دَعامِيصُ الجَنَّةِ (قصة قصيرة)

– هل جربتَ أن تعودَ بالزمنِ إلى الوراءِ؟

هكذا سألني محمد مع اقترابِنا من مدرسةِ حطينَ الابتدائيةِ التي درسَ على مقاعدِها ولداه جلال وليمار… أجبتُه:

– لا…فقال:

– أنا أعودُ كُلَّ يوم… بل كُلَّ ساعة… بل أنا أعيشُ في الماضي، فالحادثةُ التي أوقفتْ الزمنَ عندي كَتبتْها الحربُ في رأسي كما كان يكتبُ الإنسانُ القديمُ ليبقى ما يكتُبه مئاتِ السنين… سألتُه:

البوال (قصة قصيرة)

خرج يسير في أروقة القصر في عمق الليل، كان عاريًا إلّا من سروالٍ داخلي فضفاض، تساوت فتحتا كمّيه ودكّته، وقميص قطني قصير مجعّد بالكاد يغطي سرّة بطنه.
كانت ساعة مسيره الليلي، تختلف بحسب ما تناوله من طعام وشراب في المساء الفائت.
عيونه نصف مغمضة على الدوام، لا أحد يعلم أو يجرؤ على الاستفسار

|

وجه السَّمَكَة (قصة قصيرة)

خرج (مَجيد الدين عيسى) برفقَة دراويشه من مدينة (قيصري) متجهًا إلى قرية (أكْحصار)، وخلال الطريق توقفوا عند مُرورهم ببُحيرة (سيماف). قال أحد الدراويش لعيسى: (السَّمك هنا وَفير يا سيدي، هل ترغب بتناول وَجبة منه؟)
أجاب عيسى: (يوجد هنا مجذوب يُدعى (يوسف الأربعيني) يتجَول في بعض الأحيان على ضِفاف البحيرة،

خاصة في صيدنايا (قصة قصيرة)

استعار سروال وقميص صديقه في المهجع. لديهما المقاس نفسه، مع آخرين في المهجع الخامس من الجناح الأبجدي في سجن “صيدنايا” الجميلة.. تقريبًا.

كان يردد منذ الصباح، أن زوجته ستحضر إلى زيارته وحدها هذا الشهر.. وحدها.. سيقضي الـ “نصف ساعة” الخاصة بالزيارة معها وحدهما..

البيضة والحجر

يُقال، والقولُ ذمّة مفتوحة على الكلام، إنّ ديكًا قالتْ عنه عرافات الطيور، سيولد من بيضة دخيلة، دحرجها زلزالٌ من عشّ دجاجة إلى أخرى، سيغيّر أحوال الدجاج من طيور تطير ذات صوت جميل إلى طيور قد غلّتْ أجنحتها وسُجنت في أمكنتها، ويومًا ما سيستعبدها مخلوقٌ ذو قدمين، حرّ اليدين، فما إنْ سمع الدجاج ذلك حتى أحاطوا أعشاشهم