحماية المدنيين، لم يكن في ذهنه أن تحتل هذه الدول كلها الثورة السورية، أن تحتلها وتوافق على استمرار اعتقاله، ويكون هذا خيار سوتشي الأساس والنهائي.

هل مازال حيًا؟
كتب آفاق أحمد (من ريف طرطوس)، وهو ضابط المخابرات السوري المنشقّ عن المخابرات الجوية، في صفحته على الفيس بوك، أنه يملك معلومات من “مصادر داخلية” عن مقتل الدكتور الخيّر؛ وراح يعيد تأكيد ما كتبه على صفحته بعد عشرة أيام في لقاء مع موقع إلكتروني سوري في 27 تموز/ يوليو 2013: “نعم ذكرتُ في صفحتي مقتل عبد العزيز الخير، وما وصل كان عن طريق أشخاص من الداخل، ومن الشريحة المؤيدة، وأكّدت المصادر أن المخابرات الجوية اختطفته من طريق المطار، وقد توفي تحت التعذيب.”
نفت وكالة الأنباء الألمانية dpa في حديث هاتفي مع راديو “روزنة” الذي يُبثّ من باريس، نشرها خبر مقتل عبد العزيز الخيّر في السجون السورية، وأكدت الوكالة أنها غير مسؤولة عن نشر الخبر، ولا معلومات لديها عن الموضوع إطلاقًا. وكانت “روزنة” قد تواصلت مع شخص ادّعى أنه حصل على الخبر من موقع الخدمة الإخبارية الخاص بالوكالة، لكنه رفض تقديم أي إثبات على صحة مصدر معلوماته، ورفض اطلاعنا على رسالة البريد الإلكتروني المذكورة.
والخبر الذي انتشر وقتها في صفحات التواصل الاجتماعي، يتضمن معلومات منقولة عن وكالة الأنباء الألمانية dpa تتحدث عن تأكيدات لوفاة السياسي المعارض عبد العزيز الخيّر في سجون النظام السوري.
نفى فايق المير، وهو قيادي في حزب الشعب (الحزب الشيوعي- المكتب السياسي)، علمه بوفاة الدكتور عبد العزيز الخيّر واستغرب انتشار هذه الشائعة.
وفي حزيران/ يونيو 2016 نقلت وكالة “آكي” الإيطالية عن مصدر سوري وصفته بأنه على علاقة بشخصيات بارزة في السلطات السورية، قوله إن الأخيرة تحتجز شخصيات معارضة “مهمة” في سجن أمني خاص داخل مطار دمشق الدولي، ومن بينها المعارض عبد العزيز الخيّر.
وذكرت “آكي” أن المخابرات السورية تدير سجنًا كبيرًا في مطار دمشق الدولي الذي يخضع لحراسة خاصة، مشيرةً إلى أن “السلطات تعتقل فيه عددًا ليس بالقليل من الشخصيات المعارضة المعروفة”.

مصادر المقالة/ التقرير
1- اعتمدت هذه السيرة بشكل أساس على معلومات من مقالة بعنوان “ثلاثة عشر عامًا على اعتقال عصفور الحرية في سورية الكاتب والصحفي الدكتور عبد العزيز الخيّر”. نشرتها المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير.
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=30943&r=0
2- مقالة الدكتور راتب شعبو عن الدكتور الخير المنشورة في موقع الحوار المتمدن.
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=640696&r=0
3- مجلة زمان الوصل. لقاء مع السيدة فدوى محمود زوجة الدكتور عبد العزيز الخير.
https://www.zamanalwsl.net/news/article/70360
4- موقع عنب بلدي. خبر عن الدكتور الخير، في 16/6/2016
https://www.enabbaladi.net/archives/85337
5- تصريح للقيادي الشيوعي فايق المير قبل اعتقاله سنة 2015، موقع جنوبية.
6- غسان المفلح. مقال عن سوتشي وموقف الدكتور الخير.
http://www.alraafed.com/2017/12/30/1-17/
7- شهادة لمعتصم السيوفي عن الدكتور عبد العزيز في مؤتمر القاهرة، صفحة شخصية. الفيسبوك
8- لقاء مع الدكتور عبد العزيز الخير. موقع يوتيوب
 https://youtu.be/weUWFBwT6f4
9- ماهر إسماعيل، مقالة عن الدكتور الخير. موقع ليفانت نيوز، 16/9/2021.
https://cutt.us/ssswK
10- تصريح من وكالة أنباء ألمانية dba في تموز/ يوليو 2013، موقع جنوبية.

  • فراس سعد

    كاتب وناشط سياسي سوري، ناشط في ائتلاف إعلان دمشق، اعتُقل على خلفية نشاطه في عام 2006 لمدة أربع سنوات أمضاها في معتقل صيدنايا وفي سجن عدرا. صدر له كتاب "نقد العقل المغلق" في عام 2006. ينشر في صحف ومواقع إلكترونية عديدة: الحوار المتمدن، القدس العربي، جيرون، تلفزيون سوريا، وغيرها.

مشاركة: