الثورة السورية: قراءة في أسباب الهزيمة وما بعدها

الدور الإقليمي والدولي والمدّ الإسلاموي في المنطقة وتأثيرهما السلبي في مسار الثورة

منذ خروج الاستعمار الغربي من منطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة، تحاول أميركا التي أصبحت زعيمة (العالم الحر) والقطب الأقوى في عالم ثنائي القطبية، العودة إلى المنطقة بشتى الوسائل وبمختلف الحجج، تارة باسم ملء الفراغ، وأخرى بحجج الأحلاف العسكرية والأمنية لحمايتها من التمدد الشيوعي الذي أصبح العدو الرئيس للغرب؛ وبعد نشوء كتلة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز منتصف الخمسينيات لمحاولة الابتعاد عن الاستقطاب بين المعسكرين، والتي ضمت الهند ومصر ويوغسلافيا بشكل رئيس، وأفشلت الأحلاف الغربية في المنطقة، أصبحت المنطقة هدفًا رئيسًا لمحطات المخابرات المركزية ومؤامراتها القذرة التي تستهدف الأنظمة التقدمية والوطنية المعارِضة للسياسة الأميركية؛ وبعد نجاحها بإسقاط نظام محمد مصدق الوطني في إيران وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى سدة الحكم، عملت على منع وصول حكومات وطنية تقوم بتنمية بلادها واستغلال ثرواتها بأيدي أبنائها واستعادة حقوقها المنهوبة، ومحاصرة من يصل إلى الحكم لإسقاطه أو إضعافه.
نجحت الثورة المصرية التي قامت على حكم أسرة محمد علي في 23 تموز/ يوليو عام 1952 في تحدي الغرب الاستعماري، ورفعت شعارات مناهضة لهذا الاستعمار فكان شعار “ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الاستعمار” و”على الاستعمار أن يحمل عصاه ويرحل”. وحققت الثورة الكثير من الأهداف التي رفعتها لمصر وللأمة العربية ولأفريقيا ولحركات التحرر، فالكثير من الدول العربية نالت استقلالها بدعم هذه الثورة ومساندتها، وكذلك شعوب أفريقيا المستعمَرة. وقد رأى الغرب الاستعماري في هذا التطور وفي توجه الثورة التحرري خطرًا مباشرًا على مصالحه وعلى نفوذه، وأيضًا على الأنظمة السائرة بركبه والتي تعدّ ركيزته في المنطقة؛ لذلك أخذ يعمل مع شركائه في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية لإجهاض الثورة والتخلص من قائدها الذي استحالت السيطرة عليه وتدجينه بجميع الوسائل، فمن الحلف الإسلامي الذي شكلته السعودية إلى مرتزقة اليمن ضد الجيش المصري والثورة اليمنية، ونجاح هذا الحلف بضرب الوحدة الرائدة بين مصر وسورية إلى حرب حزيران/ يونيو المؤامرة، نجحت تلك القوى في إجهاض الثورة الرائدة، وغاب قائدها ليأتي بعده زمن الردة والنكوص الذي ما زلنا نعيش فيه إلى الآن.
لقد شهدت المنطقة العربية منذ نهايات عام 1970 ارتدادًا عن الخط المقاوم الذي جسده النظام المصري والمقاومة الفلسطينية ضد المشروع الصهيوني، وبغياب عبد الناصر وإخراج المقاومة الفلسطينية بمذابح أيلول/ سبتمبر الأسود من الأردن، وتولي أنور السادات الحكم في مصر وحافظ الأسد في سورية، بدأ العصر السعودي والإسلام الوهابي المتخلف عن العصر في المنطقة ليديرها نيابةً عن راسمي السياسات في العالم.
عاشت المنطقة في هذا العصر مراحل طويلة من العنف السلطوي والاستبداد والفساد والتبعية للغرب، فإذا كان السادات قد سلم أوراق حل الأزمات في المنطقة إلى أميركا بنسبة 99 في المئة، ونجم عن ذلك معاهدة كمب دافيد بينه وبين إسرائيل، فقد عمل حافظ الأسد كنظام وظيفي بيد الدول المتنفذة، ليطفئ أزمات المنطقة بحسب ما تريده تلك الدول، فشتّت المقاومة الفلسطينية وأضعفها ودخل لبنان بضوء أخضر أميركي/ إسرائيلي لينفذ أبشع المخططات ضد اللبنانيين والفلسطينيين وحلفائهم، وأفسد الحياة ونهب الثروات لصالحه وصالح مؤيديه، ولم تنجُ سورية من جرائمه، فكانت مجازر حماه في شباط/ فبراير 1982 لتتوج مرحلة العنف المستمر منذ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970 أو بالأحرى منذ 18 تموز/ يوليو مع بداية حكم البعث الدموي، حماه التي دُمرت منها أجزاء كبرى، وقتل الجيش فيها أكثر من 40000 مواطن مدني بحجة تمرد الإخوان المسلمين، وامتد القتل إلى مدن حلب وجسر الشغور وغيرها، ليشمل أيضًا سجن تدمر الرهيب الذي قام الجزار بإرسال الطائرات العمودية المحملة بالجنود لتقتحم المهاجع وتقتل من فيها؛ ليسود سورية ظلام دامس أُفرغت فيه الحياة السياسية والنقابية من مضامينها، لتشمل حل النقابات وإلغاء القوانين المنظِّمة لعملها، واعتقال رموزها مع رموز المعارضة الوطنية السلمية لمدة زادت عن عشر سنوات في أغلب الأحيان.
مع اندلاع شرارة الاحتجاجات في تونس بداية عام 2011 وإقدام بو عزيزي على إحراق نفسه بعد اضطهاده من الشرطة، بدأ تاريخ جديد في المنطقة سمي بـ”الربيع العربي” الذي سرعان ما امتد إلى مصر وليبيا واليمن، وبعض الحركات الأقل شمولًا في البحرين وسلطنة وعمان. كانت نتيجة الاحتجاجات في مصر ما سمي بثورة 25 كانون الثاني/ يناير التي أطاحت مبارك وحزبه، ليتسلّم الجيش مقاليد فترة انتقالية أسفرت عن انتخابات فاز فيها محمد مرسي مرشح الإخوان برضى أميركي، ليتغوَّلوا بجهل على المراكز الأساسية في الحكم، وليعود الجيش ويتسلّم السلطة في كانون ثاني/ يناير 2013 وتصبح الأمور “كأنك يا أبا زيد ما غزيت”؛ لقد سقط رأس النظام وحزبه ولكن الطبقة المتنفذة باقية وتتمدد.
أما في ليبيا انقلبت التظاهرات إلى عنف دموي عندما قابلها نظام القذافي بالحديد والنار، ولتتطور إلى حرب أهلية تقودها زمر متصارعة على بلد فيه من المصالح والثروات ما يسيل له لعاب الكبار الذين دشنوا هذا الصراع بقتلهم القذافي، وتهيئة المسرح للفوضى التي ما زالت مستمرة إلى الآن، ولا يعلم إلا الله والراسخون في علم الصراعات متى ينتهي، ويعيش شعبنا العربي الشقيق في هذا البلد حياة حرة كريمة يستحقها.
في آذار/ مارس عام 2011 كان شعبنا في سورية قد عاش ما يجري من حوله، فقد احتفل مع التونسيين بثورتهم ومع الليبيين والمصريين، وذهب المتضامنون أفواجًا إلى سفارات تلك الدول ليؤيدوا هذه الثورات التي قامت ضد أنظمة التسلط والفساد، وقام باحتجاجات في مركز العاصمة ضد حالة الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة منذ 9 آذار/ مارس 1963 من دون انقطاع، وقد منع النظام هذه الوقفات مع أنها كانت سلمية وصامتة.
أتت تظاهرة درعا في 18 آذار/ مارس للرد على اعتقال مجموعة من أطفال المدارس بحجة كتابتهم شعارات ضد السلطة على الجُدُر، لتفجر الغضب الجماهيري، وليتصدى أمن النظام وجيشه لها بالعنف المفرط المشهور به، ليسقط القتلى والجرحى ويؤخَذ العديد من الشبان إلى المعتقلات، ولتمتد التظاهرات تباعًا على كامل الأرض السورية ورفعت شعارات مثل “يا درعا نحن معاكِ للموت” و”حرية عدالة كرامة”، ولتتطور الشعارات مع اشتداد عنف النظام إلى “الشعب يريد إسقاط النظام”، وغيرها من الأغاني الشعبية التي تغنى بها زجالو التظاهرات والشعراء الشعبيين.
لم يدرِ من خرجوا ضد النظام أنه ليس نظامًا استبداديًا وحسب، وأنه نظام من نوع خاص يعتمد على حامل طائفي سري ومغلق بشكل كامل على خارجه وما قبل قومي ووطني، ويعمل ضد هذا المجتمع، ويعمل على شرذمته وتفكيكه واحتوائه وتغييب جميع مقومات الحياة السياسية والثقافية وقوى المجتمع الفاعلة كلها، وبنى جيشًا سمّاه عقائديًا، ولكنه كان طائفيًا بامتياز، وموجهًا بالأساس ضد الشعب، لذلك لم تدم حروبه ضد العدو إلا أيامًا وكانت تنتهي بالهزائم دائمًا. لقد أفرغ الدولة من مضامينها وحوّلها إلى سلطة منفصلة عن مصالح الشعب لصالح فئة من المنتفعين الموالين، لم يكن هذا النظام نظام طائفة، فالطائفة منه براء، ولكنه كان طائفيًا بامتياز.
مع مجابهة النظام الحراك الشعبي بالسلاح والجيش والقوة المفرطة، ومع بدء الانشقاقات في جيشه الذي تحول إلى مجموعة ميليشيات لجأ إلى أوراقه التي يدّخرها منذ زمن، فأفرج عن معتقلي القاعدة وجماعات الإسلام السياسي والمجموعات المقاتلة من سجونه، وسهّل لهم سبيل التسلح لينقطع بذلك الحراك السلمي، لتتعسكر الانتفاضة، وتبدأ المواجهة العسكرية بين النظام والجماعات المسلحة الجديدة ولتتوارى شعارات الحرية والكرامة والعدالة وتصبح كفرًا وإلحادًا، ومع الإفراج عن المتشددين امتلأت السجون بناشطي الحراك الشعبي عند النظام وعند جماعات الإسلام السياسي التي قتلت وروّعت الآلاف بمظاهر وحشية لتصل إلى مئات الآلاف، ما زال أكثرهم قابعين في السجون إلى الآن بعد أن قام بتصفية العديد منهم، وما قانون قيصر الذي يعاقب النظام إلا غيض من فيض ممن قتلهم في سجونه، وفي الشوارع، وفي أثناء قصفه الهمجي للمدن، وكان تسلح الفصائل وامتداد تمويلها بالمال والسلاح والتقنيات المختلفة إلى خارج الحدود إيذانًا بتشابك مصالح القوى المتدخلة وتناقض مصالحها، الإقليمية منها والدولية، والتي ابتعدت تمامًا عن مصالح وغايات الشعب المنتفض، ومع ضعف النظام وميلشياته وعجزه عن إنهاء التمرد المسلح وما بقي من حراك شعبي، جاء حزب الله اللبناني ليدعم مسيرة النظام الإجرامية، وتبعه بعد ذلك تدخل إيراني وميليشاوي متعدد الجنسيات، ومع ذلك لم يستطع النظام حسم المواجهة وخاصةً في حلب والجنوب والغوطة، ليأتي التدخل الروسي الذي بدأ في أيلول/ سبتمبر 2015 بقصفه الهمجي وسياسة الأرض المحروقة التي اتبعها في حربه ضد شعبه في الشيشان، عندما دمر العاصمة غروزني، أتى ليعلن انتصاره وليأتي بسياسة خفض التصعيد وتقسيم سورية إلى أربعة مناطق نجح الروسي بقصفه الهمجي وتلاعبه بالبعض وإغراء البعض الآخر ليحصر رفض المصالحة في شمال غرب سورية التي استولت عليها بقايا القاعدة، ليزيد عدد سكانها من حوالي مليون إلى أربعة ملايين نسمة، والذين فضّل بعضهم القاعدة على مناطق النظام، والبعض كان مجبرًا بحكم المصالحات. بذلك استطاعت روسيا من جديد تمكين نظام القتل من الاستمرار في لعبة مزدوجة مع الأميركيين الذين تنازلوا عن خطوطهم الحمراء التي رفعوها ضد النظام، وكان لهم الحظ الأكبر في أغنى ثلاث محافظات سورية بالنفط والغاز والثروة الحيوانية والزراعية ومصادر المياه، تحت مسمى “الإدارة الذاتية” على خطى إدارة كردستان العراق، تحت مسمى محاربة داعش والنصرة، ويقال إن الرئيس الأميركي أوباما تحادث مع القيادة الإيرانية قبل التدخل، ليعلمهم أن التدخل الأميركي لن يكون ضد النظام (يعدّ أوباما في مذكراته أو مذكرات أحد مستشاريه الفرس أصحاب حضارة، والعرب بدوًا وهمجًا)، لقد قامت أميركا بعمل عدواني ضد الشعب السوري عندما نسّقت مع الروس، وطمأنت الإيرانيين، وسلّمت مناطق واسعة لعسكر قنديل العراقية، والتي لم يقبل بها حتى الآن لا أكراد سورية متمثلين بالمجلس السياسي الكردي الذي يضم أكثرية أكراد سورية ولا عرب المنطقة أيضًا المغلوبين على أمرهم بسلطة لا تمثلهم، بل هي الوجه الآخر للنظام بلا ديمقراطيتها وفسادها وتسلطها. فهل هي الفوضى الخلاقة التي اعتمدتها أميركا طريقًا لـ “تحرير الشعوب ودمقرطتها”؟ وهل اعتماد المناطقية والعشائرية ونفوذ العوائل هو طريق الحداثة الأميركية؟ لفد وضح تمامًا الأسلوب الأميركي في التعاطي مع الشعوب المقهورة، فهي دائمًا مع القوة التي تحقق مصالحها وامتيازاتها، وآخر ما يهمها هو تحرير الشعوب وديمقراطيتها، والأمثلة في العراق وأفغانستان لا تحتاج إلى توضيح.
بعد كل ما جرى ويجري على أيدي نظام الإجرام في دمشق، نظام المخدرات والميليشيات الطائفية، وبعد ما جرى على يد الإسلام السياسي المسلح وغير المسلح، وما فعله في حرف مسار الثورة وأدى إلى خسارتنا لأهم منجزاتنا في الحقبة الأسدية، لا بدّ من وقفة مع هذا النهج في العمل الذي يسمونه النهج الإسلامي، فما تدخل في انتفاضة أو ثورة إلا وأجهضها وحرّفها عن مسارها من تونس إلى ليبيا إلى اليمن وخاتمة المطاف سورية.
ما جرى كان عبارة عن إرهاصات لثورة، ولكن للثورة مقوماتها التي غابت في المشهد العربي، وخاصة السوري، وحتى تتحول أي احتجاجات إلى ثورة يلزمها أولًا القيادة الموحدة، وثانيًا البرامج والخطط التي تستجيب لمتطلبات الواقع، وثالثًا وجود الوسائل الموصلة إلى الهدف؛ وبغير ذلك لن تكون هناك ثورة حقيقية وناجحة. لقد أعلن نظام الإجرام انتصاره على ثورة الشعب التي سماها إرهابًا، ولكن أين هذا الانتصار والشعب السوري أكثر من نصفه بين لاجئ ونازح والكل يعاني، ومن تبقّى تحت سلطة النظام يعاني جوعًا وخوفًا وحرمانًا من جميع مقومات الحياة الأساسية، لقد شاركنا عندما كان ذلك ممكنًا، وعملنا في المعارضة التي كانت في الغالب سرية تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي لأكثر من ربع قرن، عانينا من الاعتقال والقتل والحرمان من العمل، ولكن البعض تصوّر بعد احتلال العراق أن أميركا آتية لنصرتنا، وسرعان ما أعلنت وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس أنهم لا يريدون تغيير النظام بل تغيير سلوكه، طبعًا سلوكه في ما ينسجم مع مصالحهم وليس مصالحنا، وعندما اعتُقلنا في أيار/ مايو عام 2011 سألتُ المحقق لماذا نحن هنا، وكانوا قد اجتاحوا مدينتنا دوما وقاموا باعتقال أكثر من 880 ناشط في يوم واحد، قيل لنا: أنتم من يحرّض، فقلتُ للمحقق: نحن معارضة منذ عام 1964، فما الذي تغير. بعد الإفراج عني استدعاني رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء ديب زيتون وقال لي: ليس لكم إلا الحوار مع النظام، فهذا النظام لن يسقط مهما كانت الأحوال، فقلتُ له: نحن جماعة حوار، ولكن النظام يريد الحوار بشروطه، وشروطه هي أن تخضع له خضوعًا تامًا وتقبل بما يعطيك، وهذا ليس حوارًا بل صكَّ إذعان. في أحد اجتماعات القيادة المركزية للجبهة قال حافظ الأسد للحضور من باب العلم: سنرسل جيشًا إلى “حفر الباطن” للمشاركة في تحرير الكويت، فردّ عليه عبد الغني قنوت أمين عام الاشتراكيين العرب: أعطنا مهلة لنشاور رفاقنا، فقال له حافظ الأسد: أعطيناك سيارة مرسيدس، قم فاجمعهم وأحضرهم إلى هنا وشاورهم، يقصد أن حزبه بعدد أصابع اليد، هكذا يفهم الأسد الحوار والتحالف.
في ختام هذه المقالة عن الثورة ومآلاتها وأحوالها أعتقد أن الثورة ستستمر، ولم تكن الثورات في يوم من الأيام سريعة الإنجاز؛ ستتحول وتتحول وتمر بمراحل هبوط وصعود، ومع أن شعبنا أصابه الإنهاك من نظامه ومعارضته، ومن المجتمع الدولي الذي أدار ظهره لهذا الشعب المقهور والمظلوم، والذي يستحق حياة حرة كريمة، لا بد أن تتوج نضالات شعبنا بالنصر ولو طال الزمن، فنحن الآن نعيش في القاع ولا بد من الخروج، ولكن كما قلنا لا بدّ من شروط، وبزيادة الوعي، وعي أولًا أنه لن تنجح مقارعة هذا النظام بالسلاح بل بالوعي وبالفكر الواضح والعمل الدؤوب، ولا بد من أن تتوحد كلمة السوريين ويجمعوا على أن الانتصار يبدأ من توحد الكلمة ووضوح الهدف، وألا يكون للإسلام السياسي أي دور في سورية المستقبل، سورية الجديدة التي ستبنى من جديد بسواعد أبنائها الذي أثبت ما حصل في 6 شباط/ فبراير من زلزال مدمر أنه عصي على الهزيمة أمام نظام مجرم وحلفائه، وأمام ثورات الطبيعة وكوارثها، فقد غاب عنه الجميع لستة أيام كانت فاصلة وبالرفش والمعول وفي 40 بلدة ومدينة أصابها الزلزال وبلغت خسائره آلاف الأرواح وآلاف الأبنية والبنى التحتية، هذا شعب يستحق الحياة وسينالها بتصميمه وعمله، ولقد أثبت هذا الشعب أنه واحد، وأن سورية وطن لجميع أبنائها بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم، لا فرق ولا تمييز، وسنكون معًا لبناء سورية الجديدة، سورية الوطن الديمقراطي المدني الحديث الذي يستحق أبناؤه حياة حرة كريمة، وإلى ذلك اليوم نتطلع بالعمل والفكر والوعي.

مشاركة: