توهجات ذاكرة منطفئة

قبل ثمان سنوات، حزمت امرأة تشبهني حقائبها الكثيرة على عجل وتأبطت مخدتها المحشوة بأحلامها الجريحة وخرجت من باب منزلها لتخطو خطوتها الأولى في الفراغ الذي أضاع ملامحها، وكساها بأخرى تبدلت كثيرًا، لتأخذ شكل وجهي وروحي اليوم.

لكل حصان كبوة

حين اندلعت ثورات الحرية المكبوتة حدّ الانفجار، من هول القمع والمظالم المتخمة بها شعوبنا العربية، ما كانت في حاجة إلى أكثر من فتيل أشعله محمد بوعزيزي في جسده الفتي كقربان افتدى به شعوب العالم العربي المسحوق، وعلى الرغم من أننا كسوريين ما كنا نملك أي مقومات أو أرضية للحلم

عشر سنوات على انفجار الحلم

أنتقل من محطة إخبارية الى أخرى، هل صحيح ما أراه، إنه كانون الثاني/ يناير ٢٠١١، وقد انفجر الربيع العربي في تونس ومصر، أفكر هل سيصل إلينا في سوريا، وأعود لأقارن وضع مصر السياسي ووضع تونس بالوضع السياسي في سوريا، وتزداد مخاوفي، ويكبر القلق.

ما كانت الثورة خيارًا، بل نتيجة طبيعية مؤجلة

كنت أقف كل صباح في مكان عملي أمام مستشفى ابن النفيس على سفح قاسيون أتأمل الشام تغط في غيمة رمادية، كانت بالكاد تتنفس وسط دخان “صفقة السرافيس” المشبوهة، دمشق مدينة الماضي العريق والحاضر المختنق والمستقبل المجهول.

حب في زمن الحرب!

يقولون: الإنسان، الفرد الإنساني، ابن شروطه الموضوعية؛ الشروط الموضوعية لحياة الأفراد تختلف من مكان إلى آخر، ومن زمان إلى آخر، ومن حال إلى حال، ومن فئة اجتماعية إلى أخرى. في مثل هذه الأيام من عام 2011 استجدّت في سوريا شروط موضوعية عركت السوريات والسوريين كافة، وأعادت تشكيلهم

تجربتي

اسمي إيمان؛ واحدة من أكثر من مليون “إيمان” مكرَّرة، قبل عام 2011، ولدت في بلد، كان أيضًا قد كرّر ذاته لعشرات السنين قبل العام 2011، ففي لحظة ولادتي؛ تذمّر عمي من أمي كونها أنجبت أنثى، حاله كحال أكثر من مليون “عم” مكرر، تمنى أن يكون المولود ذكرًا. مع أول نفسٍ لي؛ همسوا في أذني: اسمي

تجرأنا على الحلم

“تجرأنا على الحلم”، هذا ما كتبه آلاف السوريين على صفحاتهم.
عشر سنوات مضت، وما زلت أذكر الشرارة الأولى، ما زلت أذكر ذلك اليوم من شهر آذار/ مارس 2011 حين وقفت أمام السفارة السورية وصرخت لوقف نزيف الدم الذي كان قد بدأ.

النساء السوريات.حق تقرير المصير ونضال الاستمرارية

فتح الربيع العربي باب الأمل واسعًا أمام النساء لتحقيق أهداف قضيتهن، وجددت نسائم الصحوة التي شهدتها الدول العربية في العقد الأخير أمنيات النساء في الحصول على بيئة متفهمة تحترم وجودها كاملًا.
تأثرت الحركة النسوية بمناخ الحرية العام ورأت أن النضال في سبيل

الثورة بين آلام الذاكرة ومخاض المستقبل

كنت في الشهر السابع من الحمل حين قدم محمد البوعزيزي نفسه قربانًا من نارٍ أشعلت ثورة. ومع هتاف الملايين في شارع الحبيب بورقيبة، “الشعب يريد اسقاط النظام”، رفرفت روحي وأنا أربّت على بطني المكوّرة، فترد ضربات طفلي القادم صداها، أضحك “إنه في تظاهرة الآن”

أفقأ عين الخوف

بدايةً أحب أن أعطي لمحة عني فأنا طبيبة متخصِّصة بطب العيون وجراحتها، عملت مدة ربع قرن في المستشفى الحكومي -المستشفى الوطني في اللاذقية- وكذلك في عيادتي الخاصة، وعلى الرغم من أن أمي أستاذة فلسفة وأبي أستاذ لغة عربية أحسست بالخيبة حين قررت أن أصير كاتبة وندمت لأنني