هذا العدد
يحتلُّ النضال المدني، في السعي لتغيير العلاقة بين السلطة والمجتمع، مكانة بارزة. هذا النضال الذي يستهدف مواجهة سلطة الاستبداد السياسي على مستويات متنوعة غير المستوى السياسي المباشر، من خلال متابعة منظمة ومتخصصة لجميع جوانب البؤس التي يعيشها البشر
الافتتاحية
تسيطر على حياتنا السياسية فكرة عامة قلما تعرضت للنقد، تنطلق من “مسلمة” تقول إن مشكلتنا الحقيقية تكمن في السلطة السياسية، في استبدادها وفسادها ونهبها وقمعها… إلخ. وتصل هذه الفكرة بالناس إلى قناعة تقول إن طريق الخلاص لا يكون إلا ….
دراسات محكّمة
الإنسان كما قيل حيوان اتصالي، ولا تقوم للمجتمع قائمة من دون نظام للاتصال، الذي عدَّه بعضهم شرطًا من شروط بقاء الكائن البشري. وتاريخ البشرية من عصور نقوش الأحجار إلى بث الأقمار، يمكن رصده متوازيا مع تطور وسائل الاتصال الحديثة التي تربط الأفراد والجماعات،
تسلط هذه الدراسة الضوء على بعض خيوط العلاقة وجوانبها المعقّدة بين النضال المدني وما يُسمى بـ«السياسات المَقْبورة» Necropolitics أو «سياسات الموت»؛ فلا شك أن العلاقة بين النضال المدني من ناحية والسلطة، وبخاصة السلطة السياسية، من ناحية أخرى،
تقوم عملية التحول الديمقراطي على إبراز دور المجتمع المدني في صيانة الحريات الأساسية للمجتمع، وعلى الرغم من أن موضوع المجتمع المدني ما زال يثير العديد من القضايا والتساؤلات على صعيد المجتمع ككل بقواه وتكويناته ومؤسساته وأنماط ثقافته،
كتب الراحل إلياس مرقص، منذ أزيد من أربعين عامًا: “لقد وصلت البشرية الآن، في هذه اللحظة المنطقية والتاريخية، إلى أكبر مفترق في تاريخها الطويل. إما أن تكونَ نهاية تقدم وثورة تأسيس لتقدم آخر أو تكونَ نهاية النوع البشري. هذه القضية تخصنا بالتمام.
يتناول هذا البحث مسألة النضال المدني-المجتمعي، انطلاقًا من التمييز ما بين الوعي المواطَني/ المدني والوعي الديني/ الطائفي، وتأثير كلّ منهما في النضال المدني، إيجابًا أو سلبًا. فمن خلال الأوّل (الوعي المواطَني)، يعي الشخص (ذكرًا أو أنثى) ذاته بوصفه مواطنًا ينتمي إلى
ركزت أبحاث ودراسات فكرية وسياسية، في السنوات الماضية، على دراسة الأنظمة السلطوية والديكتاتورية والشمولية، من أجل تبيان طبيعتها، وفهم تركيبة كل منها، وكيفية عملها، والفروق بينها، وسوى ذلك، فيما حاولت دراسات وبحوث أخرى، فهم كيفية إحداث التغيير السياسي داخل المجتمعات الخاضعة لهذه الأنظمة،
مقالات رأي
في كلِّ البلدان التي تحكمها سلطاتٌ مستبدَّةٌ نجد فيها نقابات مهنية واتحادات وفرقًا تطوعيّة، ومن المفترض أن تكون الحقوق مصونةً لأفراد هذا المجتمع، بينما كان الواقع في هذه البلدان عكس ذلك تمامًا، فالسلطة فيها استطاعت السيطرة على مؤسسات المجتمع المدني وحولتها في واقع الحال لمجتمع عسكري
تعرضُ هذهِ المقالة للحالة المدنيّةِ العربيّة، ومدَى قدرةِ النِّضالِ المدنِيّ على الصُّمودِ في مواجهةِ السُّلطات، في ظلِّ غيابِ مقوّماتِ التَّوافقِ الفكرِيّ بينَ مؤسَّساتِ النِّضال المدنيّ، وحضور قوّة السُّلطة لوأدِ فكرةِ النِّضال. كما تقدّم هذه المقالَة فلسفةَ الحضورِ الفكرِيّ لمنظرِي المُجتمعِ،
اقترن فعل المقاومة أو النّضال بفكرة التحرّر من الاحتلال العسكري والهيمنة الاستعمارية، لكنّه اكتسى صبغة أخرى مع تطور المجتمعات وسياقاتها في ظل الأنظمة السياسية القائمة، ليست الشمولية أو الدكتاتورية منها وحسب، بل والتعددية أيضًا.
ما هو النضال المدني؟
نُعرِّف النضال المدني إجرائيًا بأنه “العمل السلمي لتحسين شروط الحياة العامة للمجتمع”. ونقول أولًا إنه “عمل” لأن النضال المدني له قيمة وإنتاج وفائض إنتاج مثل أي عمل بالعموم، ونقول ثانيًا إنه سلمي لأنه لا يعتمد الوسائل العسكرية في تحقيق التغيير الاجتماعي أو تحسين حياة المجتمع،
ساهمت الميديا الاجتماعيّة بجميع وسائلها في إحداث تحوّل كبير في حياة الأفراد فقد شكلت فضاءات تعبير مفتوحة جديدة ومختلفة عن فضاءات التعبير التقليدية التي تسيطر عليها الدولة، حيث مثّلت خلال الثورات فرصة مهمة للعديد من الأصوات المنادية بالحرية والخروج من الاستبداد.
رؤى وتجارب نسوية
بعيدًا عن التعريفات النظرية وجدلية المصطلحات، يكتنف أي نقاش حول العمل المدني في سوريا إشكال رئيس، وهو التنصل من التعرض إلى موقف الجمهور العام أو المجتمع من العمل المدني، إذ يتم غالبًا التركيز على التوصيف الرسمي أو السياسي لهذا العمل،
حين قرأتُ تفاصيلَ ملفِ “النضال المدني”، لم يستغرق الأمر منّي أكثرَ من دقيقتين لأقررَ الحديث عن أحدِ أشكالِ النضالِ المدنيّ غير المُمأسس، وحتى ولو كان النضالُ بمفهومهِ ينطوي على الثورة والغضب، لكنني في الحقيقة لم أمارسهُ أو حتى أريد أن أُقاربه من مٌنطلق ثوريّ،
إنّ الوعي السياسي له أهمية كبيرة في إحداث التنمية في كافة المجتمعات، وإن أهميته تنبثق أساسًا من كونه يؤدي إلى زيادة مستويات المعرفة السياسية لدى المواطنين في أي مجتمع، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة فهمهم لمختلف القضايا والظواهر السياسية التي تحدث في دولهم ومجتمعاتهم،
حوارات العدد
أجرى الحوار :
السؤال الأول: اكتسب مفهوم العمل المدني زخمًا عالميًا في العقود القليلة الماضية وخصوصًا بعد انهيار المنظومة الاشتراكية التي اتسمت بسيادة نظم شمولية فيها، واليوم تُثار أسئلة كثيرة حول مفهوم العمل المدني وأشكاله وإمكانياته…
مقاربات حول العدد
يحاول البحث إضاءة دور منظمات المجتمع المدني -هذه التجربة الجديدة في حياة السوريين- في التصدي لنتائج زلزال شباط/ فبراير 2023 الذي ضرب جنوب تركيا، وشمال سورية، وأفعالها الرائدة، على الرغم من إمكانياتها البسيطة! ويقتضي البحث الإجابة الموجزة،
عندما طُلب مني عرضٌ سرديٌّ مختصرٌ عن تطور الفضاء المدني السوري منذ انطلاق الثورة السورية في 2011 ولغاية اليوم، أحوله إلى مقالة، ظهر لدي نوع من التخوف والشك في قدرة انطباعاتي وذاكرتي أن تعكس صورة منصفة عما حدث خلال 12 عامًا،
على الرغم من وجود عدة تعاريف للمجتمع المدني، تعكس جميعها تجارب مجتمعات الغرب في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى أن أعاد تحديثه وإحياءه غرامشي في مطلع القرن العشرين، إلا أنها كانت في مجملها عاجزة عن ضبط الحالات الخاصة بمجتمعات الأطراف،
ينتقل المجتمع السوري من حالة استثنائية إلى التي تليها، حتّى كاد هذا المجتمع ينسى طرق الحياة في الأوضاع العاديّة. ولعلّ العقد الأخير هو الأكثر استثنائيّة سواء في المناطق التي يسيطر عليها النظام، أم شرقيّ الفرات أم غربيّه.
صادق جلال العظم
ليس سرًّا أن صادق جلال العظم كان علمانيًّا، لكن ماذا تعني العلمانية عمومًا، وفي فكر العظم خصوصًا؟ في الإجابة عن القسم الأول من السؤال، لن نقوم بسردٍ عامٍّ لتعريفات مختلفة للعلمانية – كما يحصل غالبًا، في مثل هذه السياقات – بل سنستند، في تحديد معنى العلمانية،
جسّد صادق جلال العظم -فيلسوف الشّكّ والنقد والبناء في الثّقافة العربيّة- قيم المحاججة والسجال من أجل التحريض على التحرّر والانعتاق من كلّ ما يكبّل حريّة الإنسان، فهو مبتكر الأسئلة الصّادمة والإشكاليّة؛ في زمن اغتراب الفكر النّقديّ والتنويريّ، وهيمنة العقول الإطلاقيّة والمتكلّسة، المتواطئة مع الاستبداد،
آمل من خلال مناقشتي هذه لمسألة المجتمع المدني العربي والربيع العربي أن أتمكن من تسليط بعض الضوء على طبيعة الثورات التي ضربت فجأة عددًا من الدول العربية الرئيسة -بعد فترة طويلة من الركود والانحدار- وتسليط الضوء كذلك على الخلفية التاريخية الحديثة والسياق الاجتماعي لما أصبح يُعرف بالربيع العربي.
دراسات سياسية و ثقافية
تناقش هذه المقالة نموذج الحكومة التوافقية وقدرتها على إنهاء الصراعات المسلحة في البلدان التي تشهد انقسامات إثنية أوطائفية أو دينية أو اجتماعية، وتحقيق مستوى من مستويات السلام من خلال مبدأ تقاسم السلطة.
بعد مرور أكثر من عشر سنوات على التعاطي الدستوري مع المسألة الثقافية، فهذه الأخيرة ما تزال تشهد تخبطًا كبيرًا، وغموضًا وتعقيدًا على مستوى السياسات المعتمدة، ما يخلق صعوبات في معالجة ملف الثقافة وتنزيل مقتضياته الدستورية بطريقة شاملة؛.
إبداعات ونقد أدبي
تتَّسِمُ الفنون بالتَّجدُّد المُستمرّ، والانفتاح على إمكانات جديدة على مرّ العُصور، ومن بين هذهِ الفنون ينطوي (فنّ الزَّخارف) منذُ أقدم الأزمنة، حتّى وقتنا الحاضر، على قُدراتٍ وطاقاتٍ كبيرة وخلّاقة، تفتحُ الباب، باستمرارٍ، لتجارِب لا تخلو من الإضافة.
وقفَتْ في ساحة الأمويين تنظر بعينيها الزرقاوين إلى الأفق..
طار الحمام فجأة مجلجلًا بأجنحته، فارتعد شعرها بنسمةٍ عصفَتْ، ثم غاب الحمام، وغابَتْ جلجلته.
“طلقات للاستعمال المنزلي” جملة متروكة في ملاحظات الموبايل لتنفجر وحدها
كما تصلح عنوانًا لمجموعة شعرية لن تصدر
كل هذا فقط لأمر سخيف
فقط لأنني أحب اللعب أكثر من الفطور!
ليس لأن لا أمهات لشركائي يندهن عليهم من الشبابيك المخفية ليسرعوا فالطعام ساخن! ليس لأن الحرب تلعب بيننا كأي شريك لعب لابد منه
دنا رجلٌ فقيرٌ من محلِّ بيعِ الأحذية، تفرَّج على البضاعة المَعْرُوضة في واجهةِ المحل المُنار كما لو أنه لبيع المجوهرات.
تخيَّلَ نفسه ينتعلُ كُلّ الأحذية، ومع كُلّ حذاء ينتعله كانت ترتسمُ على وجهه ابتسامة تختلفُ عن سابقتها حسب الموديل واللون ونوع الجلد…
خوليو كورتاسار؛ روائيّ وشاعرٌ ومترجمٌ أرجنتينيّ، ولد في بروسيلا- بلجيكا عام 1914، ويعرف بكونه أحد أشهر أدباء الحداثة في أميركا اللاتينية، حيث كسر القوالب الشّائعة عبر اتّباع سردٍ خارجٍ عن المألوف، إن كان في راجويلا أو في الكرونوبيوس والفاماس.
جرى كلام في غربة كتب التراث العربي عن الأجيال الجديدة، بيني وبين ابنتي “ننسار” خريجة كلية الصيدلة من جامعة حلب السورية، حين رأتني أُطيل النظر في كتاب مَجمع الأمثال لأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري الميداني، المتوفى سنة 518 من الهجرة.
ترجمات
ولد ف. يا. بروب V. Ya. Propp سنة 1895 في سانت بيتربورغ في عائلة ميسورة الحال، مهاجرة من ألمانيا، واكتسب معارفه الأولى في أجواء الدفء المنزليِّ، فتعلَّم في سنٍّ مبكِّرة الألمانيَّة والفرنسيَّة، إضافةً إلى الروسيَّة لغته الأم، وتلقَّى علومه المدرسيَّة في المدارس الدينيَّة. تخرَّج عام 1918 في جامعة سانت بيتربورغ بعد أن أنهى دراسته،
مراجعات وعروض الكتب
سيصدر قريبًا، قبل نهاية العام الحالي، عن ميسلون للثقافة والترجمة والنشر، كتاب جديد للمفكر السوري جاد الكريم الجباعي، وهو بعنوان (المجتمع المدني اليوم). يتناول الكتاب الموضوعات الرئيسة الآتية: إطار نظري، المجتمع المدني من إنتاج نفسه، سيرة حياة المفهوم،
وثائق
ما هي حرب اللاعنف؟
لا ترتبط الحروب بالمعارك العسكرية فحسب، فحروب الشعوب ضد الديكتاتوريات من أجل تحقيق العدالة والحرية لا تقل ضراوة عن الحروب العسكرية، وإن اختلفت الاستراتيجيات والوسائل، فبينما ينطق البارود في الأولى، يغرد في الثانية الهتاف الشعبي المزلزل.. “الشعب يريد”!!
حين تؤمن قوى التغيير في المجتمع بحتمية التغيير، وتتوفر لديها الإرادة والرغبة الحقيقية في إحداث التحولات؛ لا تصمد أمامها أي عراقيل يصنعها معاندوها، حيث يتأهب العقل لإزاحة تلك التحديات عبر عبقرية البحث في الخيارات المختلفة،