المثقف المنحاز إلى الإنسان

المثقف المنحاز إلى الإنسان

كلما سمعت بكلمة مثقف تحسّست مسدسي، هذا ما قاله غوبلز رجل الدكتاتور الأول.
هذه هي الحال ما بين الثقافة والاستبداد والذي خصها غسان في كتابه مطولًا.
ولكن، ولأن الثقافة دائمًا منحازة إلى الإنسان وإلى آماله وآلامه وأحلامه وطموحاته ومسقبله، ولأنها الضمير لهذا الفضاء الإنساني الشاسع…

ورود فوق مثواك الأخير(في وداع صديق العمر المخرج والأديب غسان الجباعي)

ورود فوق مثواك الأخير
(في وداع صديق العمر المخرج والأديب غسان الجباعي)

يرجُفُ القلبُ لفقدك
فليسَ لي أن أرتقي درجًا يؤدي إليك بعد الآن
وليس لي عنّاب ضحكتك
احتضانك
طيبة الأريافِ في نبرة صوتك
ليس لي أن أنبشَ الذكرى لأوجاع السجون
وكم مررتَ بها بقيعانِ الجحيم
طعم المعدن في الماء
وضوضاء

رثاء صديق لم ألتقِ به

رثاء صديق لم ألتقِ به

غسان من الناس الذين تأسف أنّ دروب الحياة لم تجمعك بهم، ولا دروب السجن. وحين تأمل أن تصحح الأحوال هذا الخطأ يومًا ما، يرحل غسان ويضيع عليك هذا الأمل.
تعرفتُ إلى غسان من خلال كتابتي في القسم الثقافي من موقع جيرون، وكان هو مدير تحرير هذا القسم. كانت كل مادة أرسلها له مناسَبة لحديث يطول أو يقصر.

وداعًا غسان الجباعي

وداعًا غسان الجباعي

أربعون صباحًا، أربعون مساءً غادرونا مذ غدرتَ بنا، أربعون يومًا مضى من أعمارنا، ومن رحليك صوب الغياب.
ماذا نقول؟ أنردد كلماتِ محمود درويش بأربعين ممدوح عدوان؟ أو نجترح مفرداتِ رثاء جديدة، نودّع عبرها بعضًا من بعضك وبعضنا معًا، علّنا لا نجد يومًا من يرثينا، أو يلقي السلام على نعوشنا. ونحن من أبى الظلم إلا أن يغرق جيلنا بأكمله

خفِّف الوطء

خفِّف الوطء

تذكر الكاتبة الأميركية ميريام كوك في كتابها “سورية الأخرى؛ صناعة الفن المعارض” الذي تُرجم إلى العربية في أواخر 2018، حادثة لافتة عند لقائها بالكاتب المسرحي والمعتقل السابق غسان الجباعي في أواخر عام 1995، والذي أُفرج عنه بعد مؤتمر مدريد للسلام.
في لقائها به، قرأ لها غسان الجباعي بيتًا من الشعر لأبي العلاء المعري

الجبل أنت يا غسان!

الجبل أنت يا غسان!

هي المرّة الأولى التي يعتذر فيها غسّان عن مناداته. كلّ كلام الآن سحابة خرساء لا تليق بهذا الجبل الذي نام. علينا بدل الحزن أن نحبّ هذا القدر. لا يموت الجبل دفعة واحدة، كاذب من يقول إنّ غسان لم يتعرّض للموت أو القتل من قبل: لقد عوَّدنا على نجاته فخلنا أنّه لن يرحل، كنّا نعتقد أنّ الجبل لا يئنّ، ولكنّ غسّان كان لا يشكو، لقد توغّل في كبريائه،

عندما أقرأ لغسّان

عندما أقرأ لغسّان

في “الكيكية” أحد أحياء ركن الدين الجبلية، تعرفتُ إليه عندما كان حلمًا لعائلته الصغيرة، حلمًا في عين الطفل (عمر) الواعدة التي عرفتْ باكرًا معنى زيارات السجن الموجِعة والمهلِكة، كنا جيرانًا، تعرفتُ إليهم قبل خروج غسان من السجن مع العديد من رفاقه بوقت قصير.
وبعد أن خرجوا كان سؤالنا الأول بمجرد لقائهم يصدر بروتينية رهيبة”

غسّان الصديق المبدع الراحل

غسّان الصديق المبدع الراحل

سلام لكل الأحبة، وسلام طيب للعزيز الصديق الراحل المبدع الحرّ غسان.
يعزّ عليّ أني لم ألتق به، ويعزّ عليّ أني لم أعانقه حين خرج من المعتقل، وذات يوم خطر ببالي أبعتلك مجسّم عن مدينتي بيروت.
لحّنتُ لغسان مقدمة غنائية لبرنامج تلفزيوني.
قوة الفكرة وقوة الصوغ.. أحسستُ بأن غسان جالس يلحّن معي

في وداع غسان

في وداع غسان

ما أشقاني لغيابك يا غسان!
لا تتوجَّع روحي من سرعة رحيلك، أو من أسباب غيابك، فالرحيل توأم الحياة، وجهها الآخر، بيد أن غياب صديق، بالقرب الذي كنَّا عليه معًا، يُضعف بهجة الحياة فيَّ، ويُنقص من مبرّرها عندي، المرّة تلو المرّة.
الأصدقاء، مثلك يا غسان، إحدى دعائم حياتي، وحوافز المُضيّ والاستمرار لديَّ.

غسّان الإنسان

غسّان الإنسان

تُسمّونَهُ قبرًا وأُسمّيْهِ مَزهريةْ
ما زلتُ كما تعرفونْ
أَعقِدُ يديَّ على صدري
مثلَ جسرٍ حجريْ
أستلقي على ظهري الأبديّْ
أَمُدُّ رجليَّ على راحتيْ
الترابُ يملأُ فميْ وعَينيّْ
والبسمةُ لا تفارقُنيْ.
لا أتكلمْ.. لا أرى وجوهَكمُ الغاليةْ..
لكنّي أَسمعُ كيف تتنفّسونَ فوقَ الترابْ
وأشعرُ بجذورِ الأُقْحُوانْ
وهي تمتصُّ الرطوبةَ منْ حَوليْ