لستَ حرًا في أن تكون شاعرًا محاكمة يوسف برودسكي

في 13 آذار/ مارس 1964، قررت المحكمة الشعبية في منطقة دزيرجينسكي بمدينة لينينغراد (بطرسبورغ حاليًا) نفي الشاعر يوسف برودسكي لمدة خمس سنوات بتهمة الصعلكة. في ما يلي ملخص عن جلستي محاكمته، مأخوذ عن مدوّنة بقلم فريدة فيغودوروفا.

العطّار (قصة قصيرة)

ابتسم الطبيب في وجه أحمد الذي لم تسجل عوارض مرضه في المعاجم الطبية، وقال له: إنّ ما تطلبه، ليس مستحيلًا، فقط أريد منك أولًا، الصبر، ومن ثَمّ الإرادة. لقد تطوّر طبّ التجميل كثيرًا، إنّه يشبه آلة زمن تعيد إلى وجهك شبابه، إنّه يصلح ما أفسده الدهر.
نظر إلى الصورة التي مرّ على التقاطها بكاميرا كانون ست عشرة سنة،،

حَبَّاتُ البندق (قصة قصيرة)

ترافقني الغيوم الرمادية والشمس الحارقة على مدارِ السنة، وأنا أجتازُ المسافة من منزلي إلى معملِ النسيج الذي يقعُ في محافظةٍ مجاورة.

عشر سنوات وأنا أخرجُ فجرًا في الساعةِ الخامسةِ والدقيقة الثلاثين حتى أصل إلى مكانِ عملي في الساعةِ السابعة تمامًا.

تعدُ زوجتي قبل ذهابي قهوة تخرجُ من بخارها ألحان مرئية،،

أيها الجنرال الصغير (شعر)

عندما تنتهي الحرب

سنعلّق هذه المدن المحروقة

أوسمة على صدرك

لا شجر فيها ولا عصافير

أيها الجنرال الصغير

عندما تنتهي الحرب

تتحول الأرواح إلى أجراس

وصرخات النساء إلى نواقيس

تتأرجح في أذن الأرض

عندما تنتهي الحرب

تتحول أصابع المعتقلين إلى نايات

وأصابع الأطفال إلى أقلام رصاص

حكاية لا رجعة منها (شعر)

كما لم تصمت يومًا

سكنت بهجتها بغتة

وصرخت ذاكرة الحبق

أذابت بعض الصقيع عن شفاهها

ولثمت قدميّ

تلك الأرصفة

ما زال عشبها

ينبت في يديّ

وموتها الأخضر

ينحسر عن ناظريّ

مزرقًّا.. صارخًا

لو أنك هنا..

لو أنني هنا..

لو أن موتنا دفعة واحدة

يشفع لنزيف الأفق

كلما شهق اللوز لزهره

يعيده ذابلًا

في كل موسمٍ

يظن أنه الأخير