ورود فوق مثواك الأخير
(في وداع صديق العمر المخرج والأديب غسان الجباعي)

يرجُفُ القلبُ لفقدك
فليسَ لي أن أرتقي درجًا يؤدي إليك بعد الآن
وليس لي عنّاب ضحكتك
احتضانك
طيبة الأريافِ في نبرة صوتك
ليس لي أن أنبشَ الذكرى لأوجاع السجون
وكم مررتَ بها بقيعانِ الجحيم
طعم المعدن في الماء
وضوضاء السكون
لن تقرأ الأشعار لي
أو تكتب الإهداء فوق روايةٍ تهدينيها
لا فرصة أُخرى بمسرحك الجميل أُذيب موسيقاي
لا كأسَ نجرعها معًا لِنَشُفَّ كالبلّور
أو لتصير أصواتٌ لنا مجروحةٌ كالناي
يرجفُ القلبُ لفقدك
أيها المعجونُ من قمحِ القُرى
ومن الزبيب
من الوداعة والشجاعة وحروف تكسر الأصفاد في الزمن الرهيب
وها تغيب
وينحني قوسُ المسافة
يستطيل الظل
يبتعد الوصول
تندب الأحداق بؤبؤها
فيندهش الغريب
يرجُفُ القلبُ لفقدك
يذرِفُ الوردُ الندى من حولكَ الآنَ
لكي يسقي التُراب
أيها العاشق عِشْ فينا إذًا
ساطعًا كالنجمِ تُرشدنا إلى الجِهةِ الصوابْ
حاضرًا تبقى بِنا، لو كنتَ تعلمُ
كم ستبقى حاضرًا فينا
على كَتفِ الغيابْ

  • سميح شقير

    فنان وشاعر سوري، مواليد 1957، كتب الشعر مبكرًا ثم نشط كموسيقي، إذ لحن وكتب وغنّى كلمات أغانيه شعرًا عاميًا وفصيحًا، ولحّن قصائد لعددٍ من الشعراء مثل محمود درويش وشوقي بزيع وغسان زقطان وحسان عزت وآخرين، شارك في أمسيات شعرية عديدة في سورية والمغرب والأردن، ونشر قصائد في عددٍ من الصحف والمواقع الأدبية، أصدر ديوانه الأول "نجمة واحدة "في عام 2006 (دار كنعان)، وديوانه الثاني (ولا يشبه النهر شيئًا سواك) 2017 (مؤسسة ميسلون) وترجمته إلى الفرنسية الشاعرة ربيعة الجلطي.

مشاركة: