هذا العدد
زاد الاهتمام بأدب السجون خلال العقد الماضي، وأصبح له قراء كثيرون، بعد أن كان مقصورًا على فئات ضيقة من اليساريين والمعتقلين السابقين، وأصبح البشر يشعرون أكثر فأكثر بوطأة السجن في هذه البلاد المنكوبة
الافتتاحية
شكَّل السجن السياسي أحد الهواجس الإنسانية عبر التاريخ، ولا تكاد تخلو أيُّ ثقافة من ثقافات الشعوب من هذه الظاهرة المؤرِّقة، لكنه تحوَّل اليوم في بلدانٍ عديدة إلى جزءٍ من الماضي بعد أن سارت شعوبها
دراسات محكّمة
نشأ جيل المثقفين التونسيين على إيقاع عبارة أثيرة في نفوسهم، قدّها الأديب محمود المسعدي (بين 1911 و2004م) من صميم تأصيل كيان تجربته الإبداعية خلال الحربين العالميتين وفترة الاستعمار، وهي أنّ “الأدب مأساة أو لا يكون”
شهدت العقود الأخيرة تحولات اجتماعية، وسياسية، ثقافية متسارعة في العالم العربي، ومن بين العناوين الكبرى التي ظهرت في هذه المرحلة: غياب الحريات العامة، تقلُّص الهامش الديمقراطي أو انعدامه أحيانًا، واستفحال ظاهرة الاعتقال السياسي الذي أفرز ثيمةً رئيسةً في الكتابة
تعدّ الرواية العربية الحديثة التي تندرج تحت مسمى “الرواية الأطروحة” أو “رواية السجون” -والتي كان من أبرز روادها الروائي عبد الرحمن منيف- من النصوص السردية التي شغلت الدرس النقدي المهتم بقضايا السرد
تدرس هذه الورقة البحثية تجربتين من تجارب المسرح داخل المعتقل، والمسرح داخل السجن. لكلٍ من هاتين التجربتين شروطها الإنتاجية، ومضامينها الموضوعية، وخصائصها الفنية المتعلّقة بأدب السجون المسرحيّ. التجربة الأولى: تجربة المسرح داخل المعتقل في سجن صيدنايا المركزيّ للرجال، وسجن دوما للنساء
لم تكن السُّجون حكرًا على الرجال الثائرين ضدَّ النظام منذ سيطرة آل الأسد على الحكم في سورية، بل كان للمرأة حضور صارخ فيها، ولا سيما المرأة التي اتَّخذت موقفها السياسيّ والثوريّ المناهض للسلطة الحاكمة، ونتيجة لذلك اعتُقِلَت وعُذِّبَت بأساليب لا تمتُّ للإنسانية بصِلة،
مقالات رأي
في عام 1963 قاد الضابط “زياد الحريري” انقلابًا عسكريًا أسقط عهد الانفصال؛ كان وراءه ضباط ناصريون وبعثيون. عقب نجاح الانقلاب، باشر الضباط البعثيون احتكار الانقلاب لحسابهم، بتصفية الضباط الناصريين، بإبعادهم عن مناصبهم وتسريحهم.
بالعودة إلى عهد الانفصال، كانت المدارس والجامعة مراكز صراعٍ بين الانفصاليين والوحدويين.
إن سؤال عنترة عن تطوير الشعر “هل غادر الشعراء من مترَدَّمِ” والانعتاق من رِبْقَة السنن القديمة، يمكن تطبيقه على أدب السجون مع تعديل طفيف لكنه جوهري يخص موضوع التطوير: إذ لا يخضع أدب السجون إلى سنن في الكتابة محددة وملزمة، تحصر مجال التحرك وشروط الانتماء إليه.
تقدّم هذهِ الدّراسَةُ قراءةً معرفيّةً لحَدَثِ الاعتقال الّذي طَالَ أعْضَاءَ نقابةِ المعلّمينَ في الأردّنِ بعدَ قرارِ توقيفِ عَمَلِ مجلس نقابة المعلّمين الرّابع؛ إذ شكّلت هذه الاعتقالاتُ حالَةً من عدم التّوازنِ الاجتماعيّ السياسيّ في الأردّن حيث تعرّض المعلّمون للاعتقال الإداريّ والحبْسِ التعسفيّ
مرّت ظاهرة الكتابة عن تجربة الاعتقال السياسي في سورية عبر النتاج الأدبي، على أيدي من عاشوها أو من رغبوا في تناول تجارب غيرهم ممن كابدوها بمراحل وتحولات عديدة، إلا أنها بقيت عصيّة على التقييد والقولبة، وكيف يمكن أن تُقيَّد وهي بالأساس انقلابٌ على القيد
أقترحُ على نقاد الأدب، ومؤرخيه، ومصنّفيه أن يُغَيّروا مصطلح “أدب السجون”، ويجعلوه “أدب الاستبداد”، فهذا، برأيي، مناسبٌ أكثر لطبيعة القصص والروايات والأشعار التي كُتبت -ولا تزال تُكْتَبُ- في هذا الشأن، وتتجه كلها لوصف الظلم، والاضطهاد، والتنكيل الذي تمارسه السلطة الدكتاتورية
تجارب نساء سوريات
ظاهرة السجن ليست جديدة في حياة البشرية، ولا أحد يعرف متى بدأ الإنسان بسلب حرية الآخر والسيطرة على روحه وجسده وفكره، وإجباره على التخلّي عن ذاته الحرة قسرًا. وبحسب قراءة التاريخ؛ قد تكون ظاهرة استلاب الحرية (السجون) بدأت مع ظهور الملكية الخاصة وظهور السلطة، أي سيطرة القوي على الضعيف والتحكم في مصيره
في أيار/ مايو 1988 أضرَبتْ حوالى خمس وثلاثين امرأة من السجينات السياسيات في سجن دوما للنساء عن الطعام، شاركتْ في الإضراب جميع المعتقلات الشيوعيات أو “نساء حزب العمل الشيوعي” وبعض من “نساء الإخوان المسلمين” و”بعث العراق”، وكانت مطالب الإضراب حينها: فتح الزيارات وتحسين الطعام والطبابة
يؤكد المؤرخ كمال ديب في كتابه “تاريخ سورية المعاصر، من الانتداب الفرنسي إلى صيف 2011” على أن سوريا، و طوال 40 سنة، لم تعرف مصدرًا للأخبار سوى وكالة إخبارية وحيدة هي وكالة “سانا” الرسمية التي تأسست العام 1965، وثلاث صحف يومية يتحكم فيها النظام الحاكم بشكل مطلق
حوارات العدد
أجرى الحوار :
تناولتِ في كتابك مصطلح (أدب السجون)، فعرضتِ تحدياتِ تصنيف الأجناس الأدبية، والاختلافات حول استخدامها إقليـميًّا، والتطور التاريخي، إلى جانب تداعيات عملية التصنيف على المحتوى المُدرَج تحت المصطلح. لكن تبقى هناك أسئلة عديدة لإيضاح المفهوم أكثر، مثلًا هل مكان الكتابة، أي السجن، هو المحدِّد الرئيس في عملية التصنيف؟ بمعنى آخر
أجرى الحوار :
تتناول ميريام كوك في الفصل السابع (خَفِّف الوطء) من كتابها (سورية الأخرى: صناعة الفن المعارض) تجربة أدب السجون في سورية، خاصة تجربتي غسان الجباعي وإبراهيم صموئيل، وترى أن أدب السجون السوري “يوفر منظارًا إلى الحياة تحت الحكم الاستبدادي”. وتنقل عنك قولك “حياة السجن ليست جائرة أكثر من الحياة خارجه
أجرى الحوار :
بين أوائل عام 1979، تاريخ اعتقالك الأول، وأواخر عام 1994، تاريخ نهاية اعتقالك الثاني، أمضيت ثلاثة عشر عامًا في سجون نظام الأسد. بعد مرور نحو ثمانية وعشرين عامًا على الإفراج عنك، ومع معرفتنا بأنّ \نهاية روايتك “القوقعة” تترك انطباعًا بأن المساحات داخل السجن وخارجه غير قابلة للتمييز،
أجرى الحوار :
برنامج الورَّاق؛ وهو أحد البرامج الحوارية المصورة لمؤسسة ميسلون للثقافة والترجمة والنشر، برنامج حواري شهري مصور يعده ويقدمه كومان حسين، يتناول فيه أحد الكتب المنشورة المهمة، حيث يعرض ويناقش أفكاره الرئيسة، فيستضيف مؤلفه أو مترجمه، يحاوره، يسأله، ويفسح المجال للمشاهدين ليناقشوا
شخصية العدد
أربعينية الراحل غسان الجباعي احتفت أسرة ميسلون عبر الفضاء الإلكتروني بذكرى مرور أربعين يومًا على رحيل الكاتب والمخرج المسرحيّ الراحل غسان الجباعي، بمشاركة كوكبة من أهل ورفاق وأصدقاء الراحل.
أيها السيدات والسادة،
لم أتوقع أنني سأكون في هذا الموضع محتفيًا في أربعين رحيلك، ومعزيًا بك يا أبا عُمر، وأنت الصديق والجار الوفيّ لمبادئه من دون تردّد أو مجاملة.
استعجلتَ الرحيل يا أبا عُمر، فساحات سورية ما زالت في شوق إلى طلّاتك، ومنصّات المسارح تتعطش لجديد أعمالك
تُسمّونَهُ قبرًا وأُسمّيْهِ مَزهريةْ
ما زلتُ كما تعرفونْ
أَعقِدُ يديَّ على صدري
مثلَ جسرٍ حجريْ
أستلقي على ظهري الأبديّْ
أَمُدُّ رجليَّ على راحتيْ
الترابُ يملأُ فميْ وعَينيّْ
والبسمةُ لا تفارقُنيْ.
لا أتكلمْ.. لا أرى وجوهَكمُ الغاليةْ..
لكنّي أَسمعُ كيف تتنفّسونَ فوقَ الترابْ
وأشعرُ بجذورِ الأُقْحُوانْ
وهي تمتصُّ الرطوبةَ منْ حَوليْ
ما أشقاني لغيابك يا غسان!
لا تتوجَّع روحي من سرعة رحيلك، أو من أسباب غيابك، فالرحيل توأم الحياة، وجهها الآخر، بيد أن غياب صديق، بالقرب الذي كنَّا عليه معًا، يُضعف بهجة الحياة فيَّ، ويُنقص من مبرّرها عندي، المرّة تلو المرّة.
الأصدقاء، مثلك يا غسان، إحدى دعائم حياتي، وحوافز المُضيّ والاستمرار لديَّ.
سلام لكل الأحبة، وسلام طيب للعزيز الصديق الراحل المبدع الحرّ غسان.
يعزّ عليّ أني لم ألتق به، ويعزّ عليّ أني لم أعانقه حين خرج من المعتقل، وذات يوم خطر ببالي أبعتلك مجسّم عن مدينتي بيروت.
لحّنتُ لغسان مقدمة غنائية لبرنامج تلفزيوني.
قوة الفكرة وقوة الصوغ.. أحسستُ بأن غسان جالس يلحّن معي
في “الكيكية” أحد أحياء ركن الدين الجبلية، تعرفتُ إليه عندما كان حلمًا لعائلته الصغيرة، حلمًا في عين الطفل (عمر) الواعدة التي عرفتْ باكرًا معنى زيارات السجن الموجِعة والمهلِكة، كنا جيرانًا، تعرفتُ إليهم قبل خروج غسان من السجن مع العديد من رفاقه بوقت قصير.
وبعد أن خرجوا كان سؤالنا الأول بمجرد لقائهم يصدر بروتينية رهيبة”
هي المرّة الأولى التي يعتذر فيها غسّان عن مناداته. كلّ كلام الآن سحابة خرساء لا تليق بهذا الجبل الذي نام. علينا بدل الحزن أن نحبّ هذا القدر. لا يموت الجبل دفعة واحدة، كاذب من يقول إنّ غسان لم يتعرّض للموت أو القتل من قبل: لقد عوَّدنا على نجاته فخلنا أنّه لن يرحل، كنّا نعتقد أنّ الجبل لا يئنّ، ولكنّ غسّان كان لا يشكو، لقد توغّل في كبريائه،
تذكر الكاتبة الأميركية ميريام كوك في كتابها “سورية الأخرى؛ صناعة الفن المعارض” الذي تُرجم إلى العربية في أواخر 2018، حادثة لافتة عند لقائها بالكاتب المسرحي والمعتقل السابق غسان الجباعي في أواخر عام 1995، والذي أُفرج عنه بعد مؤتمر مدريد للسلام.
في لقائها به، قرأ لها غسان الجباعي بيتًا من الشعر لأبي العلاء المعري
أربعون صباحًا، أربعون مساءً غادرونا مذ غدرتَ بنا، أربعون يومًا مضى من أعمارنا، ومن رحليك صوب الغياب.
ماذا نقول؟ أنردد كلماتِ محمود درويش بأربعين ممدوح عدوان؟ أو نجترح مفرداتِ رثاء جديدة، نودّع عبرها بعضًا من بعضك وبعضنا معًا، علّنا لا نجد يومًا من يرثينا، أو يلقي السلام على نعوشنا. ونحن من أبى الظلم إلا أن يغرق جيلنا بأكمله
غسان من الناس الذين تأسف أنّ دروب الحياة لم تجمعك بهم، ولا دروب السجن. وحين تأمل أن تصحح الأحوال هذا الخطأ يومًا ما، يرحل غسان ويضيع عليك هذا الأمل.
تعرفتُ إلى غسان من خلال كتابتي في القسم الثقافي من موقع جيرون، وكان هو مدير تحرير هذا القسم. كانت كل مادة أرسلها له مناسَبة لحديث يطول أو يقصر.
يرجُفُ القلبُ لفقدك
فليسَ لي أن أرتقي درجًا يؤدي إليك بعد الآن
وليس لي عنّاب ضحكتك
احتضانك
طيبة الأريافِ في نبرة صوتك
ليس لي أن أنبشَ الذكرى لأوجاع السجون
وكم مررتَ بها بقيعانِ الجحيم
طعم المعدن في الماء
وضوضاء
كلما سمعت بكلمة مثقف تحسّست مسدسي، هذا ما قاله غوبلز رجل الدكتاتور الأول.
هذه هي الحال ما بين الثقافة والاستبداد والذي خصها غسان في كتابه مطولًا.
ولكن، ولأن الثقافة دائمًا منحازة إلى الإنسان وإلى آماله وآلامه وأحلامه وطموحاته ومسقبله، ولأنها الضمير لهذا الفضاء الإنساني الشاسع…
هل أبالغ إن قلتُ: عاش غسان حياته وأنهاها على طريقة فرسان الساموراي، وإن يكن بأدوات أخرى اخترعها بنفسه؟
في ظني أن غسان قد تعب وملّ في أواخر أيامه، وربما زهق من كلّ شيء.
لا أقول: انتحرَ أو فقدَ الأمل، بل أقول: ربما تعب على المستوى الشخصي، وقرّر أن يهملَ نفسه حيث أصبح الموت والحياة بالنسبة إليه سيّان
ليس كلُّ شيءٍ أسودَ بإطلاق، وإلا لسقط البياضُ، ومن ثمّ سقطَ المعنى، ولهذا فإنَّ اعتقالَكَ بالتمام والكمال غيرُ ممكن.
وليس كلُّ شيء أبيضَ بإطلاق، وإلا لسقط السوادُ، ومن ثمّ سقط المعنى، ولهذا فإن حريتَكَ بالتمام والكمال غيرُ ممكنة.
لا أبتغي هنا الثنائياتِ ولا المتناقضاتِ، بل أبتغي استحضارَ ميلِ غسان إلى رؤيةِ جدلِ الأمور
“قمل العانة” توكّد عمق فكره وثراء تجاربه.
لم يكن غسان الجباعي، رحمه الله، مبدعًا “شموليًا” وحسب، بل كان حاضنًا للمبدعين عامة، وللشبّان داخل سورية وخارجها خاصة، وهناك الكثير من الأعمال الأدبية تابعها عن كثب وشجع أصحابها، ورشّحها للنقاد من الأصدقاء كي يلقوا الضوء عليها، أو يقدموا عنها قراءات نقدية تُعرّفها.
بينما كنت أتهيأ لرياضة المشي صباحًا، صعقني الواتس بنبأ رحيلك، وأسرع بي النبأ إلى سور الجامعة القريب من البيت.
منذ سنوات بات يرابط أمام الباب الذي يخترق السور ثلاثة على الأقل من رجال الأمن، يراقبون البطاقات الجامعية التي يشهرها الطلبة، ثم تشير نظرة أو حركة إصبع بالدخول. قبل ذلك، أي قبل سنوات،
دراسات ثقافية
تؤكد سردية راتب شعبو “ماذا وراء هذه الجدران” مع أخواتها من سرديات السوريين، أن هناك أسبابًا، بعدد السوريين -لو استثنينا العصابة الحاكمة وطفيلياتها التي تعتاش على المستضعفين- لأن يثور السوريون، وأسبابًا للكتابة عن المعتقلات السورية بعدد المعتقلين الذين كانوا
تهدف هذه الدراسة إلى: الكشف عن مراحل التعذيب التي يمرُّ بها السجين، مع التطرُّق إلى الخصائص التي تميِّز كلَّ مرحلة عن غيرها، وتسليط الضوء على الجوانب النفسيَّة التي يمرُّ بها السجين في تلك المراحل، إضافةً إلى المقارنة بين مراحل التعذيب في الرواية
لم تكن الكاتبة الكندية نانسي هيوستن التي يعرفها القارئ العربي من خلال كتابها “أساتذة اليأس” عضوة في أيّ جماعة أو تجمّع. كانت تقف وحيدةً في فناء المدرسة، خلال سنوات طفولتها، لأنّها ابنة معلّم كان يتنقّل باستمرار عبر الأراضي الكندية.
من أصعب الأوقات التي تمرّ عليّ أوقات الكتابة عن السجن وآدابه؛ ففيها رجوعٌ إلى زمنٍ حاولتُ نسيانه، وطمسه في زاوية ثاوية، ستدفق دمعًا ووجعًا، وأنا أفكّ عنها أسلاك الاعتقال الحاضرة والماضية، فكيف بي وأنا وسط ألف ليلة وليلة وسنوات سجنية، وكل ليلة رواية تعجّ بالسجون والتعذيب
إبداعات ونقد أدبي
كيف أتفاهم مع العتمة
إذا انكسرت شمعتي
ماذا أقول للصمت
ماذا أفعل بالزوايا والأماكن المهجورة
ما نفع النوافذ والمرايا الفارغة
ما نفع الإضاءة بلا ظلال
ما نفع المذابح والمآذن والنواقيس
بلا منافقين
وكيف أجلس مع الجهات الأربع
إلى طاولة واحدة
(عنب مرٌّ) هذه البلاد
فماذا أفعل بالعناقيد الحامضة
وماذا أقول للثعالب الماكرة
كُنَّا..
تسعةَ عشرَ نجمًا
أو كلبًا
أو ضحية
تسعةَ عشرَ نبيًا أو شيطانًا
خارجين حتى على أنفسهم
تسعةَ عشرَ سؤالًا
مختومًا بالشمع الأحمر
تسعةَ عشرَ مطرودًا
من رحمة المقبرة
تبادلنا الكثير من الحب
والجوع
والمستقبل
الكثير من القيود والملامح
والطعنات
تمارين أوّليَّة
أَسمَعُ صوتَكَ يُضيءُ زنزانَةً مُجاوِرَةً،
يَنتابُني السّؤالُ:
أينَ يُبَدّلُ الشّرطيُّ ثيابَهُ
حينَ يَتَنَقَّلُ بَينَ زنزانَتَينا؟
كيفَ يُبَدِّلُ الأَحرُفَ في شَفَتَيهِ
وَلا تَتكسَّرُ إحدى اللُّغَتَينِ/ “العَدوّتين”.
-لُغَةٌ كَئيبَةُ التكوينِ
قاتِمةُ الطّفولَةِ، عَرجاءُ،
مائِلَةٌ،
ماكِرةٌ،
تُتقِنُ، ما إن تُكمِلُ تَزَيُّنَها،
استِدراجَ جارَتِها المشغولَةُ
بِفَكفكةِ التّمائِمِ عَن طفولتِها.
-لُغَةٌ طيّعَةُ المَعاني.
ها أنا بعد عشر سنوات من الحرب، دون حقائب أو مواعيد أو خطط تنقذ الريش الذي ربيته وسط ظهري، أقف في مدينة غريبة، على ناصية شارع يأوي اللاجئين والغجر والمنبوذين واللصوص وبعض المتطرفين والهاربين، أحدق في زجاج موقف الباص، وألمحهم كيف يغيبون واحدًا وراء الآخر مع أحذيتهم الرثة ويدخلون المخيم
اصطففنا فور سماع الصافرة. كنا على وشك اجتياز المسافة كلها في وثبة واحدة لولا سماعها. أظنني سأحتفظ بسرعة الانصياع لو سمعت هذا الصوت بالخارج.
تهادى نحونا ببطء. نفس خطوته الرتيبة، أناقته الملفتة، وسامته، ثبات عينيه، عطره الذي تتلقفه أنوف أهلكتها رائحة العطن. يحسب تحركاته بدقة صارمة
من موقف الحافلات البعيد إلى ذاك الحي الراقي، حمل جسده النحيل ورزمة من الأوراق والأحلام وسار على درب إنجاز منتظر منذ سنين، وفي أفق طموحه مجدٌ أيقن أنه -لا بدّ -قادمٌ، لم يكن يبالي كثيرا بجنيٍ يزيد عما يسد الرمق، فالماديات لم تكن تعنيه، ما كان يعنيه فقط، أن يصل بفكره وقلمه إلى الناس البسطاء المساكين
لم يكن نايف من محبي الدراسة، لذلك لم يتمكن من إكمال دراسته بعد أن رسب في امتحان الشهادة الإعدادية، فقرّر البحث عن عمل يقتات منه ويساعد أباه المريض في تأمين مصروف البيت المتزايد كونه الأكبر بين إخوته. قرّر نايف أن يبدأ رحلة البحث عن عمل بدءًا من إحدى ورش إصلاح السيارات
يحفل الأدب العربي بالكثير من الأعمال الأدبية التي تناولت تجارب في السجون، وتجارب النفي والاعتقال عبر التاريخ ولا سيما الحديث والمعاصر منه، فكما دخلت السلطات حروبها الضروس لتثبيت حكمها ومحاربة الأصوات المعارضة والمناوئة لها بكافة الوسائل من خلال إسكاتها
ترجمات
خلاصة: أصبحت كتابة أدب السجون نوعًا ثقافيًا مميزًا للفترة الحديثة المبكرة في إنكلترا. استندت شعبيتها إلى زيادة عدد السجناء، وكثيرون منهم من فئة النُخب المتعلمة المسجونين بسبب السياسة أو الدين أو الدَين؛ وازدياد أعداد المتعاطفين السياسيين والدينيين؛ وانتشار الكتب.
دعونا نحدِّد أدب السجون؛ ما نوع الكتب التي تندرج تحت هذا النوع؟
يشمل أدب السجون جميع الأنواع الأدبية: الشعر، الرواية، المقالة، والصحافة. إنه مجال واسع. يرجع تاريخه إلى روايات العبيد المحرَّرين الذين أُعيد استعبادهم بسبب قوانين جيم كرو
ربما تكون رواية “شرق المتوسط” التي أُصدرت عام (1975)، عن التعذيب والتعسف الذي يتعرّض له السجناء السياسيون، أكثر روايات السجون قراءةً على نطاق واسع في الأدب العربي. هي الرواية الثانية لمؤلفها، بعد عامين من نشر روايته الأولى “الأشجار واغتيال مرزوق” (1973)، عن رجل فرّ من مدينته بعد اعتقاله وتعرضه للتعذيب
مراجعات وعروض الكتب
مما لا شكّ فيه أن تجارب السجناء والمعتقلين السياسيين، ولا سيّما في ظل الأنظمة العربية الاستبدادية، هي مؤشر تُختبر من خلاله صدقية حقوق الإنسان المطروحة كأداة شرعية وعالمية ملزِمة لصون حق الإنسان والأفراد
في كتابه الصادر حديثًا (2021)، “الثورة في سوريا: الهوية والشبكات والقمع”، يحاول كيفين مازور الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي: كيف تحول تحدٍّ مدنيٌّ غير عنيفٍ إلى حربٍ أهليةٍ إثنيةٍ، وما الذي ضيَّق مطالب المتحدِّين للنظام الحاكم، وأثننها
هذا الكتاب تحريرٌ لندوة أقامها مركز البحوث العربية الأفريقية عن أدب السجون، ومناسبة الندوة، والكتاب معًا، بحسب محرر الكتاب: “مرور خمسين عامًا على أوسع وأفظع تجربة اعتقال مصرية. فقد صدر في 31 كانون الأول/ ديسمبر 1958 قرارٌ باعتقال 168 شخصًا، تبعه قرار آخر في آذار/ مارس 1959 بإلقاء القبض على 436 شخصًا
وثائق
اعتُمدت ونشرت على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 43/173 المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1988
نطاق مجموعة المبادئ
تطبق هذه المبادئ لحماية جميع الأشخاص
اعتُمد ونُشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة/ للأمم المتحدة 47/133 المؤرخ في 18 كانون الأول/ ديسمبر 1992
إن الجمعية العامة، إذ تضع في اعتبارها أن الاعتراف لجميع أفراد الأسرة البشرية بكرامتهم الأصلية وبحقوقهم المتساوية وغير القابلة للتصرف هو، بموجب المبادئ المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة وسائر الصكوك الدولية،،
في العشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي (2022) مضت عشر سنوات على اعتقال الدكتور عبد العزيز الخيّر، وقد بلغ هذه السنة واحدًا وسبعين عامًا، أمضى منها أكثر من عشرين عامًا في السجون.
ولد الدكتور الخيّر في مدينة القرداحة عام 1951، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية في محافظة درعا، وأنهى دراسته الثانوية في حمص، .