أريد سرج حصانٍ
يصلح أن يكون وطنًا
أو يوصلني إلى غربةٍ
أشتهيها.
أريد أغنيةً
تملؤني فرحًا
وحزنًا وتحدّيًا
وتوازنًا وإيقاعات.
أريد أحلامًا لا كوابيس
غيومًا ريَّانةً لا أضغاث أمطار
كيَّاً لأصحو وإن لم يستفحل الداء
صرخاتٍ تكفي
لإيقاظ الناس والآلهة والشياطين.
أريد بحرًا
من خارج بحور الشعر
وبعيدًا عن البحر الأبيض المتوحِّش
بحرًا يتسع كعيون البابِلِيَّات
وتتثنَّى أمواجه كأردافٍ وخصور.
أريد إلهًا
تليق به الألوهة
جنونًا تليق به الحكمة
شوكًا يليق به الورد
ناياتٍ تليق بها ثقوبها
طيورًا تليق بها الأجنحة
سفنًا تليق بها العواصف والموانئ
وموتًا عاديًا
لا علاقة له بالقتل أو الانتحار.
وبَعْد
عيناي طريدتان
أعني من النوم
- * *
العمر مرة واحدة
أعني الموت أيضًا. - * *
حوَّاء والحيَّة والحياة
نقائض الموت والعدم
وضحايا أساطيرنا التي نحن ضحاياها. - * *
الأشجار تكتب
في دفاتر الأرض
الطيور، بأجنحتها ومناقيرها، تكتب
في دفاتر الفضاء
الزمان، باشتعالاته وانطفاءاته، يكتب
في دفاتر الأمكنة
ولكن ثَمَّة من لا يقرؤون. - * *
رأيت أنهارًا تمرّدت على مجاريها
وخيولًا تمرّدت على مضاميرها
وطلقاتٍ ارتدَّت إلى أصحابها
ورأيت أنَّ الأنبياء
أقوى من آلهتهم
وهنالك ما هو بعْدُ وأبعد. - * *
كقلب أمِّه
الرجل الذي هو أشبه بشجيرة
طولها 172 سنتيغصنًا
جبينُهُ أشبه بِرايةٍ مضرَّجة النوايا
وقابلةٍ أبدًا للسلام
عيناه أشبه ببحيرتين
تُغِلَّان دمعًا وملحًا وابتسامات
خداه مخسوفتان كمجاعتين مزمِنتين
فمه مختوم بالرضى والصمت
كما لو أنه أنهى صَلاتَهُ للتوّ
ذقنه بريئة من شُبهة اللِّحى
عنقه يمنح الإغراء والأمان لاستراحة الطيور
كتفاه أعدلُ وأجملُ من أيِّ ميزان
صدرُه أشبه بجسرٍ مقنطَرٍ للعابرين
قلبُهُ كقلب أمِّهِ
الذي اخترقته رصاصة القنَّاص
قبل أن تخترق قلبه بيومين
يا ألله..
لماذا لم تتركني أكملُ وصفه؟
يا ألله.. ما الذي يجعلني أشعر
أنه أنا؟