مظاهر الديني في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

يزاود بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في ارتداء الكيباه اليهودية، كما يزاود الوزراء الذين ينتمون إلى اليمين الإسرائيلي المتشدد.

وفي سباق الاستعراض السياسي، يعتمرها أيضًا السياسيون الذين ينتمون إلى معسكر “اليسار، بعنوان عريض، يربط الاخلاص السياسي بدلالة دينوسياسية، يرضى عنها الناخبون الإسرائيليون، الذين اعتمدوا اتجاهات اليمين المتشدد، في الفترة الماضية بديلًا من بوصلة الدولة.

في المقابل، تُقدّم قيادات حماس وكوادرها، نشاط الحركة “الإخوانية” السياسي والعسكري[1]، بوصفهما دفاعًا عن الدين والأرض. ويأتي الدفاع عن الدين أولًا، ما دام المقصود في الصراع الرئيسي معه، هو ديانة أخرى، أو ممثلون “غير موثوقين” لدين آخر، وذلك يتلاءم مع الجهة المعنية بالاستهداف الإعلامي والدعائي.

ويشارك الحركة في ادعاءاتها، مجمل الفصائل والحركات الإسلامية في المنطقة، لا تختلف في ذلك، حتى تلك الحركات التي تنتمي إلى مذهب آخر، أو أيديولوجيات أخرى.

تدخل الكيباه اليهودية “غطاء الرأس الصغير”، كدلالة مباشرة من دلالات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “والعربي الى حدّ ما” الدائر، وتخرج عن كونها مجرد تمييز لليهودي[2]، أو بوصفها، شرطًا رئيسيًا، لا يحق من دونها، لليهودي تأدية شعائره في الكنيس[3]، أو تمييزًا للانتماء إلى المجتمع المتدين[4] أو تماشيًا مع ما ورد في التلمود “غطّ رأسك، عسى أن تغشاك الخشية من السماء”.

بل تنامت حتى صارت “موضة”، يتسابق المشهورون من رؤساء دول وملوك وفنانين ومؤثرين من غير اليهود، في ارتدائها، أمام حائط المبكى، أو في الشوارع السياسية المحلية أو الدولية، أو الاحتفالات والتجمعات الفنية العالمية.

بالتوازي مع اللّحى اليهودية المشذبة منها والملبدة، ذات الرأس الواحد، أو الرأسين أو المتشعّبة.

بالمقابل تواجه الّلحى الفلسطينية، ذات الدلالات الإسلامية، نظيرتها اليهودية، بالفوضى والتنوع ذاته، يضاف إليها الشفاه العارية من الشوارب، أو معها، مشذبة أوملبدة. مبعثرة أو مهذبة.

ليست اللّحى والعمامات والقلنسوات “الدينية”، إلا تفصيلات بسيطة في جولات الصراع الدموي القائم، لكنها تشير إلى عمق الخلاف، واستحالة فرزه، أو تركيز نهاياته. لا سيما بوجود تفسيرات لا حصر لها، للمعاني المخبأة في مغزى كل دلالة فيها.

وقد تكون أساسيات في الصراع إذا توخينا الأدلة التي تفرزها الجماعات المختصة بكل دلالة. والتي تحاول ما أمكنها اختصار الصراع، بالكيباه واللّحى والعمامات، وتتخذ ذلك عنوانًا رئيسيًا له. وتناوب رجال الدين لدى الطرفين المتصارعين، ليس في إضفاء طابع ديني عليه فقط، ولكن في تسطيح هذا الطابع، وإعطائه أبعادًا بدائية.

دأبت قناة الأقصى الفضائية وإذاعة الأقصى التابعتان لحركة حماس، في فترة سابقة من بثهما، على تكرار خطابات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، ومن بعده إسماعيل هنية، من وصف “اليهود” بأبغض ما يمكن، وتأكيدهم أن قتالهم واجب ديني قبل أن يكون مصلحة سياسية، وغاية سلطوية، فهم قتلة للأنبياء. ولتأكيد الجرم، يستحضرون الدليل من القرآن، “فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا”[5].

وهم أهل الكذب والغدر والخيانة ونقض المواثيق “فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ”[6].

وتسابق كوادر حماس وغيرها من الحركات الاسلامية، إلى وصف اليهود بالقردة والخنازير، والكافرين والضالين، ووجوب قتالهم، كما يجب في العرف المعمول به.

وفي المقلب الآخر للصراع، وفي سياق الحرب في غزة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في مؤتمر صحفي بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، إن إسرائيل “تقاتل حيوانات بشرية، وسوف تتصرف وفقًا لذلك”.

وأكدّ فرض حصار كامل على قطاع غزة، ما يعني وقف إمدادات الغذاء والطاقة. لأن الفلسطينيين مسؤولون بصورة جماعية عن أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهم لا يستحقون الرحمة. ووصف الفلسطينيين بالحيوانات البشرية، ينزع عنهم مباشرة أسس التعامل الإنسانية، ويبرر الجرائم التي تستهدفهم.

وفي تأكيد على حجم الجريمة التي يمكن أن تقدم عليها إسرائيل، قال أرئيل كالنر “عضو كينيست عن حزب الليكود”، إن هدف إسرائيل في غزة هو “نكبة” تطغى على نكبة 1948.

وسبق وزير التراث الإسرائيلي في الحكومة الإسرائيلية، عميحاي إلياهو[7]، جميع أقرانه في سباق تحديد حساب الفلسطينيين، وقال إن قصف غزة بقنبلة نووية هو أحد الخيارات المطروحة. وحول الدمار فيها، أكد أن المنطقة أصبحت أجمل من ذي قبل. وطالب الجيش الإسرائيلي بفرض السيادة على يهودا والسامرة “الضفة الغربية”، لأنهما تفصيلان رئيسيان من الأرض الموعودة التي تبشّر بهما التوراة.

واعتمد نتنياهو مرجعًا في التوراة، ليصف الحرب الحديثة، بوصفها استكمالًا للتاريخ، وتأكيدًا لما طلبته التوراة في زمن مضى. عندما وصف الحرب مع الغزاويين بالحرب ضد العماليق. تذكيرًا بآيات التوراة التي تقول: “اذكر ما فعله بك عماليق في الطريق، كيف لاقاك في الطريق، وقطع من مؤخرك كل المستضعفين، وأنت كليل ومتعب.. فمتى أراحك الرب إلهك، من جميع أعدائك حولك في الأرض، التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا لكي تمتلكها، تمحو ذكر عماليق من تحت السماء، لا تنسى”[8].

ليس جديدًا القول، إن الخطابات العملية الدعائية، التي تستعملها جماعات الدين السياسية، أمثال حركة حماس الإسلامية، أو الجهاد الإسلامي أو حزب الله اللبناني، أو الصهيونية الدينية بزعامة بتسلئيل سموتريتش، أو عظمة يهودية بزعامة إيتمار بن غفير، تستثمر في التاريخ والدين، من أجل تعبئة الجماهير والرأي العام، من دون أن تعتني هذه الخطابات بالصدقية، أو تقديم التفاسير المطلوبة.

ولا تهتم بتقديم الحجج أو الأدلة، أو بفهم واقع الأحداث، لأنها دعائية محضة، غايتها الانتشار. غير مطلوب منها، كشف زيف التاريخ، أو نقص حججه، بسبب غموضه وغياب كثير من الأدلة والحقائق فيه، والتي يتحمل القصور البشري وقصور أدواته المسؤولية فيه، أو بسبب تسخير المكتشف منه، في خدمة الأيديولوجيا.

فتأتي عناوين “الأقصى”، “لبيك يا أقصى”، “الغالبون في الإسلام”، “نور الإسلام”، وغيرها.. لتحقيق شرعية دينية، لا تحتاج إلى أي أدلة أو مرجعيات لتصديقها. هذه المفردات ذاتها، بما تحمله من قدسية في الشعور الجمعي، كافية لتحقيق الصدقية، والشحن والاستثمار في الأشخاص والجماعات.

غير مهم لدى مسؤولي الدعاية المنضوية تحت نفوذ الدين السياسي، والتي تطالب بالدفاع عن المسجد الأقصى، أن يبحثوا في ماهية المسجد الأقصى، وهل هو نفسه الذي ورد في القرآن. وهل يتطابق تاريخ بنائه مع تفاصيل قدسيته، بوصفه الحرم الشريف وأولى القبلتين. وهل يستغني عنه المسلمون كمربع أول للصراع الدائر مع إسرائيل، في حال الخلط بينه وبين أقصى آخر! ويبحثون عن حقائق، لا تقبل النقد، للدفاع عن الأرض والحقوق المسلوبة!

لا يهتم هؤلاء بشدة الخلاف السائد بين المؤرخين، حول تاريخ بنائه، وفراقه عن المنصوص عنه في القرآن. ولا بخلافهم حول قدسيته، أو حاجة الخليفة الأموي الذي بناه، إلى تغيير طريق التجارة المتعارف عليه في ذاك الزمن، والذي يمر عبر مكة، والتي كانت خارج سيطرته، إلى طريق آخر يمر عبر القدس الداخلة في سيطرته.

ما يعنيهم في الدعاية، أن يستجيب المستهلك، ويبادر إلى تقديم عروضه، أكان بالمال أم الدم، وأقله بالمشاركة في الدعاية ذاتها.

بغض النظر إن أكّدت دراسات أن المسجد الأقصى الموجود إلى جانب قبة الصخرة في فلسطين، بُني في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان[9]، وهو غير المذكور في القرآن، ويستدلون على ذلك بوجود الجامع الأدنى والجامع الأقصى على طريق بين مكة والطائف في شبه الجزيرة العربية[10]. ما يساهم في تقديم رؤية أخرى للهالة القدسية التي يتمتع بها الأقصى، والضرورة التاريخية لمعرفة الحقائق حوله، أو إثبات قدسيته فيحال خطأ الدراسات التاريخية النقيضة، لكن بالطرق غير المعمول فيها في ساحات الدعاية والخطابة.

يطالب باحثون بإعادة قراءة المصادر التاريخية، بعيدًا من الأيديولوجيا، لكشف ثغرات المقدسات. وتوخي الحذر في تعبئة الجمهور، لقاء ظاهرة قدسية، ربما لا تكون أكثر من خرافة.

في المقابل، كيف يمكن أن يقع حائط المبكى، قبلة اليهود، وعماد التلمود، على الحافة الغربية للمسجد الأقصى، الواقع في القدس، وبطول 50 مترًا وارتفاع 20متر، لو اختيرَ بلد آخر غير فلسطين، كوطن بديل لليهود! لا سيما أنه بُحث في بلدان عديدة، ليكون أحدها وطن بديل لهم.

اقتُرحت جزيرة في أميركا، كما اقتُرحت البحرين، وشرقي السعودية، والأرجنتين وأوغندا ومدغشقر، ليجري اختيار إحداها في العصر الحديث، قبل أن يحددوا فلسطين.

وكمقدمة، حاول مردخاي مانويل نوح[11]، إيجاد وطن يهودي في جزيرة غراند في نهر نياغارا، يسمى “أرارات” نسبة إلى جبل أرارات الوارد في الكتاب المقدس. وكان يمكن اعتماد الاجتهاد في فهم الكتاب المقدس لتكون غراند، وطنًا بديلًا.

لكن ماذا لو اختيرت أوغندا[12] كوطن بديل لهم، وماذا لو وافق تيودور هيرتزل، على المشروع الذي قدمه وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلن، في اعتمادها كوطن بديل لليهود!

وأين تكون أورشليم، وأين حائط المبكى. وهل تتغير قصة تاريخ نشوء اليهودية، ودلالاتها، والرموز الدينية المرتبطة بفلسطين، والآثار! كيف سيطالب إلياهو بقصف “غزة أوغندا” بالنووي، وكيف سيحارب نتنياهو العماليق الأوغنديين وفق الكتاب المقدس!

وماذا لو اختيرت الأرجنتين، أو مدغشقر!

وكيف يمكن أن تكون اجتهادات المتدينين ذات صدقية، ليخلطوا بين أرض التوراة التي هي اليوم فلسطين ومحيطها كما يدّعون، والأوطان البديلة تلك!

يتناوب الطرفان المتصارعان في تجييش الجمهور، وحثه على الصراع، عبر تقديم الخطابات، المشحونة بالدلالات الدينية، على أنها أدلة دامغة لا تقبل النقد، تؤكد أسبقية الحق التاريخي، للفوز بالأرض المعنية بالصراع، في مواسم قتل لا تنتهي. خطابات تغلّف الصراع “الوجودي” الدّموي، وتاريخيته، ومستقبله المفتوح على معموديات الدم بأقنعة دينية.

كان الدين حاضرًا، منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الإسلام الديني نما على نحو كبير بعد حرب الأيام الستة، في حزيران / يونيو 1967، وهزيمة أنظمة الحكم القومية “العلمانية”. ونما أيضًا في إسرائيل، بصعود تيارات وأحزاب دينية، تعتمد الشريعة في سباق السياسة.

وبإخفاق مفاوضات السلام، تسيّدت التيارات الدينية لدى الطرفين، سلّم القيادة، ما حوّل الصراع إلى ساحات أشد خطورة ودموية، إلى صراع ديني، يلغي معه براغماتية التوصل إلى حل، ومعقولية تطبيق القوانين الدولية التي تخدم المنطقة المأزومة، والمرهقة من الحروب.

في سياق الصراع على الأرض والعيش، والمحاولات الجادة لدى الدين السياسي، في تحويله إلى صراع ديني، يجب التفريق بين الدين والتدين والدين السياسي.

الدين بوصفه الأصل الاعتقادي ويتعلق بالإيمان، ويمثله “كتاب”، هو عند المسلمين القرآن ومتون السنة، وعند المسيحيين الإنجيل وأعمال الرسل، وعند اليهود التوراة أو التلمود، لكن التدين هو سلوك اجتماعي وعقل جمعي، ويرتبط بمظاهر التعبير. ينطلق من الدين لكن ليس بالضرورة أن يطابقه[13].

تتشابك العلاقة في إسرائيل بين الدولة والدين السياسي، وتتأزم الروابط بينهما، وتؤجَّل قوانين تتعرض للخلاف الذي ينشأ بينهما في دهاليز السياسة إلى أجل غير مسمى، والاضطرابات التي تحدث أكانت في الانتخابات أم في تشكيل الحكومة، أم في فرز القوانين بين الأحزاب التي تمثل المتدينين والأحزاب التي تمثل العلمانيين، أو الاشتباكات في الشوارع، تعبر بوضوح عن واقع الأزمة البنيوية فيها، وكمون الصراع القائم داخلها.

تعطي التيارات العلمانية لإسرائيل مظاهر الدولة الحديثة، عبر إعطاء دور رئيسي للقضايا الدنيوية، وأبعاد اجتماعية واقتصادية، تساهم في تحديد دور الدين ودور الدولة.

وتسعى التيارات الدينية المتشددة، لإزالة هذه المظاهر، وإعادة العمل بجوهر المشروع الديني، ونقل الدين من مجاله الخاص في دولة يُفترض أنها علمانية، إلى المجال العام، الذي يمتزج فيه الدنيوي بالمقدس بطريقة تدعو للحذر، تُشحن فيها النفوس، وتسّن أدوات القتل، وتنصهر جميع الجرائم والأفعال في خدمة المقدسات “مسبوقة الصنع”.

من المعروف طبعًا وجود مجال “اجتماعي” لكل دين، وهذا المجال يقوده للتزاوج مع السياسة، وصوغ آليات عمل، تفرض الوحدة أو التناقض بين الدولة والدين، في صراع المصلحة، والفوز بإدارة السلطة. الأمر الذي يؤدي إلى نشأة الدين السياسي، أي العمل في السياسة باسم الدين، والرغبة في العودة إلى تطبيق الشريعة، أو التلمود كعنوان عريض. وفي مراحل إدارة السلطة، يُستثمَر في الجانب الديني، لأنه يحقق تعبئة اجتماعية، بطريقة أسهل وأوسع، من الاستثمار في الوعي والعقل والحقائق والتفاسير.

في دراسته حول دوامة الدين والدولة في اسرائيل، يعدّ المفكر عزمي بشارة، أن الحركات السلفية أو “التدين السياسي”، نتاج لعملية العلمنة، في محاولتها المتواصلة لإخضاع السياسة للمفهومات والقيم الدينية. وربط بشارة، بين الأوضاع التي تنشأ، والتحام الأقلية الدينية، بما يسمى الدين الشعبي، ليتحول هذا المزيج إلى خطر فعلي، يهدّد على الدوام باقتحام السّلطة السياسية[14].

اقتُحمت السلطة السياسية في إسرائيل، وإن وجود أحزاب دينية متشددة، تعبّر عن المتدينين المتشددين، الذين يفرضون القرار على باقي الأحزاب، على الرغم من عدد مقاعدهم “الأحزاب المتشددة” المحدود في الكنيست، واعتماد الخطاب الديني المتشدد، لإثبات “حق القتل”، داخل حقوق الأرض والتاريخ، دليل واضح على قيادتها للسلطة السياسية. وباتت إسرائيل التي يعدّها الغرب، جوهرًا آخر له في الشرق، من قبيل الديمقراطية والحرية الشخصية، نموذجًا شرقيًا كاملًا، يتناقض مع الصورة التي رسمها الغرب.

ثمة علاقة تربط بين التخلف والتدين، وفق ما أظهرته نتائج استطلاع لمؤسسة غالوب[15] “Gallup” الأميركية عام 2008. ومن نتائج الاستطلاع أن مصر “المديونة” هي البلاد الأكثر تدينًا في العالم. وقد ربطت النتائج بين واقع الحياة المعيشية ومديونية الدولة وأثرهما المباشر في تدين الناس. فكلما زادت رفاهية الناس قلّ التدين والعكس صحيح.

يتناقض الوضع الاقتصادي والسياسي والديني في إسرائيل مع استطلاع غالوب الأميركي، فهي بالمقاييس الدولية، أو مقاييس مؤسسة غالوب ذاتها، دولة متقدمة، بمحور وظيفي، وحامل ثقافي وقيمي غربي، وليست مديونة، ولكنها متدينة، ونسبة التدين المتشدد تكتسح نسبة المرونة، وهناك دور حقيقي للدين السياسي في سياساتها، لا يوقفه تغيير الحكومات، ولا نمو الإنتاج أو انهياره.

المراجع / المصادر:

1– أصدرت حركة حماس وثيقة سياسية في 2017، تحدثت فيها عن فك ارتباط الحركة بتنظيم الإخوان الدولي، وعرّفت نفسها بأنها حركة تحرر ومقاومة فلسطينية اسلامية.

2– الحاخام البولندي دافيد هاليفي سيغال (1586-1667) إن سبب الحاجة إلى ارتداء الكيباه هو تمييز اليهودي عن غير اليهودي في أثناء الصلاة.

3– . الحاخام موسى بن ميمون، 1135-1204 من أكثر علماء التوراة اجتهادًا ونفوذًا في العصور الوسطى، قال بعدم جواز الصلاة برأس مكشوف.

4– الحاخام عوفاديا يوسف 1920-2013 الأب الروحي لحركة شاس، باحث في التلمود، قال ينبغي على اليهودي ارتداء غطاء الرأس للدلالة على الانتماء إلى المجتمع المتدين.

5– سورة النساء، الآية 155.

6– سورة المائدة، الآية 13.

7– عميحاي إلياهو- إذاعة كول براما الإسرائيلية 5 تشرين الثاني/ نوفمبر.

8– آيات في سفر التثنية الإصحاح 25، بداية من الآية 17 حتى 19.

9– أبُو الوَليد عَبدَ المَلِك بن مُروان بن الحَكَم بن أُميَّة بن عَبدِ شَمس القُرَشيُّ 646- 705م، الخليفة الأموي الخامس، والمؤسس الثاني للدولة الأموية. ولد في المدينة، وتثقف فيها، واشتهر بالعلم والفقه والعبادة.

10– يوسف زيدان، شجون تراثية، حقيقة المسجد الأقصى.

11– ويكيبيديا- عام 1820، وكمقدمة للصهيونية الحديثة، حاول مردخاي مانويل نوح إيجاد وطن يهودي في جزيرة غراند في نهر نياغارا، يسمى «أرارات»، نسبة إلى جبل أرارات، مكان رسو سفينة نوح بحسب الكتاب المقدس.. ووضع نصب تذكاري في الجزيرة كان نصه «أرارات، المدينة الملجأ لليهود، أسسها مردخاي م. نوح في شهر تيشري، 5586 (أيلول/ سبتمبر 1825) في السنة الخمسين لاستقلال أمريكا».

12– ويكيبيديا- قدم العرض وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلين للمنظمة الصهيونية بقيادة تيودور هرتزل عام 1903. وعرض عليه منطقة بمساحة 5,000 ميل مربع 13,000 كـم2 من هضبة ماو في ما يعرف اليوم بكينيا.

13– يوسف زيدان، شجون تراثية، الدين والتدين.

14– عزمي بشارة، “دوامة الدين والدولة في اسرائيل”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية 3، 1990.

15– نشرت نتائج الاستطلاع في كتاب بعنوان “من يتحدث باسم الإسلام؟” كتاب من تأليف أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة جورج تاون جون إسبوزيتو والمديرة التنفيذية لمركز غالوب للعلوم الإسلامية بواشنطن داليا مجاهد.

  • طالب ابراهيم

    كاتب سوري، يقيم في هولندا. درس علوم الفيزياء والكيمياء في جامعة تشرين في اللاذقية- سورية، حتى تاريخ اعتقاله بسبب انتمائه إلى حزب يساري، بين عامي 1993 و2000. صدرت له أربعة كتب باللغة العربية، بين شعر وقصة قصيرة ورواية. كما صدرت له مجموعة قصصية باللغة الهولندية. عمل منسقًا للقسم السوري في إذاعة هولندا بين عامي 2011 و2017. أنشأ المركز العربي الهولندي للدراسات والأبحاث مع مجموعة من الأكاديميين والصحافيين.

مشاركة: