صفقات بطريركيتين؛ دراسة حالة عن “القبيسيات” وفاعلية الجماعات النسائية الدينية في سورية

نور الهدى مراد
ترجمة: ورد العيسى

مقدمة
تدرس هذه المقالة فاعلية الجماعة الدينية النسائية السورية المسماة القبيسيات(1)، إلى جانب مساوماتها مع النظام وعلماء السنّة كي يتاح لها التبشير والتعلم والتعليم والعمل. وكانت نتيجة هذه المساومات إضفاء الشرعية على السلطة الذكورية للنظام الاستبدادي الحاكم، إلى جانب تعزيز قدرته على مقاومة محاولة تغييره بعد انتفاضة عام 2011، ومنحه شرعية البقاء في السلطة والسيطرة على المجتمع.
سأبدأ بمراجعة ملامح حزب البعث الحاكم في سورية، والسياق السياسي والتاريخي الذي ظهرت فيه القبيسيات. ثم سأفحص تشكيل الفاعلية غير التحررية للقبيسيات وتداعيات الاتكاء عليها للاستمرار والعمل في فضاء غير ليبرالي.*

أولًا: نظرة عامة
في عام 1970، وصل حافظ الأسد إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري. ينتمي الأسد إلى حزب البعث الذي يحكم سورية منذ عام 1963، وهو حزب له أيديولوجيا اشتراكية علمانية (Gissi 2021, 309 and Sparre 2008, 5)، وتسيطر عليه أقلية علوية تعارض النخب الحضرية والدينية، ولا سيما الإسلاميين والبرجوازيين السنّة. (Hinnebusch 1997, 249-265)
احتكر نظام البعث الاستبدادي مختلف أنواع النشاط والتجمعات المدنية في سورية، حتى أنه جمع أصناف النشاط النسائي في كيان بعثي واحد أطلق عليه اسم الاتحاد النسائي ممثلًا “نسوية الدولة”، لضمان ولاء النساء. عمل الاتحاد النسائي على صوغ نُسَخ من نساء بعثيات (Ventura 2018, 354) يمكن تجنيدهن في الخدمة العسكرية إلى جانب الرجال، وتأهيلهن للوصول إلى سوق العمل لتلبية الحاجات الملحّة، ومواجهة الأزمة الاقتصادية في ذلك الوقت (Sparre 2008).
في هذا السياق، قال باحثون مثل سباري Sparre (2008) وفينتورا Ventura (2018) ومور Moore (2015) إنه قد تمتعت المرأة السورية منذ وقت مبكر بامتيازات لم تكن تمتلكها النساء الأخريات في العديد من بلدان الشرق الأوسط؛ فقد ورثت بعض المزايا من حِقْبَة الاستقلال، مثل حق الانتخاب عام 1949 (Moore and Talarico 2015, 213)، ثم جنت بعد صعود حزب البعث إلى سدة الحكم مزايا أخرى مرتبطة بالأيديولوجيا الاشتراكية، وخطاب المساواة، وحاجة سوق العمل إلى النساء. إضافةً إلى ذلك، يجادل سباري في أنه ارتبطت عودة البعث إلى الخطاب الأبوي بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية الدراماتيكية منذ الثمانينيات، إلى جانب حوادث عنف الإخوان المسلمين وصعود الخطاب الإسلامي (Ventura 2008, 8). وتجاهل هؤلاء الباحثون النزعة العسكرية والذكورة التقليدية في عقيدة البعث التي تعدّ الأسرة امتدادًا للأمة، وتحافظ على الهرمية، وتوكّد على “دور الرجل” بوصفه الحامي الذكوري (Aldoughli 2019). نتيجة ذلك، هيمنت العسكرة على الدستور والقوانين السورية التي همّشت المرأة في الخطاب الوطني (Aldoughli 2019, 49-70 & Gould 2014, 224).

ثانيًا: حزب البعث والإسلاميون بين المواجهة والتحالف
منذ عام 1979، اندلعت حوادث عنيفة بين النظام والإخوان المسلمين، وبلغت ذروتها بالغزو الدموي الذي شنه النظام على مدينة حماة عام 1982، حيث خلفت عمليته العسكرية تلك آلاف القتلى وعددًا لا يحصى من المدنيين المفقودين،(2) وأدت إلى القضاء على الجناح العسكري للإخوان في سورية (Amos 2012). نتيجة ذلك، حظر النظام أصناف النشاط والتعاليم الإسلامية، وفرض الرقابة على المساجد (Pierret 2013, 93). تضاف إلى ذلك حوادث أخرى لاجتثاث التمثيلات الإسلامية، مثل “حادثة المظليات” اللواتي هاجمن النساء المحجبات في دمشق، وأجبرنهنّ على خلع الحجاب عام 1971 (Zakzak 2023).
في سياق الأزمة الاقتصادية والحاجة إلى التحرير الاقتصادي، ناشد النظام البرجوازية السنية في المدن الكبرى للحصول على قاعدة اجتماعية واقتصادية (Hinnebusch 2001, 236). نجح النظام في صفقة ضَمِن منها استمراره في السلطة من دون معارضة هذه الطبقة، مقابل منحها استثمارات ضخمة. على هامش هذه الصفقة تفاوض النظام مع طبقة العلماء السنّة المتداخلة مع البرجوازية. وعد الأسد حينها بتخفيف القبضة عن النشاط الإسلامي، وفي المقابل، ضمنت الجماعات الدينية ولاء أتباعها للنظام، أو على الأقل صمتهم وتخليهم عن النشاط السياسي. كما طلب النظام أن يقتصر نشاطهم الإسلامي على الأعمال الخيرية والدعوة. من هنا ازدهرت الجماعات الصوفية(3) في سورية كونها محايدة سياسيًا، وكان دورها تدمير الذات السياسية للمواطنين السوريين (al-Mustafa 2022)، والتوسط بين المجتمع والنظام لضمان هيمنته على مناحي الحياة كلها (Ventura 2018, 359-360). وَسط هذه الجماعات الدينية، ظهرت جماعة القبيسيات النسائية، ومارست نشاطها نتيجة مساومات مع نظامَين أبويَّين انتهت بصفقتين: صفقة علماء السنّة مع الأسد وصفقة منيرة القبيسي مع علماء السنة.

ثالثًا: الإطار النظري (الفاعلية غير الليبرالية والصفقة مع البطريركية)
رفضت صبا محمود (2005- 2006) في نقاشاتها حول “الفاعلية غير الليبرالية/ التحررية” للمرأة المسلمة في الشرق الأوسط، تعريفها على أنها “مقاومة علاقات الهيمنة أو الأعراف” كما يحدث في المجتمعات الليبرالية. وبالمثل ذهبت دينيز كانديوتي Deniz Kandiyoti (1997)، إلى أن الفاعلية عير الليبرالية هي قرار المرأة تبني القواعد الأبوية واحتضانها لتحقيق خياراتها الخاصة. وأضافت كانديوتي أنه في ظل ثقافة كراهيَة النساء، قد لا يكون لديهنّ ما يخسرنه، لذلك يستخدمن الرموز أو يقدمن تنازلات -مثل ارتداء الحجاب- لإثبات أنهن ما زلن يستحققن الحماية (275- 283).
ومن ثم، يمكن فهم الفاعلية داخل المجتمعات غير الليبرالية، كما حددتها محمود Mahmoud (2005)، على أنها “القدرة على التصرف والانخراط في ممارسات تحقيق الذات، حتى لو كانت هذه القدرة لا ترقى إلى المعايير النسوية أو الليبرالية أو لا تنبع من الحرية التي هي أساس الفاعلية الليبرالية”. بدلاً من ذلك، قد تكون الفاعلية في السياق الإسلامي هي المقاومة للمعايير الليبرالية أو العلمانية إذا فُرضت من أعلى في المجتمعات الدينية أو المحافظة. وهكذا، فإن فهم محمود للفاعلية تقابله مرونة في احتمالات تعريف مفهوم الحرية أو التحرر وعدم قصره على الحرية الليبرالية التي تفترض عدم وجود عوائق خارجية أمام الاختيار أو الفعل. بالحديث عن “فاعلية التقوى”، كما أطلقت عليها محمود، تجد النساء المنتميات إلى الجماعات الإسلامية الحرية في الخضوع لإرادة الله والتحرر من السلطات الأخرى، أي بوساطة خلق الذات التي تستمد قوتها من الانتماء والارتباط بالإله أو المقدسات (Mahmoud 2006, 33- 40). وهكذا، فإن المساومات والمبادرات القائمة على “فاعلية التقوى” تولد أشكالًا جديدة من النسوية، سواء أسميت بالنسوية الإسلامية أو النشاط الجندري. ثم يمكن فحص المدى الذي يمكن أن يكون فيه جهدهن فعالًا في وضع السياسات، أو المساومة مع النظام الأبوي، أو ربط أهدافهن بأهداف التنمية الحكومية (Hoodfar 1996, 30-31).

رابعًا: القبيسيات
تُنسب حركة القبيسيات إلى منيرة القبيسي، إحدى تابعات أحمد كفتارو منذ الخمسينيات، والتي تعلمت منه الصوفية (Lefevre 2013). منذ وصول حزب البعث إلى السلطة، كان كفتارو قد تولى أعلى منصب ديني في سورية، وهو مفتي الجمهورية، وانخرط في إعادة هيكلة البيروقراطية الدينية(4) في سورية بطريقة تلائم البعث (Pierret 2013 وAl-Rifai 2020)، كما أنه كان أحد عرّابي الصفقة بين طبقة علماء السنة والنظام للسيطرة على المجتمع. وهكذا تميزت جماعة القبيسيات -كونها جزء من الطبقة الدينية- بأنها جماعة غير مسيّسة (Lefevre 2013 وSayed 2020)، إلى جانب أنها الجماعة الدينية الأولى من الإناث، وغير المرتبطة مباشرة بأي هرمية ذكورية.(5)
يمكن ملاحظة الطبقات داخل جماعة القبيسيات على أنها متعددة الأبعاد، أولًا: قُسّمَت المعلمات المنتسبات مباشرة إلى منيرة القبيسي بحسب الطبقة الاجتماعية، واستهدفت كل منهن منطقة جغرافية وطبقة اجتماعية معينة. مع أنّ القبيسيات تعدّ مجموعة تضم أغلبيتها الإناث المتعلمات جيدًا (Ventura 2018, 359)، فقد لوحظ أن خطاب كل معلمة يختلف باختلاف المنطقة والطبقة المستهدَفة؛ أي أنه يصبح أكثر شعبوية في المناطق الشعبية. ثانياً: تعتمد القبيسيات على التسلسل الهرمي بحسب أقدمية العضوة وانضباطها والثقة بها والجهد الذي تقدمه. يُرمَز إلى هذا التسلسل الهرمي بألوان الحجاب، والتي تتراوح من الأبيض للمبتدئات إلى الأزرق والأزرق الداكن لكبار المعلمات (Sayed 2020, 109)، بينما تلتزم جميع العضوات بالمعاطف الزرقاء الداكنة. يتضح الانتشار الهائل للقبيسيات عند المشي في أي شارع من شوارع سورية، حيث يمكن رؤية زيّهن في كل مكان.
عقدت القبيسيات جلسات الدعوة والوعظ في شقق العضوات لتعليم القرآن الكريم وأصول الدين والعبادة، والأهم من ذلك لتشجيع الفتيات على ارتداء الحجاب. وزعمن أن أجهزة الاستخبارات لم تكن تأذن بعملهنّ، وأنهن كنّ يعملن سرًا (Sarkis 2006). كان هذا الادعاء محاولة لطمأنة التابعات وطمأنة المجتمع بأن نشاطهن لا ينتمي إلى حزب البعث أو يرتبط به، إذ لم يكن نشاط البعث محبذًا عند الطبقات المحافظة في سورية، خصوصًا في ما يتعلق بالبنات والاختلاط بين الجنسين. ومع ذلك، اعتقدت تلميذات كثيرات للقبيسيات أن هناك اتفاقًا ضمنيًا بينهن وبين النظام للسماح لهن بالعمل (المرجع نفسه). ويرجع هذا الاعتقاد إلى أن ملابس القبيسيات كانت مميزة في كل مكان، حتى في المؤسسات الحكومية والمناصب العامة، وثانيًا، لأنه في فترات محددة، أوقفت الاستخبارات الجلسات موقتًا، ولا سيما عند تعرض النظام لضغوط أو مخاوف تتعلق بنشاط إرهابي أو إسلامي.(6)

القبيسيات؛ النسوية والفاعلية
تقول غادة السمان -روائية ونسوية سورية- إن الوعي النسوي مُضمّن في التقوى الإسلامية والعكس صحيح (Gould 2014, 218). ومع ذلك، لا تزال قضايا الجماعات الإسلامية النسائية أو النسويات الإسلاميات مثيرة للجدل في الدراسات النسوية، كما جادلت محمود (2006، 33). إلا أن مراقبة سلوك القبيسيات يدعم اقتراح الباحثة فاطمة سيدات بأن النسوية تختلف عن الإسلام بوصفها تقاليد فكرية، وأن محاولات سد الفجوة بينهما لن تؤدي إلى تقاطعهما، بل قد تخلق صيغًا نسوية أخرى مفيدة كالتي أنتجتها القبيسيات. وتضيف سيدات أن أي تداخل بين القبيسيات والأفكار النسوية هو نتيجة ملاحظة من خارج الحركة، وليس مقصودًا من الحركة نفسها (Seedat 2013, 44).
تعدّ القبيسيات التقوى -عبادة الله والتواصل معه والانتماء إليه- حالة تحرر من ملذات الحياة والرغبات الدنيوية، لكنه تحرر يأتي من خارج إرادة المرء ونيته، فالمعيار الإلهي يجعل الإنسان يكتشف ذاته الحقيقية، ومن ثم فإن التقوى تغلب على رغبات الذات وتتوافق مع إرادة الله، ومن هنا يكمن فهمهنّ للتقوى بذاتها على أنها تحرير، بحسب محمود (2006، 332)، فيبدأ التعارض مع معايير الحرية النسوية.
تنعكس فكرة التغلب على الرغبات في أشكال صارمة من الولاء الديني (Mahmoud 2006, 115) التي تبدو في مظهر القبيسيات وعلاقاتهن بالرجال والأزواج. ترفض القبيسيات الزينة بجميع أنواعها، وكذلك تحديد الحاجبين ما دام الوجه مكشوفًا، وتقترحن أن أي تغيير في “خلق الله” يتطلب ارتداء غطاء الوجه (النقاب). ثم إن القبيسيات تنهين عن التعري حتى في أثناء الاستحمام أو أمام المرآة، تماشيًا مع فضيلة الحياء والشعور الدائم بأن “الله يراقبنا”.
قاومت القبيسيات بفاعليتهن القيم العلمانية التي حاول البعث تغذيتها في أثناء حربه ضد الإخوان المسلمين، ولا سيّما انتهاك رمزية الحجاب الذي بلغ ذروته في حادثة المظليات في دمشق (Zakzak 2023)، وحظر ارتداء الحجاب في المدارس (Pierret 2013)، فمن خلال التركيز على الحجاب، توكّد القبيسيات مجموعة من القيم، أولها الهوية الإسلامية ومقاومة العلمنة من الأعلى، وثانيها طاعة الأمر الإلهي والتركيز على تمثيلات النقاء المرتبطة بالحجاب، والثالثة “التكثير– إكثار العدد” (Sinwar 2022) الذي يخلق انطباعًا عن كثرة المسلمين باستخدام الحجاب على أنه رمز، وارتداء مسلمات كثيرات له. لذلك دعت القبيسيات إلى ارتداء الحجاب وشجعن عليه، وكن يحجّبن الفتيات بشكل جماعي ضمن أجواء احتفالية.
توصي المعلمات تابعاتهن بالتعامل بصرامة مع الرجال في الأماكن العامة ومحاولة عدم الاختلاط بهم أو التبسّم لهم، أو حتى جذب انتباههم بالروائح مثل العطور أو بالأصوات كصوت طرق الحذاء على الأرض. تعدّ القبيسيات أيضًا أن مهمة حياتهن هي العمل على الدعوة الإسلامية والتعليم الديني والدنيوي. ومن ثم فإن اهتمامهن بإنجاب الأطفال والعلاقات الجنسية هو نجاسة مادية؛ لذا، تكرّس كثيرات أنفسهن للدعوة الإسلامية وترفضن الزواج. يُعدّ إهمال أهمية الزواج خلافًا أساسيًا بين خطاب القبيسيات والخطاب الذكوري للنظام وطبقة علماء السنة على السواء، والذي يغذي الاعتقاد القائل إن الأسرة يجب أن تكون الشغل الشاغل للمرأة.
تتقاطع سمات حركة القبيسيات هذه مع السمات النسوية لكنها تختلف في جوهرها وأهدافها. ومع ذلك، ترفض كلتا الحركتين أن تكون المرأة أداة جنسية، أو أن تُعرف بدور اجتماعي محدد. ومن هنا ظهرت إحدى خصائص فاعلية القبيسيات اللواتي تحدّت كثيرات منهن أزواجهن أو آبائهن لحضور جلسات التثقيف الديني أو للعمل في الدعوة، إذ إن “إرضاء الله” بالنسبة إليهن أولى من إرضاء الزوج. وعلى الرغم من أن المعلمات القبيسيات لا تشجعن على الطلاق، إلا أنهن يفضلن الاستمرار في التفاوض مع الرجل حتى الوصول إلى حل وسط بين الطرفين لاستمرار العمل في الدعوة. بعبارة أخرى، يقود تحقيق الذات الدينية أعضاء القبيسيات إلى مقاومة الأعراف السائدة في الفضاء الأبوي، والتي تفترض أن المرأة تطيع زوجها أو والدها.
في المقابل، تقف القبيسيات على النقيض من النسوية والتقاطعية في فكرة دعم “الآخر”. بالنسبة إليهن، فإن التقوى هي معيار أن يكون الإنسان جيدًا، وصالحًا، ويستحق الدعم، أي أن الناس متساوون فقط عندما يكونون متدينين. ومن هنا، فإن حالة الكراهية وإطلاق الأحكام وعدم قبول الآخرين جعلت من القبيسيات جماعة منغلقة مع إحجامها عن التفاعل بمرونة مع العالم الخارجي.
في سياق قياس النسوية في القبيسيات، يجب التوكيد على أن ما يميز الجماعة هو عدم الاهتمام بإيجاد تفسيرات أكثر ديمقراطية للأحكام الإسلامية. هذا على عكس التيارات النسوية الإسلامية الأخرى التي تحاول تكييف النص المقدس وتفسيراته من منظور ديمقراطي وليبرالي على أساس أن التراث الإسلامي ذكوري لأن علماء المسلمين كتبوه من دون جهد نسائي (Hoodfar 1996, 30-31 and Weir 2013, 329 and Saliba-Hamdan and Fanster 2013).

القبيسيات والصفقات مع البطريركية
كما سبق ذكره، كان تشكيل القبيسيات مثل جماعات دينية أخرى في البداية نتيجة مساومات بين طبقة العلماء السنة ونظام البعث لإحكام سيطرته على المجتمع وإبعاد الناس عن النشاط السياسي. وقد حصر هذا نشاط القبيسيات في التعليم الديني، واستبعد أي محتوى يروّج الإسلام السياسي أو أي أفكار لمقاومة الظلم ومناصرة العدالة. ساعد هذا الميل للنظام المنتشر بين الجماعات الدينية المرخصة، على احتكاره المجال العام والسياسي مع الحد من وجود السنة والفئات المحافظة وزيادة وجود الأقليات داخل هرميته؛ كما ساهم تراجع الأغلبية السنية في قدرة النظام على ترهيب وقمع المعارضين بوحشية من دون مقاومة شعبية.
تركز القبيسيات في المجال التربوي على التربية الدينية والدنيوية؛ لذلك، فإن معظمهن متعلمات بشكل جيد. تشجع القبيسيات الفتيات على دراسة التخصصات التي تضمن مكانةً اجتماعية ودخلًا جيدًا، مثل الطب والصيدلة، أو تلك التي تمكّن المرأة من الوصول إلى مجال التدريس، مثل التربية والآداب. بوساطة ذلك، يهدفن إلى خدمة المجتمع والمسلمين، كما أدّت الجماعة دورًا في التفاوض مع العائلات والشيوخ في المناطق الريفية والنائية من سورية لإقناعهم بإرسال الفتيات إلى المدارس. تقول العديد من الشهادات المتقاطعة إن جهدهم في هذا السياق كان إيجابيًا إلى حد بعيد بسبب وضعهم الديني والاجتماعي (L’orient-Le Jour 2023). إضافة إلى ذلك، حين كان النظام يمنع جميع أنواع النشاط المدني خارج سيطرته، وفّرت القبيسيات مساحة للأطفال والفتيات والنساء للتجمع وإقامة العلاقات الاجتماعية، وقدمت مجموعة متنوعة من النشاط للأطفال في الجلسات ودورات القرآن في المنازل (المرجع نفسه).
في ما يتعلق بعلاقاتهن بالطبقة البرجوازية الدمشقية والاتفاق الضمني بينها وبين الدولة، مُنحت القبيسيات امتيازات فتح رياض أطفال ومدارس ابتدائية خاصة في سورية منذ بداية التسعينيات، بعد أن كان التعليم مجانيًا ومحتكرًا من الدولة تحت إشراف حزب البعث لعقود (7)(Perret 2013, 100). اعتمدت مدارس القبيسيات منهج الدولة إلزاميًا، إلّا أنها حظيت بهامش لإضافة دروس الوعظ الديني وتحفيظ القرآن وتعليم اللغات الأجنبية، والتي لم تكن متوافرة في المرحلة الابتدائية في المدارس الحكومية.
سيطرت القبيسيات خلال العقود الماضية على حوالي نصف المدارس الخاصة في عموم سورية، ودرّست حوالي 30 في المئة من أطفال دمشق (Laverne 2013 & Al-Sayed 2020, 111 and Perrier 2013, 100). كان التعليم في مدارس الجماعة جيدًا، وكانت الأوضاع الصحية في مبانيها المدرسية أفضل من تلك الموجودة في المدارس الحكومية، كما كانت التكلفة في متناول الطبقة المتوسطة. وقد شجع ذلك العديد من العائلات غير المتدينة على إرسال أطفالهم إلى مدارس الحركة؛ من ناحية أخرى، وفرت المشروعات المدرسية دخلًا مهمًا للجماعة والعديد من فرص العمل لعضواتها، حيث كانت جميع كوادر المدرسة عضوات حصريان في الحركة (L’orient-Le Jour 2023).
توكد مشروعات المدارس أن ادعاء القبيسيات بالسرية غير صحيح على الإطلاق، وكان ذلك التعليم امتيازًا حصلت عليه القبيسيات من الدولة لضمان استمرار ولائهن بعد تغلغلهن الممتاز في المجتمع.
في سياق النهضة الدينية، لم تنخرط القبيسيات في الإصلاح الديني؛ بدلاً من ذلك، التزمن بالتفسيرات الأبوية للإسلام، على الرغم من تعليمهن الديني القوي وقدراتهن الأكاديمية، إلا أن مساهماتهن في الفتاوى والتأليف كانت محدودة جدًا، يرتبط هذا بشكل خاص بالصفقات الأبوية مع النظام وعلماء السنة في سورية.
شجعت الطبقة المشيخية القبيسيات على العمل، وسمحت لهن بالاستفادة من حليفهم البرجوازي السني (Perret 2013, 100) لأنهم وفروا فرص تعليمية ملائمة لأبناء هذه الفئة بعيدًا عن أفكار حزب البعث في المدارس الحكومية والمخيمات الإجبارية المختلطة؛ كما خشيت القبيسيات من أن أي عمل ثوري في الإصلاح الديني قد يؤثر سلبًا في امتيازاتهن أو يثير علماء الدين التقليديين الذين يعملن في ظلهم.
بدوره، كان لنظام البعث سببان للحفاظ على نظام قانوني غير صديق للمرأة وملتزم بالشريعة الإسلامية في قوانين الأحوال الشخصية (Ventura 2018 وAldoughli 2019)، الأول هو الذكورة المتجذرة في أيديولوجية البعث، إذ لا يبدو أنه يهتم بالمرأة إلا لتعبئتها في الحزب والجيش وسوق العمل؛ السبب الثاني هو التزام النظام بعدم استفزاز طبقة رجال الدين السنّة المسيطرين على المجتمع، وغياب أي مقاومة نسائية داخل هذه الطبقة للنظام القانوني القائم؛ دفع كل هذا القبيسيات، أكبر جماعة نسائية في سورية، إلى التنحي عن دورهن القانوني والإصلاحي، ما أدى إلى ترسيخ النظام القانوني القائم.

التأميم ثمنًا للصفقات
بعد صعوده إلى السلطة في عام 2000 إثر وفاة أبيه حافظ الأسد، وسّع بشار الأسد علاقاته داخل الطبقة الدينية، محاولًا اكتساب الشرعية لمواجهة التحديات السياسية الخارجية والداخلية التي اعترضته؛ أعاد بشار هيكلة البيروقراطية الدينية (وزارة الأوقاف)، وضاعف عدد المدارس الدينية، واقترب أكثر من الجماعات التقليدية التي كان والده قد حظرها أو قيدها في السابق.
في سنة 2008- 2009، وبسبب الضغوط الأميركية على النظام من جهة، والتفجير الإرهابي في دمشق من جهة أخرى،(8) عاد الأسد لتضييق الخناق على الجماعات والنشاط الديني، مدعياً أنها لم تتمكن من تقييد التطرف (Al-Rifai 2020)، فأغلق النظام المراكز التدريسية والمؤسسات الإعلامية التي تعود ملكيتها لرجال الدين واعتقل العديد من المشايخ (Perret 2013). أما القبيسيات، فقد منعهن النظام من عقد الجلسات في المنازل وأجبرهن على نقل كامل نشاطهم الدعوي إلى المساجد تحت إشرافه المباشر، وهكذا تقلصت هوامش الحرية الممنوحة للجماعة.
في آذار/ مارس 2011، اندلعت الانتفاضة السورية التي تسببت في انقسام كبير في الطبقة الدينية في سورية. وانضمت بعض المجموعات الدينية مع قياداتها إلى الحراك طوعًا أو تحت ضغط الشبان الذين تظاهروا في المساجد (Al-Rifai 2020). في المقابل، بقيت مجموعات أخرى موالية للنظام، مثل جماعة كفتارو المقرّبة من القبيسيات (المرجع نفسه). ولم تخرج القبيسيات بأي موقف واضح من الحراك السوري، مع أن منيرة القبيسي كانت حيّة تُرزَق وتقيم في دمشق، وقد أدى ذلك إلى انقسام داخل جماعة القبيسيات (المرجع نفسه). كانت العشرات من تابعات القبيسيات متحمسات للانتفاضة، وأعلن جزء منهن انشقاقهن عن القبيسيات، وتراجعت العديد من النساء عن ارتدائهن الحجاب(9) احتجاجًا على ازدواجية المعايير لدى الطبقة الدينية التي تفضل نظامًا يقتل المدنيين.
منذ عام 2014، عندما اشتدت خسائر النظام، حاول إضفاء الطابع الأمني على الدين لإعادة تشكيل العلاقة بينه وبين علماء السنة وربطها بالأمن القومي. ألقى الأسد كلمة عرّف فيها “الدين الصحيح” وشرح كيف أن الثوار “أعداء الدين” (Aldoughli 2021). ألقى الأسد خطبته أمام مجموعة من علماء السنة المخلصين، وكان لافتًا أن العديد من القبيسيات حضرن هذا الخطاب بملابسهن المميزة.
وفي عام 2018، أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا قالت فيه إنه لا توجد جماعة في سورية باسم القبيسيات، ولا يوجد سوى معلمو القرآن (Al-Jazeera 2022). بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، ألغى النظام منصب مفتي الجمهورية، أعلى منصب ديني سني في سورية، وأعاد هيكلة البيروقراطية الدينية تحت مسمى المجلس الفقهي الأعلى (Haddad 2021)، والذي يضم ممثلين عن جميع الأديان والطوائف في سورية.
توفيت منيرة القبيسي في 26 كانون الأول/ ديسمبر 2022 عن عمر يناهز 93 عامًا في دمشق (تلفزيون سورية 2021)، بعد أن جرى تأميم المجموعة الدعوية التي أسستها، وأثارت وفاتها جدلًا كبيرًا بين السوريين حول دورها في السياق الاجتماعي والسياسي السوري. إضافةً إلى ذلك، نعتها وزارة الأوقاف واصفة إياها بالداعية.

الاستنتاج
استخدم النظام السوري العلماني الأبوي الاستبدادي علماء السنة لتعزيز بقائه في السلطة، ولضمان عدم عودة ظهور معارضة إسلامية ضده. أُسسَت حركة القبيسيات النسائية بوصفها جزءًا من الطبقة الدينية السورية، وأصبحت أكبر جماعة نسائية في البلاد. ساهمت القبيسيات في تقوية النظام بإقصاء العشرات من تابعاتها المنتميات إلى النخبة المثقفة من النشاط السياسي، مقابل استمرارهن في الدعوة الدينية ونشاطهنّ؛ وتعهدت القبيسيات ضمنًا بعدم التحرك نحو أي إصلاح في التشريع الإسلامي للمرأة والأسر للحفاظ على دعم علماء السنة الذكور والنظام.
أدت تقوية النظام إلى تعزيز قدرته على قمع المعارضين لعقود، ثم الثَّبات أمام ثورة شعبية، وعشرات العمليات العسكرية في جميع أنحاء البلاد. يمكن القول إنه لو وافقت الجماعات السنية على التعبئة، لاستطاعت الانتفاضة تحقيق منجزات أفضل. في هذا السياق، فضّلت هذه المجموعات الموالية أو الصامتة، بما فيها القبيسيات، بقاءها ووجودها على خطر الانضمام إلى الاحتجاجات. وبذلك، انتهى الأمر بالحكومة إلى استخدام كل أنواع القمع والقتل. وأخيرًا، أعاد النظام هيكلة تلك الجماعات لخدمة مصالحه وبسط سيطرته المطلقة على نشاطها بوساطة دمجها في بيروقراطية الدولة، بعد استهلاك ولائها وخدماتها في القمع السياسي لعقود.
قد يؤدي وصول نظام ديمقراطي إلى السلطة إلى إيجاد صيغ تفاوض جديدة مع الطبقة الدينية في سورية، إلا أنه ليس معروفًا ما إذا كانت هذه الجماعات المنغلقة مثل القبيسيات قادرة على خلق أشكال من الفاعلية والتفاوض مع أنظمة غير استبدادية (ديمقراطية أو ليبرالية)، أو أنها قد وفرت غطاءً شعبيًا لنظام استبدادي لأنها تعرف سلفًا أن الفضاء الديمقراطي أو الليبرالي سيصيبها في مقتل. ربما لا يزال الوضع في سورية في حاجة إلى إعطائنا إجابات على هذه التفاصيل.

المراجع

1– “The Death of Munira Al-Qubaisi in Damascus.. the Founder of the “Al-Qubaisiyyat” Group.” Syria TV. December 27, 2022. https://www.syria.tv

2– “The Sinister World of the Al-Qubaisiyat in Syria.” L’orient-Le Jour. January 9, 2023. https://www.lorientlejour.com/article/1323905/en-syrie-le-monde-sinistre-des-

3– Ahmed, L. 1992. Women and gender in Islam: Historical roots of a modern debate. New Haven: Yale University Press.

4– Aldoughli, R. 2019. “Interrogating the Constructions of Masculinist Protection and Militarism in the Syrian Constitution of 1973.” Journal of Middle East Womens Studies 15 (1): 4874. doi:10.1215/15525864-7273706. 

5– Aldoughli, R. 2021. “The True Levantine Islam”… Securitization of Religion as a Tool for Survival in the Syrian Conflict”. Syria TV. August 20, 2021. https://www.syria.tv

6– Al-Rifai, L. 2020. “The Sunni Religious Establishment in Damascus:.” Carnegie. August 29, 2020. https://carnegie- mec.org/2020/06/29/ar-pub-82199.

7– Amos, D. 2012. “30 Years Later, Photos Emerge From Killings In Syria.” NPR. February 2, 2012. https://www.npr.org/2012/02/01/146235292/30-years-later-photos-emerge-from-killings-in-syria.

8– Gissi, A. 2021. “Countering Depoliticized Representations of Syrian Women: Memories of Dictatorship from Pre- War Syria.” Gender, Place and Culture 28 iii (January): 305–25.doi:10.1080/0966369X.2019.1710471.

9– Gould, Rebecca. 2014. “Engendering Critique: Postnational Feminism in Postcolonial Syria.” Women’s Studies Quarterly 42 (3/4): 213–33. https://search-ebscohost-com.uoelibrary.idm.oclc.org/login

10– Haddad, W. 2021. “The Abolition of the Position of the Mufti by the Regime.. and the Nationalization of the Religious Institution”. Haramoon December 5, 2021.

https://www.harmoon.org/reports

11– Hasso, Frances S. 2014. “Bargaining with the Devil: States and Intimate Life.”JMEWS: Journal of Middle East Women’s Studies 10 (2): 107–34.doi:10.2979/jmiddeastwomstud.10.2.107.

12– Hinnebusch, R. 2001. Syria: Revolution from above. Abingdon: Routledge. Hunt, Nigel. C. 2010. Memory, War and Trauma. Cambridge (UK): Cambridge University Press

13– Hoodfar, H. 1996. “Bargaining with Fundamentalism: Women and the Politics of Population Control in Iran.” Reproductive Health Matters 4, no. 8 (November 1, 1996): 30–40. https://search-ebscohost- com.uoelibrary.idm.oclc.org/login.

14– Kandiyoti, D. 1988. Bargaining with patriarchy. Gender and Society 2(3): 274–290. 1997. Gendering the modern: On missing dimensions in the study of Turkish modernity. In Rethinking modernity and national identity in Turkey, eds. S. Bozdoğan and R. Kasaba. Seattle and London: University of Washington Press. https://doi.org/10.1017/s0017257x00004516

Lefèvre, Raphaël. 2013. “The Rise of the Syrian Sisterhood.” Carnegie Endowment for International Peace, April 25, https://carnegieendowment.org (accessed January 10, 2023).

Mahmood, S. 2005. Politics of piety: The Islamic revival and the feminist subject. Princeton: Princeton University Press.

Mahmood, S. 2006. “Feminist Theory, Agency, and the Liberatory Subject: Some Reflections on the Islamic Revival in Egypt. Temenos 42 (1): 31–71.

https://search-ebscohost- com. 

Martin, Richard C. “Negotiating Islamic Feminism: Echoes of Medieval Theological Disputes in Modern Islam.” In Women and Peace in the Islamic World: Gender, Agency and Influence, by Yasmin Saikia and Chad Haines, 69–

London: I.B.Tauris & Co Ltd, 2015. Accessed December 25, 2022. http://dx.doi.org.uoelibrary.idm.oclc.org.

Moore, C., and Tarsila Talarico. 2015. “Inclusion to Exclusion: Women in Syria.” Emory International Law Review 30 (2): 213–60.

https://search-ebscohost- com.uoelibrary.idm.oclc.org.

Mustafa, H. 2022. “A Blog on Munira Qubaisi.” Syria TV. December 28, 2022.

https://www.syria.tv.

Pierret, T. 2013. “The State Management of Religion in Syria: The End of ‘Indirect Rule’?” In Middle East Authoritarianisms: Governance, Contestation, and Regime Resilience in Syria and Iran, ed. Steven Heydemann and Reinoud Leenders, 83–106. Stanford, CA: Stanford University Press.

Sarkis, M. 2006. “Al-Qubaysiyat Work to Penetrate Decision-Making Circles.” Qantara.de, October 9, http://ar.qantara.de (accessed February 6, 2019).

Sayed, S. “12. Hidden Voices, Hidden Agendas: Qubaysiat Women’s Group in Syria” In Women Rising: In and Beyond the Arab Spring edited by Rita Stephan and Mounira M. Charrad, 107-116. New York, USA: New York University Press, 2020. https://doi-org.uoelibrary.idm.oclc.org.

Seedat, F. 2013. “Islam, Feminism, and Islamic Feminism: Between Inadequacy and Inevitability.” Journal of Feminist Studies in Religion 29 (2): 25–45.

 Sinwar, A. “The Hijab as a Targeted Duty.” Aljazeera. October 20, 2022. Video, https://www.bing.com.

Sparre, Sara L. 2008. “Educated Women in Syria: Servants of the State, or Nurturers of the Family?” Critique: Critical Middle Eastern Studies 17 (1): 3–20. doi:10.1080/10669920701862468. Talhami, Ghada. 2001. Syria and the Palestinians: The Clash of Nationalisms. Gainesville: University Press of Florida

Ventura, L. 2018. “‘Thank God We Are in Syria!’: Modernization, Interfaith Relations and Women’s Rights in Syria Before the ‘Arab Spring’ (2000-2010).” Islam and Christian-Muslim Relations 29 (3): 349–69. doi:10.1080/09596410.2018.1464730.

Weir, A. 2013. “Feminism and the Islamic Revival: Freedom as a Practice of Belonging.” Hypatia 28 (2): 323–40.

https://search-ebscohost-

com.uoelibrary.idm.oclc.org.

Zakzak, S. 2023 “Al-Qubaisiyat in the Syrian Society 1\2.” Jadaliyya. January 7, 2023. https://www.jadaliyya.com/Details/44730.


هوامش:

1- مجموعة إسلامية سنّية من النساء في دمشق، أُسِّست في سورية ثم وُسِّعت داخلها وخارجها. تملك الجماعة نهجًا محددًا في التبشير والدعوة بين أوساط النساء، إلى جانب اهتمام عميق برعاية الأطفال وتعليمهم. اخترقت هذه المجموعة المجتمع السوري بشكل كبير ومارست نفوذها داخل طبقة العلماء السنّة والنظام السياسي.
* الموقف الشخصي: في بعض تفاصيل هذه المقالة، اعتمدتُ على معرفتي الشخصية، وأدرجتُ روايتي كشاهدة على حركة القبيسيات. ولدتُ في دمشق وترعرعتُ في عائلة برجوازية محافظة. كانت والدتي وخالتي عضوتان في جماعة القبيسيات. إضافةً إلى ذلك، تلقيتُ تعليمي مدة ثماني سنوات في إحدى مدارس القبيسيات الشهيرة، وحضرتُ بانتظام جلسات الوعظ الدينية، حتى قررتُ ترك الجماعة حين بلغتُ أربعة عشر عامًا من عمري. من ناحية أخرى، تابعتُ دراستي الثانوية في ثلاث مدارس حكومية مختلفة يشرف عليها حزب البعث، من دون الانخراط في أي نشاط له علاقة مباشرة بالحزب. (الكاتبة)

2 وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن 40 ألفًا ماتوا في حماة، وطُرد 100 ألف واختفى 15 ألفًا.
3– الصوفية فرع باطني وغير سياسي ومعتدل من الإسلام.
4
 وهذا يعني تغيير المواقف والشخصيات في وزارة الأوقاف وإعادة هيكلتها.
5– في الواقع، هناك مجموعات إسلامية نسوية أخرى أصغر في سورية، لكنها جميعًا فروع لجماعات إسلامية أخرى للرجال، مثل الفرع النسائي لمجموعة كفتارو، والتي تترأسها ابنة الشيخ أحمد كفتارو. مثال آخر هو جماعة الأخوات المسلمات، وهي الفرع النسائي للإخوان المسلمين.
6– على سبيل المثال، أوقف النظام نشاط القبيسيات والجماعات الدينية الأخرى بعد بداية النشاط الإسلامي في العراق لمحاربة الولايات المتحدة. كما تأثر نشاط الجماعات الدينية بالضغط الأميركي على النظام السوري إثر اغتيال رفيق الحريري والدعوات التي تلقتها سورية لسحب جيشها من لبنان. وكان الإيقاف الموقّت لنشاط القبيسيات يُسمى بـ”القَطعة”، أي الانقطاع عن اجتماعات الوعظ.
7
مع استثناءات نادرة للأقلية المسيحية أو السفارات الأجنبية التي كانت لديها بالفعل مدارس خاصة.8– في 27 أيلول/ سبتمبر 2008، قتل 17 شخصًا وأصيب 14 آخرون في تفجير سيارة مفخخة في ضاحية سيدي مقداد في العاصمة دمشق في موقع قريب من مقام السيدة زينب الذي يحظة بأهمية لدى الزوار الشيعة من إيران ولبنان.
9– هذا واحد من أسباب عديدة متعلقة بحركة خلع الحجاب لدى السوريات، إلى جانب توافر مناخ الحرية المواتي لاتخاذ القرارات الشخصية بعيدًا عن سلطة الأسرة والمجتمع، والشتات الذي أضعف قيود المجتمع.

 

  • نور الهدى مراد

    صحافية سورية، مضيفة برامج سياسية واجتماعية في تلفزيون سوريا، مهتمة ببحوث الاتصال والإعلام، بكالوريوس في الإعلام ودراسات الاتصال من جامعة دمشق، ماجستير في الصحافة العامة من جامعة مرمرة، تدرس ماجستير في السياسة والعلاقات الدولية من جامعة الشرق الأوسط في إكستر University of Exeter‎‏.

مشاركة: