ناجي العلي.. حنظلة أدر وجهك

منذ أشهر ونحن يا ناجي العلي نريد إيقاظك من نومك، ونريد أن نهمس لك في قبرك، ونرجوك كي تمسك قلمك وتعيد رسم حنظلة من جديد، نريد إخبارك بما حدث مما يستوجب معه أن يغير حنظلة وقفته وموقفه، فيستدير ليرى البركان الذي اجتاح العالم، البركان الفلسطيني الذي دفع بالناس في الأنحاء كلها للخروج إلى الشوارع، الذي أخرج كلمات الحق من أفواه السياسيين التي اعتادت المهادنة، الذي جعل علم فلسطين رمزًا لقضية الشرفاء ومرتدي الكوفية الفلسطينية أناسًا شجعانًا.

لقد ذكرت يا ناجي في إحدى المقابلات ماذا تعني لك فلسطين، فقلت “فلسطين ليست بالوضع الجغرافي الخاص بها، فلسطين بالنسبة إلي هي رمز قضية لكل إنسان يناشد التحرر والعدالة والديمقراطية”. هذا هو بالضبط ما يحدث منذ أشهر، فقد خلع البركان الفلسطيني عن البشر الانتماءات الضيقة، وجعلهم ينتمون إلى قضية واحدة اسمها فلسطين، تحولت قضية فلسطين إلى قضية ضمير أممي وعالمي، في حادثة هي الأولى من نوعها عبر التاريخ البشري الطويل، وحدت فلسطين البشر الذين يعرفون الحق ويدركون حدود الإنسانية الواسعة.

غنى الشبان والشابات والمسنون ورقصوا، نام الطلاب في جامعة كولومبيا في قلب نيويورك في الخيام مناصرة لفلسطين، لذا على حنظلة أن يستدير ليرى، فلقد وصلت الرسالة وإن طال الانتظار.

ابتسم يا حنظلة، وارفع يديك إلى الأعلى، وشارك الشبان رقصة النصر الرائعة، فالعالم الآن يعيش ولادة جديدة للقضية الفلسطينية محور نضالك الأبدي يا ناجي، تحول العالم إلى عرس صاخب عنوانه “تعيش فلسطين حرة”.

كأن حنظلة الصبي الصامت، الذي أدار وجهه عن العالم كله واضعًا يديه وراء ظهره في إشارة منه كما قلت أنت مرة لعدم قدرته على فعل شيء ولكن أيضًا ليرمز إلى عدم استسلامه، كأنه منذ ولادته حتى الآن يمد البشرية بطاقة خفية، تراكمت عبر الزمن، منذ أن خرجت يا ناجي العلي طفلًا من فلسطين، لتتفجر هذه الطاقة الآن.

لم يكن حنظلة إذًا صامتًا ولا مستسلمًا، كان يشحذ الهمة فقط. همة الناس في البقاع كلها. لم تكن المهمة سهلة ولكنها تُنجز بإتقان.

قال ناجي العلي يومًا “حنظلة رمز لذاتي أنا، ليس لديه استعداد للمراوغة في ما يخص الحقيقة، وأصبحت له هوية إنسانية، هو غير قادر ولكنه غير مستسلم، هو رمز لرفض واقع الاستسلام”. ولكن كيف رسم ناجي العلي حنظلة ومن أخرج حنظلة إلى العالمية؟

لقاء غسان كنفاني وناجي العلي

لقد التقى غسان كنفاني بناجي العلي أول مرة سنة 1961 في أحد زيارات كنفاني إلى مخيم عين الحلوة في لبنان، كان لقاءًا تاريخيًا، لشخصين هما الأهم في التاريخ النضالي الثوري الفلسطيني غير المسلح، كان لقاؤهما كالتقاء نهرين، والصداقة التي نشأت بينهما كانت مصب الفكر والثورة والموهبة والإبداع، لم يكن كنفاني بعيدًا من الرسم وإن اشتهر في ذلك الوقت كصحافي ومناضل ثوري من أجل القضية الفلسطينية وليس كرسام. فقد كان كنفاني قد بدأ حياته الفنية رسامًا متواضعًا ثم هجر الرسم في ما بعد إلى الكتابة، لأنه وجد في الكتابة مجالًا أرحب من الرسم للتعبير عن أفكاره وخيالاته الثرية، وأخبر العلي بذلك، فرد عليه العلي بقوله “إن الرسم مجال خصب وكبير ولكنه يحتاج إلى صبر طويل في الإرسال والاستقبال”. يلخص رد العلي البسيط هذا فهمًا عميقًا لفلسفة الفن وتأثيره طويل المدى، يمثل الرد وعيًا غير عادي لشاب لم يكن في ذلك الوقت قد تخرج في أي جامعة مهمة، فالكلمة تحدث الأثر المطلوب في اللحظة ذاتها التي تقرأ فيها، فهي تولد وفي يدها منجل أو باقة ورد أو بندقية، تقدم الإجابة وتصنع الوضوح، أما اللوحة قد تطرح ألف سؤال، وتمثل القضية وتروي الحكاية لكن أثرها قد يحتاج إلى كثير من الوقت، وقد يأتي تأثيرها بعد عدد طويل من السنوات.

كان لدى كنفاني من الحس المرهف والذكاء ما خوله لتقدير موهبة العلي النافذة، ولم يكن العلي قد ذاع صيته في ذلك الوقت خارج حدود المخيم، فقد ملأ أقمشة الخيم بالرسوم الكاريكاتورية الهازئة من الاحتلال الإسرائيلي كما من الأنظمة السياسية الفاشلة، وكان حنظلة أحد هذه الرسوم اللافتة للانتباه.

بعد هذا اللقاء انتقلت رسوم العلي الكاريكاتورية إلى خارج حدود المخيم، فقد عمل كنفاني على نشرها في مجلة الحرية، التي بدأ سكان مخيم عين الحلوة يشترونها. لقد أخذت هذه الرسوم مكانها الحقيقي بين سكان المخيم وشعروا أن ناجي العلي ظهر من بينهم ليمثل قضيتهم. زادت ثقة العلي بنفسه وزادت محبة أهل المخيم له، واستطاع العلي أن يخلق وعيًا جديدًا بين أهل المخيم بأهمية الفن في تمثيل القضية والدفاع عنها ولعل هذا أهم ما فعله العلي، فقد حول القضية إلى فن والنضال ضد إسرائيل إلى كاريكاتور.

زادت صداقة العلي وكنفاني عمقًا، وفي ما بعد حاول كنفاني تشجيع العلي على الانضمام إلى صفوف “حركة القوميين العرب” التي كان كنفاني عضوًا فيها، لكن العلي رفض، لأنه أدرك سمات روحه الثائرة وأعماق وعيه الإنساني الذي يصعب تقيده بحزب واحد أو حتى بفكرة، أراد أن يبقى عصفورًا حرًا يرسم ما يشاء ليقول من خلاله ما يشاء، عصفورًا فلسطينيًا فقط.

لم تنجح محاولات كنفاني في إقناعه بالانتساب للحزب ولكنه نجح في إقناعه بالخروج من المخيم والسفر إلى الكويت.

سافر العلي في سنة 1953 إلى الكويت، وكان عفويًا صادقًا بالفطرة، فعندما التقى مع المسؤولين عن جريدة الطليعة في الكويت عبر عن نفسه بالقول “سمعت كلامًا لرسام كاريكاتيري مصري يقول إن فن الكاريكاتير مثل لعب كرة القدم شيء بالفطرة، وأنت تدري أن معظم الذين يلعبون كرة القدم المشهورين خرجوا من الحارات الشعبية ومن اللعب بالحارات، وهذا الفن من الفنون المكتسبة ذاتيًا للاقط النبيه.. ويحتاج مثل ما يقولون إلى ملقط في ظل الحياة العربية المليئة بالتناقضات والمهازل والمساخر والفساد”. وقد برر ناجي العلي بهذا الشرح عدم حيازته أي شهادة جامعية تخوله للعمل في الجريدة، فهو لا يملك إلا موهبته وعظمة الفكرة.

كانت الكويت في ذلك الوقت بلدًا غير مستقر سياسيًا، وفي الأعوام الممتدة من العام 1963 إلى 1968 أمضاها العلي في العمل في جريدة الطليعة، التي انشغلت بقضايا قومية ومحلية، وكان للعلي صوت واضح فيها، ولكن الجريدة نشأت لكي تخدم أغراض المعارضة وشعاراتها، فقد تأثرت الجريدة بالأحوال السياسية المتقلبة في الكويت بين الحكومة والمعارضة الأمر الذي أثر في حياة وعمل العلي واضطرّه في مرحلة لاحقة إلى مغادرة الكويت ثم العودة إليها، وفي الوقت ذاته ظهر أول مرة البيان الأول لجناح منظمة فتح العسكري المسمى في حينها بالعاصفة والتي قامت بأول عملية عسكرية في الأراضي المحتلة، وأعلنت اعتمادها مبدأ الكفاح المسلح، أيد العلي رجال العاصفة وحدث في ما بعد تحول في نوع الرسوم الكاريكاتورية التي قدمها، والتي ترى في الكفاح المسلح الوسيلة الوحيدة لاستعادة الأرض، ولكن أول رسوم العلي بعد هذه الحادثة كانت عبارة عن امرأة مستلقية على الأرض، ترمز إلى فلسطين بينما يحاول جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح الاعتداء عليها وهي تحاول مقاومته بيديها فقط.

المرأة في رسوم العلي

مثلت “فاطمة” في رسوم العلي فلسطين، فاختصر فلسطين في كثير من رسومه بامرأة، قاصدًا بذلك أن يختصر الوطن بكل ما تمثله المرأة من معانٍ، قاصدًا تعميق الاحترام والحب للمرأة بربطها بكل ما يمثله الوطن لنا، والوطن المغتصب المقاوم لأشد شبهًا بامرأة أسماها العلي فلسطين. وكأنه في دفاعه عن حقوق فلسطين، يدافع عن حقوق المرأة وعن أهميتها ومكانتها، وهو بذلك يشبه الى حد بعيد عمل رسامي الكاريكاتير في بداية هذا القرن في أميركا اللاتينية، حيث صوروا أميركا اللاتينية على أنها الأنثى التي تخضع للسيطرة الأميركية. كما ربط المرأة بقضايا أخرى فقد رصد العلي التحول الذي حدث في المنطقة العربية عند تدفق مال الخليج عليها، وانتقد بشدة الدور السلبي الذي لعبه مال البترول في ما يخص القضية الفلسطينية، فعاد إلى تصوير المرأة من جديد هنا وهي منقبة ونقابها هو العلم الأميركي، معطيًا دلالة مختلفة للمرأة، فهي النفط الخليجي الذي يرغب اللوبي الصهيوني الأميركي في استمالته والحصول عليه بينما هي تضيق ذرعًا من هذه المحاولات، ونرى في عيونها الوجل والخوف من هذا المال ومن هذا السمسار وكذلك رفضها لهذا الإغراء السافر بالمال. كما فضح العلي المنظمات الفلسطينية التي بدأت تعتمد على مال البترول وتطلب العون من دول الخليج، فصور هذه الدول على شكل رجل خليجي يرد على الفصائل الطالبة للمال بالقول “لا تزايدون علينا، صحيح انتو حفايا بس حنا عنا حفايا وعرايا” وقد امتلأت الغرفة بالبغايا العارية.

كما هزئ العلي من نظرة أصحاب المال من العرب إلى المرأة. فهم يرون فيها مكانًا لتفريغ الشهوة وإنجاب الأطفال. فقد صور رجلًا خليجيًا يرتدي الثياب الخليجية وهو ينظر إلى تمثال فينوس في متحف للفنون، ينظر إلى التمثال العاري ويسيل لعابه، وهو تعبير عن نظرة العربي بصفة عامة إلى المرأة.

كانت المرأة دومًا رمزًا للمقاومة فقد تبنى العلي الألم اللبناني في صيدا وصور، وركز من خلال رسومه على أهمية المقاومة اللبنانية، وجسد ذلك مرة أخرى من خلال صورة لرأس امرأة يخرج من الماء وقد يكون هذا الرأس لحورية، وقد غطى رأسها عصبة صيدا، أما الوجه والأكتاف فقد غطتها الشباك، قد تعني شباك العدو، لكن الرأس شامخ لا يعرف الهوان على الرغم من الدموع والألم، فالمقاومة والكرامة والحق هنا مرة أخرى امرأة.

في وقت لم تكن الحركات النسائية ناشطة أو عالية الصوت ولم يكن هناك أي مطالبة منها للرجال بالانضمام إلى صفوفها ومناصرتها، فعل العلي فعله هذا من وحي ضميره الحي لكل قضية محقة، على الرغم من أن قضية العلي الأساسية فلسطين ولكن التصاقه الحقيقي بهذه القضية حرك قدرته كفنان خارق الموهبة أن يناصر كل قضية محقة في العالم. لذا كان العلي على عكس كثير من رسامي الكاريكاتور الذين يرسمون بعد نشرة الأخبار كما يقال، كان العلي يرسم من وحيه الخاص وتواصله الدائم مع شرائح المجتمع المختلفة. وهو في هذا كحال رجال التصوف، فالفن لديه فن أحوال لا فن أقوال.

موقف العلي من السياسيين حول العالم

رهن ناجي العلي حياته لفلسطين وكل ما يمسّ هذه القضية، وفي حقيقة الأمر إن الالتزام بقضية فلسطين منذ الاحتلال الإسرائيلي، هو التزام بمتابعة جميع القضايا السياسية حول العالم، كل ما يحدث في العالم هو على نحو أو آخر يؤثر ويتأثر بهذه القضية، وكان هذا قبل حرب 1967 وبعدها، وكان للعلي موقف واضح من الهزيمة، وهو الأشد إعجابًا بجمال عبد الناصر، لم يستطع أن يلومه على الهزيمة ولا أن يصوره في أي من رسومه على أنه مشارك حتى في ما حدث، بل صب العلي جام غضبه على اليمين العربي وعلى أميركا، وفي حينها رسم تمثال الحرية في أميركا وصوَّره على أنه مسخ لتمثال يعتليه ويلتصق به كل شيء قذر من الغواني ورجال المافيا تجار السلاح. نزع منه وجه الأنثى الملائكي “مدام ليبرتي” ووضع بدلًا منه وجه ساحرة شيطانية كريهة، كما نزع من التمثال مشعل الحرية ووضع بومة دلالة الشؤم. أما الكتاب الذي يحمله التمثال فقد وضع العلي بدلًا منه كتابًا يحمل أسماءً للسلع الاستهلاكية في ذلك الوقت. أما الرئيس جونسون الذي عُدّ المؤيد الرئيس لإسرائيل في حينها، فقد صوره جالسًا على رأس تمثال الحرية.

كما كان العلي مؤيدًا للتيار التقدمي القومي ومساندًا للمقاومة الفلسطينية وكفاحها المسلح، وعندما اغتيل جنبلاط في لبنان رسم العلي قبرًا نبتت فوقه سنابل القمح رمز الحياة، وغادره النمل رمز الموت وكأنه أراد أن يقول جنبلاط يحيا وإن مات. وأطلق عليه لقب المعلم.

محبة العلي لجمال عبد الناصر وكذلك لجنبلاط مبررة، وعدم لومه لجمال عبد الناصر على الهزيمة، في سياق شخصيته أيضًا، مفهوم وواضح، فالعلي أمين ووفي لما يعتقده هو وحده وما يراه هو صحيحًا وفق فهمه للسياسة.

العلي ومحمود درويش

عندما غادر العلي لبنان إلى الكويت، كان هدفه الأول جمع قليل من المال لمساعدة الأهل ولدراسة الفن في ما بعد، وقد استأجر منزلًا صغيرًا متواضعًا في الكويت ليوفر من راتبه الشهري لتحقيق الغاية التي جاء من أجلها الى الكويت، ولكن سكنه المتواضع ودراسته الجامعية المعدومة لم تقف حائلًا أمام تطويره لثقافته ومعرفته وتواصله مع الكتاب والمثقفين والصحافيين في ذلك الوقت، وكانت الكويت قد فتحت المجال لهذا الحراك الثقافي النخبوي إن صح التعبير وساندت القضية الفلسطينية منذ البدايات.

تعمق رباط الصداقة الذي جمع ناجي العلي بغسان كنفاني فقد أحبه وأحب كتبه وقرأ له وكان معجبًا كثيرًا بروايته رجال تحت الشمس. كما أعجب بنجيب محفوظ وقرأ له. عندما بدأ محمود درويش ينشر قصائده في الطليعة كان العلي من ينقل المعنى إلى لوحة، ويرصد الفكرة في خطوط الرسمة، ومن إحدى لوحاته التي عبر فيها عن قصائد درويش لوحته التي تعبر عن المقاومة والسلام، ويقال إن هذه اللوحة لو طورها العلي لكانت واحدة من أهم اللوحات في الفن التشكيلي المعاصر. وهي تعبر إلى حد كبير عن ميل العلي إلى السلام أيضًا، فهو وإن آمن بالكفاح المسلح فهذا لا يسقط عنه ميله الإنساني الحقيقي إلى السلام.

تطورت طريقة رسم الكاريكاتور لدى ناجي العلي وواكب بقوة وشغف كل ما يخص فلسطين ولكنه أيضًا عبر عن الواقع الاجتماعي والمشكلات الاجتماعية والنفسية التي قابلها في المجتمع الكويتي، كان العلي يتحرك حيث قلبه يتحرك ولعل ما قاله هو عن نفسه يلخص فنه كله وعظمة تأثيره، فقد قال ” أرسم.. لا أكتب أحجية…لا أحرق البخور، ولكني أرسم. وإذا قيل إن ريشتي تشبه مبضع الجراح أكون قد حققت ما حلمت طويلًا بتحقيقه. أنا لست مهرجًا، ولست شاعر قبيلة، إنني أطرد عن قلبي مهمة ثقيلة، ولكنها لا تلبث دائمًا أن تعود لتمنحني مبررًا لأن أحيا. إنني كفنان ملتزم لا يمكن أن أوصل القارئ إلى متاهات. فعملي هو تحريض القارئ على هذا الواقع، ودور الكاريكاتير هو كشف عيوب المجتمع، لأنه ضمير الأمة وعملة صالحة لكافة البشر”.

  • يارا وهبي

    صحافية سورية مقيمة في ألمانيا، مراسلة سابقة للعديد من الصحف اللبنانية والعربية مثل الحياة اللندنية والعربي الجديد، وقد صدر لها مؤخرًا قصة للأطفال باللغة الألمانية بعنوان (من أين أتيت إلى هنا). رسّامة، أطلقت موقعها الإلكتروني الخاص بالرسم في عام 2020 (رحلتي في العالم الروحي) باللغة الألمانية. كان معرضها الأخير بعنوان "رؤية جديدة للشرق"، وهو محاولة فنية لخلق صورٍ ومعانٍ جديدة حول الشرق. تخرجت عام 2006 في جامعة دمشق للتعليم المفتوح/ قسم الإعلام والصحافة.

مشاركة: