هل يمكن للشهود أن يمتلكوا تجربة ما؟

بدايةً لن أخفيكم ما انتابني من إرباك وأنا أقرأ هذه الدعوة لأكتب عن “تجربتي” لما يكمن خلف فكرة “التجربة” من ألغام أسئلة كثيرة ومتشعّبة تخصّ المرحلة الأقسى والأكثر تعقيدًا، ولأن هذه الفترة عشتها مثل كثير من السوريين الذين تحولوا أو فرض عليهم الظرف العام بأن يكونوا “شهودًا” على الموت،

عشر سنوات ونحن نقاوم اليأس

إن كان هناك من وصف بكلمتين لعام ألفين وعشرة، فأعتقد أن “عام اليأس” هو أول ما يتبادر إلى ذهني. كانت قد مرت خمس سنوات على اهتمامي واشتغالي بقضايا المرأة والطفولة في سوريا، وسبع سنوات على بداية نشري للقصص القصيرة الساخرة في مناشير المعارضة، كان الأمل بضوء تسرّب من فجوة في آخر النفق

تجربتي مع الثورة

قبل عشر سنوات، وقف قلبي على رؤوس أصابعه، شأنه شأن جميع قلوب السوريين، لم أكن أصدق حينها أن الحياة منحتني فرصة أن أعيش هذه اللحظات، لحظات سقوط بن علي في تونس، ثم سقوط مبارك في مصر، ثم أول صرخة صعدت من حناجر سورية قهرها الذل والقمع المتراكم فينا منذ أربعين عامًا،

الأجندة النسوية ضمن الدوائر التقدمية

منذ ثورة آذار/ مارس 2011، تحالف عدد من القوى السياسية المتعددة المشارب ضمن هيئات وتكتلات، وانبرى العديد من المواطنين والمواطنات إلى تأسيس منظمات مجتمع مدني، ويمكن القول إن العديد من التوافقات السابقة، سواءً بين القوى السياسية أو بين الأفراد في المنظمات، كانت بالإطار العريض

فَعَلَها!

نعم فعلها الجمهور العربي، وثار ضد أنظمة حكم استبدادية ودكتاتورية، وقبل أن نحاكم نتائج ثوراته تلك، ونبدأ بالحكم عليها من حيث كونها صحيحة أو خاطئة، علينا أولًا أن ننفتح على ما تعنيه تلك الثورات، لنرى كل ما تحمله من بذور خير، وأمل يبعث على التفاؤل بإمكانه تحقيق المزيد من الحرية والعدالة.

نحبُّ الحياةَ ما استطعنا إليها سبيلا

15 آذار/ مارس 2011، هو نقطة انعطاف في تاريخ سوريا، ليس سياسيًا فحسب، بل في الوعي أيضًا.
ربما لا تبدو الصورة متفائلة الآن، لكن الكفاح الشعبي السوري المستمر وتوق الناس إلى التحرر وإرادتهم في التغيير سيدفع نحو مستقبل جديد، بما تُحدِثه الثورة من تغيير تاريخي في الواقع والأفكار.

على ضفاف حلم وثورة

ربما أستطيع القول بثقة إن ثورتي بدأت قبل أن تلتهم النيران جسد البوعزيزي، وقبل أن يعلن المضطهَدون بأن الأوان قد حان لخلع ثوب الاستكانة والخوف والانطلاق نحو حلم ارتسم صورًا شتى في المِخيالِ الجمّعي العربي المُستَبدْ به.
كنت لا أزال أعيش في دوامة الاستدعاءات الأمنية والاستباحة

لم تكن ثورة واحدة، بل ثورات

انشقّ حجاب هيكل الرعب، في غفلةٍ من عسس الأمن وعيون المخبرين، وفي تيه وريث السلطة القابض على مقدرات البلاد وأنفاس أشجارها، بين نرجسية من يحطّم لعبته راضيًا مستمتعًا على أن يتركها لغيره، وثقته العمياء بأن لا عصفور يطير في سماء البلاد إلاّ ليسبح بحمده، ولا شمس تشرق إلا بإذنه

إنسانيتي وثورتي قبل كل شيء

خطة الهروب
الثلاثاء 14 شباط/ فبراير 2012 كنت في دمشق، أختي تتصل، قالت لي (بيسلمو عليك الغايبين، وبيقولولك معك لبعد بكرا تكوني برا البلد) فلم يعودوا قادرين على حمايتنا أكثر من ذلك، لقد كشف الأمر.
كانت أختي تتحدث عن أخي سالم المتخفّي منذ 5 أشهر تقريبًا ولا نعرف عنه شيئًا، أذكر أن أمي في تلك الفترة كانت مطمئنة أكثر منا جميعًا

قيامة الورد

لقد أثار فينا بوعزيزي روح التمرد والرفض، وعدم الخنوع للإهانة والذل، والمضي بركب الثورة من أجل صون الكرامة..
وبعد أن انتقلت شرارة الثورة من تونس إلى الدول العربية، كنا جميعًا ننتظر لحظة اندلاعها في سورية، على أمل أن يتم الإصلاح والتغيير السياسي والفكري.
لعلّ معظمنا لم يكن يدرك مدى همجية النظام، ولا تعطشه للدماء.