رُقيم تدمري
أواخر القرن العشرين

كُنَّا..
تسعةَ عشرَ نجمًا
أو كلبًا
أو ضحية
تسعةَ عشرَ نبيًا أو شيطانًا
خارجين حتى على أنفسهم
تسعةَ عشرَ سؤالًا
مختومًا بالشمع الأحمر
تسعةَ عشرَ مطرودًا
من رحمة المقبرة
تبادلنا الكثير من الحب
والجوع
والمستقبل
الكثير من القيود والملامح
والطعنات
تمارين أوّليَّة
من أجل الانتحار
تمارين نهائية
من أجل الحياة
بينهما غابة لا تنتهي
من الشجارات الحراجية الجرباء
بعضنا أطلق سراح غضبِه
كآلهة شريرة
بعضنا صوَّب اتهاماتِه
كمحقِّق
وثَمَّةَ من عقدوا تحالفًا حرجًا
مع الصمت والعاصفة
ثمَّ.. دائمًا.. في الصباح
في الصباح بصورة خاصة
ينجلي نسيانُ الله
عن حقيقة حجرية واحدة
يرويها صليلُ الجنازير
يجرُّها الموت.

سجن صيدنايا 1993

مشاركة: