رُقيم تدمري
أواخر القرن العشرين

كُنَّا..
تسعةَ عشرَ نجمًا
أو كلبًا
أو ضحية
تسعةَ عشرَ نبيًا أو شيطانًا
خارجين حتى على أنفسهم
تسعةَ عشرَ سؤالًا
مختومًا بالشمع الأحمر
تسعةَ عشرَ مطرودًا
من رحمة المقبرة
تبادلنا الكثير من الحب
والجوع
والمستقبل
الكثير من القيود والملامح
والطعنات
تمارين أوّليَّة
من أجل الانتحار
تمارين نهائية
من أجل الحياة
بينهما غابة لا تنتهي
من الشجارات الحراجية الجرباء
بعضنا أطلق سراح غضبِه
كآلهة شريرة
بعضنا صوَّب اتهاماتِه
كمحقِّق
وثَمَّةَ من عقدوا تحالفًا حرجًا
مع الصمت والعاصفة
ثمَّ.. دائمًا.. في الصباح
في الصباح بصورة خاصة
ينجلي نسيانُ الله
عن حقيقة حجرية واحدة
يرويها صليلُ الجنازير
يجرُّها الموت.

سجن صيدنايا 1993

  • فرج بيرقدار

    شاعر وصحافي سوري من مواليد حمص 1951، حاز إجازة في قسم اللغة العربية وآدابها/ جامعة دمشق. عضو اتحاد الكتَّاب في السويد، عضو نادي القلم في السويد، عضو شرف في نادي القلم العالمي، عضو في رابطة الكُتَّاب السوريين المؤسسة في 2012. اعتُقل عدة مرات، أولها في عام 1978، واعتُقل آخر مرة في آذار/ مارس 1987 بسبب انتمائه إلى حزب العمل الشيوعي، ودام اعتقاله أربعة عشر عامًا. صدر له ثماني مجموعات شعرية وكتاب عن تجربة السجن، وكتاب عن رحلة هولندا: (وما أنت وحدك، دار الحقائق، بيروت 1979)، (جلسرخي" رقصة جديدة في ساحة القلب"، دار الأفق، بيروت 1981)، (حمامة مطلقة الجناحين، دار مختارات، بيروت 1997)، (تقاسيم آسيوية، دار حوران، دمشق 2001)، (مرايا الغياب، وزارة الثقافة، دمشق 2005)، (خيانات اللغة والصمت، دار الجديد، الطبعة الأولى- بيروت 2006)، الطبعة الثانية عن دار الجديد- بيروت 2011)، (أنقاض، دار الجديد، بيروت 2012)، (الخروج من الكهف.. يوميات السجن والحرية. جائزة ابن بطوطة 2012)، (تشبه وردًا رجيمًا، دار الغاوون 2012)، (قصيدة النهر، دار نون 2013).

مشاركة: