حوار مع سميح شقير

رواق ميسلون: كنتَ من أوائل الفنانين السوريين المشاركين في الثورة ضد السلطة السورية، وكانت أغنيتك “يا حيف” التي أطلقتها في أواخر آذار/ مارس 2011 علامة فارقة في الحراك السوري، لخَّصتَ فيها أبرز عناصر المفارقة السورية بين نظام ممانع يطلق النيران على شعبه، ويحافظ على سلامة جبهة الجولان لأكثر من أربعين عامًا، فضلًا عن اتّهام مواطنيه بتهديد أمن الوطن وخيانة القضية الفلسطينية لأنهم تظاهروا ضده. هل لك أن تعيدنا إلى تلك اللحظة، فتذكر لنا كل ما أحاط بهذه الأغنية؛ كيف بدأتَ بها؟
هل توقعت أن تلاقي هذا الصدى الإيجابي؟ كيف تعاملت السلطة معك بعد إطلاقها؟

سميح شقير: كان الحراك حينها بالتأكيد لحظة فارقة، فبعد انتظار طويل وصل إلى درجة اليأس من إمكان تغيير النظام القمعي الذي تجذَّر خلال عشرات السنين في السلطة، والذي سيطر بأدواته المتنوعة من أمن وحزب قائد ونقابات واتحادات طلبة مدجَّنة وغيرها، وبعد الاعتقالات التي كانت تهدد أي معارض للنظام، وبعد حلول الولاء للقائد بديلًا عن الولاء للوطن، وبعد وقت طويل من المتاجرة بالقضية الفلسطينية والممانعة المزعومة، جاء هذا الحراك بخصوصية سورية، كونه اندلع إثر مجزرة بحق المدنيين الرافضين لامتهان كرامتهم بعد اعتراضهم على اعتقال أطفالهم الذين كتبوا على جدار مدرستهم عبارات مناوئة للنظام، ولم يبدأ التحرك بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي، إنما نتيجة دماء سفكتها بنادق السلطة بإطلاق الرصاص الحيّ على صدور المتظاهرين السلميين.
لقد هزّني هذا الحدث بعمق، فسارعت إلى العود لأسكب ألمي بوساطة أغنية استقيتُ مطلعها من كلمة لها
جذرها العميق في التراث الشعبي، والتي تعني الأسف العميق: “يا حيف”؛ وفي الأغنية تصوير للمشهد كما هو، فقد كنت أتابع الحوادث لحظة بلحظة، فصورتُ فجيعة الشبان الثائرين بالرصاص حين أُطلِق على صدورهم من بنادق “إخوتهم في الوطن”، واكتشافهم رعب السلطة من كلمة “حرية” حين هتفت بها الجموع، كما تضمنت وعدًا بإزالة الطغيان، ليقين لدي بأن المستقبل تصنعه إرادة الشجعان.
وبعد تأليفي الأغنية، قدّرتُ أن في إطلاقها حرقٌ لجميع مراكبي، إن لم تنتصر إرادة الشعب، وبإطلاقها تعريض لأهلي وأقاربي لانتقام النظام؛ وبدأت بالتفكير في تبعات إطلاق الأغنية، لكن وبعد وقت قصير من التفكير قررتُ أن أوقف التفكير في الأمر لأنه سيدفعني إلى الخوف من النتائج، ومن ثمّ لن أطلق الأغنية؛ وفي الحقيقة شعرتُ حينها بأن واجبي في مساندة هذا الحراك يفوق أي اعتبار آخر مهما كانت خطورته.
في اليوم ذاته اتصلتُ بموسيقيَين من أصدقائي، واتفقتُ معهم على تسجيل الأغنية، وبما أن أحوالنا المادية لم تكن تسمح لنا بتسجيلها في استوديو، وجدنا البديل بتسجيلها في بيت أحدهم وعلى برنامج موسيقي على الحاسوب، ويمكن وصل المايكروفون به.
في اليوم التالي استغرق تسجيل الأغنية تلك الأمسية، ثمّ بقينا حتى ساعات الصباح الأولى ننتظر إتمام عملية الميكساج التي تولاها أحد العازفيَن إذ يمتلك دراية جيدة بالتسجيل والميكساج؛ ومع فجر يوم 28 آذار/ مارس 2011 رفعنا الأغنية على منصة اليوتيوب، وذهبتُ لأنام ثم لأصحو على أخبار غير متوقعة حول مدى سرعة انتشار الأغنية بين السوريين، وقيل لي إن الأغنية استطاعت أن تكسر الحصار عن درعا، إذ نقلت تفاصيل ما يجري إلى أرجاء سورية كلها، وصدّق السوريون رواية الأغنية فهُزمت رواية النظام وكذبه عن تصديه هناك للإرهابيين، وعرفوا أن ثورة سلمية قد انطلقت هناك، فبدأت المؤازرة وتحركت التظاهرات في عموم المحافظات السورية.
وبلغني أن التظاهرات كانت تبدأ بوضع “يا حيف” على مكبرات الصوت، تحملها السيارات وتجول بها الشوارع، فيلتمّ المتظاهرون ويزيد عددهم.
ومن ناحية أخرى فُوجئت الأجهزة الأمنية بالأغنية، ورأت فيها سلاحًا غير تقليدي ويصعب مكافحته، خصوصًا بعد انتشار الأغنية كالنار في الهشيم، فكان ردّهم بتفتيش الموبايلات على الحواجز، واعتقال من كان يحتفظ بالأغنية في جهازه.
من ناحية أخرى، وبعد أيام من إطلاق الأغنية، جرت محاولة من النظام لجعلي أعتذر عن إصدار الأغنية، وذلك عبر استضافتي على التلفزيون الرسمي بلقاء خاص، بعد أن تواصلت معي مديرة التلفزيون وأنا في فرنسا حيث أُقيم، وعاتبتني قائلة إنني قد أثقلت عيار كلماتي حين أطلقتُ ما أسمَته “نشيدًا للثورة بين قوسين”، وأبلغتني أنها مكلّفة بإجراء هذا الاتصال من القصر، ودعتني إلى لقاء تلفزيوني، فأعربتُ عن استعدادي لإجراء اللقاء، وعندها سألتني: “ولكن ماذا ستقول؟” قلتُ لها: “سأقول ما قالته الأغنية وأكثر”، فقالت: “ولكن لا بدّ أنك تعلم أن هناك قوى خارجية معادية ستستفيد من الخطاب الذي أطلقْتَه عبر الأغنية”، فأجبتها بأن لا بأس، وأنه توجد طريقة لتجنب ذلك، فأبدت اهتمامها، وسأَلَتْ عن تلك الطريقة، حينها قلت لها لا بدّ من خطوتين للقيام بذلك: اعتقال الرأس الأمني الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين ومحاسبته علنًا، أولًا؛ ثم بثّ أغنية “يا حيف” في الإذاعة والتلفزيون الرسمي، لتشيروا بذلك إلى انحيازكم لمطالب الناس، فيكون تصرّفكم هذا مقدمة لتلبية مطالب إصلاحية لا بدّ منها، فأجابتني بأنها ستوصل اقتراحي إلى القيادة، ولم يحدث أي اتصال بعد ذلك حتى يومنا هذا. وبالطبع لم يؤخذ باقتراحي، بل وتأججت ضراوة العنف وقتل المتظاهرين، وحدث ما حدث.

رواق ميسلون: هناك كثيرون يطالبونك اليوم بإبداع أغنية في مستوى أغنية “يا حيف”. هل يتوقف إنتاج مثل هذه الأغنية أو في مستواها اليوم على إرادة سميح شقير، أم أن الأمر أبعد كثيرًا من ذلك، ويتطلب شروطًا يجب توافرها؟ هل الأغنية في الحصيلة إنتاج فردي أم هي إنتاج موضوعي يجسِّدها فرد موهوب في لحظة ما؟

سميح شقير: فعلًا؛ يطالبني كثيرون بأغنية في مستوى “يا حيف”، وهذه ثقة أشكرهم عليها، ولكن هذا بالغ الصعوبة بتقديري، لأن الأحوال مختلفة كثيرًا عن تلك اللحظة التاريخية لبداية الحراك ومن ثم الثورة، ففي تلك اللحظة كان انحياز الأغلبية الساحقة من السوريين ضد المسار الأمني والعسكري في مواجهة الاحتجاجات والمطالب المحقة للمتظاهرين، وكان الضمير الجمعي مهيَّأً لاحتضان أغنية تعبر عن ذلك الضمير؛ ولكن الوضع تغير بعد أن رأى الناس بأعينهم المجموعات المسلحة التي ترفع رايات دينية، والتي ادّعى النظام وجودها منذ البداية، من دون أن يدرك قسم لا يستهان به من الشعب أن تلك المجموعات كانت في الحقيقة صنيعة النظام نفسه، وذلك لتبرير سلوكه ومعركته ضد الشعب، فأطلق مع بداية الثورة سراح من أصبحوا في ما بعد قادة الفصائل المسلحة ذات الأجندة الدينية، كجبهة النصرة وجيش الإسلام، وخلايا أمنية للمشاركة في تكوين منظومة بجنسيات متعددة اسمها “داعش” – من دون أن ننسى المساهمات الإقليمية والدولية في صناعتها -وتكفَّلت الأجهزة الإعلامية الرسمية برسم صورة للواقع على أن السلطة تواجه الإرهاب، وأصبحت نظرة المخدوعين ببروباغاندا النظام أن كلَّ من يساند الثورة إرهابي.
وكمثال لامستُه شخصيًا عن كثب -والمواقف المماثلة له لا تُعد ولا تُحصى -أذكر كيف اعتُقل عدد من أصدقائي المقربين في صحنايا قرب دمشق، عقابًا على شهامتهم، إذ إن كل ما فعلوه هو أنهم قاموا بتأمين المأوى والأدوية والأغطية لنساء وأطفال “داريّا” الذين هربوا إلى صحنايا بعد تعرّض بيوتهم للقصف؛ وبعد اعتقالهم بأيام سُلِّمَت جثة أعز أصدقائي (مروان الحاصباني)، وهي مهشّمة بسبب التعذيب، بينما اختفت أخبار الباقين طوال هذه السنوات، والأرجح أنه جرت تصفيتهم.
ما جرى إذًا انقسام عميق في الشارع السوري، فالمنحازون إلى الثورة في طرف، والخائفون من الفوضى والسلاح المتطرف والمتأثرون بإعلام النظام من جهة أُخرى -ولن أسميهم “الموالين”- في طرف آخر، بينما رجال السلطة وأدواتهم والمستفيدون يدافعون عن امتيازاتهم، ويرون في بقاء النظام حماية لهم من المحاسبة على جرائمهم.
والحصيلة هي خيبة الجميع، مع غياب أي انتصار حقيقي لأحد، كما أن المعارضة ومن ادّعوا تمثيل الثورة أخفقوا في تقديم مثال مقبول لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتحوّلوا في أعين الثائرين وغيرهم إلى مجرد أدوات للقوى الدولية والإقليمية، وارتكب مسلحوهم الجرائم واعتقلوا معارضيهم، وحيّدوا مئات الضباط المنشقين الأحرار والأكفاء، وتَسلَّم قيادة الفصائل متطرفون وشرعيون بل ولصوص، وبذلك لم يتمايزوا عن النظام القمعي.
في حين يتمتع شرق الفرات بإدارة أكثر استقرارًا مدعومةً من التحالف الدولي، ويُحسب لهم طبعًا تضحياتهم الجسام في مواجهة تنظيم “داعش” والانتصار عليه، وكانوا دائمًا عرضة لتحديات وجودية من النظامين التركي والسوري وحلفائهما، في حين لم تستطع تلك الإدارة حتى الآن تكوين شراكات حقيقية مع القوى الديمقراطية السورية المشتتة، لتستقوي بها، ولتؤكّد أن مشروعها ذو طابع وطني ديمقراطي منفتح على جميع أبناء الوطن، على الرغم من إعلانها عن رغبتها في ذلك، ولا سيما بعد وضوح موقفها الرافض للنظام.
كما تحتاج إلى أن تُثبت بالملموس أن سياستها مستقلة عن الامتدادات القومية خارج الحدود إذ يعدّ هذا بمنزلة فجوة وأزمة ثقة، خاصةً بين أبناء البلد من عرب وكرد صنعتها أساسًا سلوكيات النظام القهرية والقومجية تجاه أهلنا الكرد على مدى عقود، وعززتها ردّات فعل قومجية مضادة، وزادت عليها القوى المعارضة المرتهنة للإرادة التركية، بأن شيطنت سلطة الأمر الواقع في شرق الفرات، ودخلت معها في صراع مسلح عبثي ونعتتهم بالانفصاليين، تلك التهمة التي أطلقها النظام أساسًا على الأخوة الكرد بغير حق، على الرغم من بيانات القوى السياسية الكردية التي تؤكّد دائمًا تمسكهم بوحدة سورية، مع ضمان حقوقهم التي كان النظام قد بالغ في التعدي عليها.
لذا يصبح تعميق التشاركية في إدارة شرق الفرات، وتجاوز البُعد الأيديولوجي الذي يشكل عصب السلطة فيها ضرورة أكيدة للمساهمة في ردم الهوة الموجودة، ورَدًّا على المتشككين، واستجابة للمخاوف المحقة من التفرد بالسلطة بعد تجربة السوريين القاسية والطويلة مع ما يسمى بالحزب القائد.
وأمام هذا المشهد المعقد الذي انتهى بتفكك الدولة وبوجود سلطات أمر واقع متعددة، يصبح من الصعب على أي عمل فني أو أغنية اختزال الواقع أو الظفر باحتضان ضمير جمعي لها، بعد أن انقسم الضمير الجمعي بذاته إلى أجزاء متعارضة.
وقد قدّمتُ خلال هذه السنوات العديد من الأغنيات التي واكبت الحوادث، وكانت في رأيي ذات مستوى فني لا يقل عن “يا حيف”، إلا أنه لم يحظ أي منها بما حظيت به “يا حيف”.
ومن هذه الأغنيات: صراخكم، قربنا يالحرية، بياع العنب، ما يموت الأمل، في حدا، مد إيدك، حلب، قادر يا بحر، اشتقنا للشام، ابن البلد، أيظن، يا ريتني من حجر، فدوى ومي، قامت، ما تلوموا ناسي. وجميعها موجودة في منصة اليوتيوب.
ولكن ظرف الاستماع والتلقي بات مختلفًا تمامًا، ربما لأن صوت الرصاص أعلى من صوت الأغاني، أو لأن آلام الناس تجاوزت أي تعبير فني عنها، أو لأن معظم تلك الأغنيات لم تُبَثّ عبر قنوات التلفاز ومحطات الراديو، ربما لأنني صرحتُ مرارًا ببؤس ما سُمي بإعلام الثورة، وقصور أدائه فتمت مقاطعة أغنياتي، وربما لهذه الأسباب كلها مجتمعة.
لكنني في النهاية أعتقد أن “يا حيف” هي أكثر من أغنية لأن مضمونها التعبيري، وتوقيت إطلاقها المرافق لبداية الثورة، وتوافقها مع الضمير الجمعي السوري آنذاك الذي أدان عنف السلطة المفرط، أدى إلى احتضانها وجدانيًا ولأن يُطلق عليها اسم “البيان الأول للثورة” أو “نشيد الثورة”، لهذا أرى بأن “يا حيف” ستبقى مرتبطة بفرادة ثورة اجتماعية ليس لها سابق في هذه البلاد.
لكني ما زلت أكتب الأغاني، وقريب من نبض الناس، لذا دعونا نحيل إمكان كتابة “يا حيف” ثانية إلى المستقبل، والتي عليها أن تهجو المعارضة الرسمية وخيباتها، والتطرف وسلوكه، إضافة إلى إجرام النظام وانحطاطه، بانتظار حدوث التغيير العميق الذي نعمل لأجله والذي عند حدوثه سنكتب الكثير من أغاني الفرح وأناشيد الحرية.

رواق ميسلون: يمتلك مشروعك الفني خصوصية استثنائية كونه يرتبط، بصورة وثيقة، بتاريخ سورية الراهن، واجهتَ فيه قوى الاستبداد وقوى الاحتلال في آن مًعا. كتبتَ وغنيتَ لفلسطين والجولان كثيرًا، قبل عام 2011، هل ما زالت قضية الصراع مع إسرائيل تحتل أولوية بالنسبة إليك؟

سميح شقير: بالنسبة إلي تبقى القضية الفلسطينية في دائرة اهتمام متقدمة خاصة مع انسداد آفاق الحلول بوجود طغمة يمينية متطرفة تحكم في إسرائيل، وبوجود الانقسام الفلسطيني بين مشروعين لا يلتقيان، ولكن القضية السورية تأخذ حيزًا أكبر ليسَ لكوني سوريًا فأنا أعدّ نفسي فلسطينيًا أيضًا. ولكن تفجر المسألة السورية ما زال قائمًا، ونتائج الصراع في سوريا سيكون لها تأثير في قضايا إقليمية ودولية كثيرة بينها القضية الفلسطينية، إن انكشاف الدور الوظيفي لما يسمى بمحور المقاومة ومتاجرته بالقضية الفلسطينية بينما هو في الحقيقة يجيش الجيوش ليحمي سلطات دكتاتورية، وليوجه فوهات أسلحته تجاه الشعوب المطالِبة بالحريات، بينما جبهاته مع الاحتلال تشهد هدوءًا مديدًا يترافق مع قصف لغوي وشعارات فضفاضة عن الصمود والتصدي؛ إن هذا الواقع يستلزم إعادة تعريف قوى الصراع لتجريدها من إمكان إيهامنا لعقود أُخرى مستقبلية، وتوحيد الجهد من أجل بناء دول تقوم على مبدأ المواطنة والديمقراطية والتنمية والحريات، فالأحرار وحدهم من يمكنهم إنجاز المهمات الوطنية، ومهمات التنمية والارتقاء، وليس من يحيون حياة العبيد في ظِلال الأنظمة القمعية.

رواق ميسلون: في أغنيتك “وقوفًا كالأشجار” من كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش:
“إن عشت فعش حرًا
أو مُتْ كالأشجار وقوفًا
وقوفًا كالأشجار
وارمِ حجرًا في الماء الراكد
تندلع الأنهار
اقرع أجراسك في مملكة الصمت
وغنِ
غنِ نشيدك
وليتحطم جدار الخوف نُثارًا
كالفخار”.
أتنفع هذه الأغنية لتكون رسالتك إلى السوريين اليوم في زمن الإخفاق والتشظي واليأس، أم أن أرواح السوريين باتت مستعصية على تلقف مثل هذه الكلمات؟

سميح شقير: للعلم هذه الأغنية من كلماتي وليست من كلمات درويش!
أما من حيث أن تكون رسالة للسوريين اليوم، فأنا أرجو ذلك، وقد كتبتها أساسًا لاستنهاض الشعب، ومن أجل أن يقرِّر الشعب بنفسه لحظته المقبلة، وما زلت آمل أن تستنهض أغنياتي الطامحين لغد أجمل، ولستُ بغافل عن واقع الحال الذي تدنت فيه طموحات الكثيرين إلى مستوى الحصول على اللقمة ومجرد الاستمرار في الحياة، لكن حركة التاريخ لا تستقر على حال، ولدي أمل لم يحطمه الواقع بعد بأن التحرر من القيود وانتزاع الحريات من مخالب الطغاة الذين يستخدمون العنف والقوة العارية هو ضرورة وجودية علينا تحقيقها بل وتخطيها سريعًا، لنساهم مع باقي الشعوب في مواجهة طغيان أكثر ذكاءً يجد طريقه للتحكم بنا من خلال الاقتصاد والسيطرة التكنولوجية والدعائية، حيث يوجهون سلوكنا ورغباتنا بما يخدم مصالح الشركات التي تسعى لتكون وريثة “الدولة” كسلطة وصاحبة اليد العليا ومتحكمة في عجلة التاريخ.

سميح شقير

سميح شقير

فنان وشاعر سوري، مواليد 1957، كتب الشعر مبكرًا ثم نشط كموسيقي، إذ لحن وكتب وغنّى كلمات أغانيه شعرًا عاميًا وفصيحًا، ولحّن قصائد لعددٍ من الشعراء مثل محمود درويش وشوقي بزيع وغسان زقطان وحسان عزت وآخرين، شارك في أمسيات شعرية عديدة في سورية والمغرب والأردن، ونشر قصائد في عددٍ من الصحف والمواقع الأدبية، أصدر ديوانه الأول "نجمة واحدة "في عام 2006 (دار كنعان)، وديوانه الثاني (ولا يشبه النهر شيئًا سواك) 2017 (مؤسسة ميسلون) وترجمته إلى الفرنسية الشاعرة ربيعة الجلطي.

عرض مقالات الكاتب

مشاركة: